qodsna.ir qodsna.ir

علي حماس الاعتبار
من تجربة فتح

وكالة القدس للانباء(قدسنا)

وكالة القدس للانباء(قدسنا) مسيرة الكفاح الفلسطيني شهدت مراحل مختلفة.. 1- في فترة الانتداب البريطاني كان للقياد الدينية دور بارز ومؤثر في تنوير وجذب الرأي العام بشأن أهداف المحتلين.. 2- في فترة الاحتلال الصهوني؛ كانت قيادة التيار اليساري هي من يقود مسيرة الصراع ضد العدوة لأكثر من ثلاثة عقود. هذه الفترة تميزت بغيات الدور الشعبي في المواجهة ضد العدو. 3- ثم دخلنا في مرحلة كانت الحركات الإسلامية(كحركتي حماس والجهاد) هي من يقود المعركة ضد الصهاينة.. وهذه المرحلة التي بدأت بالثمانينيات تميزت بالكفاح والمقاومة الشعبية؛ أي تميزت بإشراك الشعب وتوظيف مقاومته للاحتلال...

 

تعتبر المرحلة الثالثة نقطة تحول في تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الصهاينة المحتلة، فقد استطاع الفلسطينيون ان يحققوا انجازات مهمة علي ارض الواقع منها:

 

تحرير غزة بعد 38 عامًا من الاحتلال واندلاع شرارة الانتفاضة التي ارغمت الصهاينة علي التراجع والخضوع لبعض مطالب الفلسطينيين.

كانت حركة فتح في طليعة النضال منذ نشأتها مما جعلها أكثر شعبية من الحركات الفلسطينية الأخرى. وازدادت هذه الشعبية بعد معركة الكرامة، في أغسطس 1968.

 

الجدير بالذكر، ان بعض الجهات الفلسطينية تري بأن فتح على اتصال مع الكيان الصهيوني منذ العقد الأول من تأسيسها من أجل التوصل إلى اتفاق! (كشف عن ذلك خالد الحسن، وهو أحد قادة فتح في مؤتمر لندن الاقتصادي).

 

مع تطور الانتفاضة الأولى، سارع الغرب والصهاينة إلي التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية (المكونة من فتح) من أجل وقف هذه الانتفاضة الشعبية الواسعة. لقد تفاوضوا مع فتح في حين انها لم تكن منخرطة في الانتفاضة بالشكل الذي يدفعهم للتفاوض معها. وبهذا الشكل تمت مصادرة الانتفاضة الأولى لصالح فتح والكيان الصهيوني.

 

مع تشكيل السلطة الفلسطينية ، سرعان ما اتضح أن منظمة التحرير الفلسطينية ستؤدي نفس الدور الذي ستؤديه الشرطة الإسرائيلية. وفي هذا الاطار قامت باعتقال العديد من الثوار الفلسطينيين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في الانتفاضة أو الذين استمروا في مناهضة الاحتلال. لكن قادة حماس والجهاد الإسلامي ومجموعات المقاومة الفلسطينية الأخرى اختاروا طريقا آخر معاكس لتيار فتح..

 

يعتقد الخبراء أن قادة منظمة التحرير الفلسطينية كانوا يتوقون لإقامة لإمارة كالمارات العربية الأخري ، لذلك رأوا في أوسلو والسلطة الفلسطينية فرصة لإقامة هذه الإماراة، وهذا هو السبب الذي جعلهم تابعين لإرادة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق طموحاتهم ومصالحهم الشخصية.

 

بينما لولا دماء الشهداء الفلسطينيين مثل الشيخ عز الدين القسام والدكتور فتحي الشقاقي وشهداء الانتفاضة الفلسطينية لما استطاعت السلطة ان تستمر في عملها؛ فضغوط المقاومة الشعبية هو من دفع العدو للتعامل مع السلطة. إن استسلام الصهاينة لوبول هوية فلسطين والفلسطينيين جاء فقط بسبب الانتفاضة الإسلامية في فلسطين وتضحيات الشهداء. لكن منظمة التحرير الفلسطينية خانت هذه الدماء، وقد عرفت نفسها الآن على أنها عدو لتطلعات الشعب الفلسطيني وطموحاته. ان قادة هذه المنظمة غير مدركين الآيات القرآنية أن لدماء الشهيد والمظلوم أثر كبير في تغيير المعادلة على حساب الظالمين: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}.

 

يجب أن تدرس الحركات الإسلامية الفلسطينية تاريخ هذا التحول للحركات الفلسطينية المسلحة، والجماعات التي تشكل منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة فتح ، ويجب أن تكون هذه الحركات حريصة وتعي جيدا بأن الشعب الفلسطيني هو المحور الرئيسي ، فالأساس هو الكفاح ضد الاحتلال ومشاريعه..

 

لقد أظهر التاريخ ، وتاريخ الفتح ومنظمة التحرير الفلسطينية أيضًا، أن الثقة والتفاوض مع العدو، وخاصة العدو الذي يحتل الوطن وليس لديه إرادة لإنهاء الاحتلال، هو أمر غير مثمر في الأساس، ولا يعطي للعدو سوى فرصة لمزيد من الجرائم.

 

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تحولت إيران من دولة صديقة لإسرائيل، إلي دولة عدوة لها.. وبسبب هذا العداء لإسرائيل؛ تحملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضغوط مختلفة وكبيرة.. لكن طهران أعلنت وبكل صراحة ومرارا وتكرارا بأنها سوف تستمر بدعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة..