لماذا يجب أن ترفض
فلسطين التهدئة مع الاحتلال؟

وكالة القدس للانباء(قدسنا) احمد رضا روح الله زاد: يتواصل القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي كثفت في الأيام الأخيرة من اطلاق الصواريخ باتجاه المدن والبلدات المحتلة.

وتختلف المواجهة الحالية مع المواجهات والحروب السابقة في عدة نقاط منها:

1-المواجهة الحالية هي أول حرب تظهر فيها مقاومة غزة كجيش متكامل ومستقل يمتلك قدرات فعالة. في عام 1948 و 1967 لم تكن فلسطين تملك جيشا بل كانت تعول علي الجيوش العربية التي هي نفسها تابعة للقوي الداعمة للكيان الصهيوني. الجيوش العربية لم تستطع تحقيق أي شيء لصالح فلسطين بل عملت علي نزع سلاح الفلسطينيين. في الحروب الثلاثة الماضية التي شنت ضد قطاع غزة، كانت غزة تمتلك السلاح واستخدمته في المعركة والتصدي للعدوان لكنها لم تكن تمتلك ماتمله حاليا. كما ان التطورات في الاراضي المحتلة لم تكن لصالح غزة تماما.

2-هذه هي المرة الأولي التي وجدت إسرائيل نفسها امام مقاومة فلسطينية شرسة علي المستوي العسكري وعلي مستوي الاحتجاجات ورفض السياسات الإسرائيلية؛ فغزة تقاوم صواريخها وأهالي الشيخ جراح استمروا في الصمود أمام اجراءات العدو الاستيطانية وباقي ابناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة يتواجدون في الشوارع رفضا لغطرسة الاحتلال وجرائمه في غزة والمسجد الأقصي والشيخ جراح.

3-هذه هي المرة الأولي التي ينتفض فيها أهالي كافة الأحياء والمدن الفلسطينية نصرة لمنطقة تتعرض لاجراءات استيطانية وهي حي الشيخ جراح.
 

4-هذه هي المرة الأولي التي تعمل فيها كافة المدن الفلسطينية في اتجاه واحد.

5-هذه هي المرة الأولي التي ينتفض فيها فلسطينيو الداخل.

6-هذه هي المرة الأولي التي فقدت اسرائيل سيطرتها عل المدن والأحياء العربية التي انتفض اهلها نصرة لأخوانهم في غزة والشيخ جراح.

7-هذه هي المرة الأولي التي تستهدف فيها مسيرات المقاومة أقصي نقاط الأراضي المحتلة.
 

8- لأول مرة في تارخه؛ يجد الكيان الصهيوني عاصمته السياسية تحت نيران المقاومة. أكثر من 4 ملاين مستوطن يعيشون في الملاجئ خوفا من صواريخ المقاومة التي فرصت حظر التجول في مدينة تل ابيب المحتلة.

9-لأول مرة أصبحت المقاومة هي من يحدد مسار الصراع. إن المقاومة فرضت نفسها وغيرت الموازين واسرائيل عاجزة عن التصدي للمقاومة.
 

10-لأول مرة تستهدف المقاومة الفلسطينية مطارات الاحتلال عدة مرات.
 

11-لأول مرة قامت اسرائيل بتعليق العمل في الموانئ ماكبدها خسائر فادحة وكبيرة.
 

12-لأمرة مرة، قامت غزة بتوظيف كل ماتمتلكه تلبية لمطالب الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل.
 

13-لأول مرة، سعي اللاجئون الفلسطينيون إلي الدخول إلي الأراضي المحتلة بالتزامن مع اتسمرار العدوان ضد قطاع غزة؛ كالمحاولات الهادفة لاقتحام السياج الحدودي مع الاراضي المحتلة في لبنان والاردن.
 

14-لأول مرة أصبحت كامل الاراضي المحتلة تحت نيران المقاومة.

15-المواجهة الحالية أثببت بشكل قاطع فشل القبة الحديدية فهذه المنظومة الدفاعية عجزت عن التصدي لصواريخ المقاومة خاصة الصواريخ الدقيقة والذكية.

16-لأول مرة، قامت المقاومة باستهداف مراكز سياسية وامنية وعسكرية واقتصادية اسرائيلية، فكل المراكز الحيويظ الإسرائيلية أصبحت في بنك اهداف المقاومة.

17-لأول مرة أصبح الجنود الصهاينظ يعانون من اعراض نفسية اثناء الحرب. يؤيد ذلك قيام جيش الاحتلال باستدعاء 9 آلاف جندي من جنود الاحتياط.

18-المواجهة الحالية زادت من مخاوف الانظمة العربية المطبعة، كما انها اثبتت بأن عملية التطبيع مع الاحتلال فشلت وان استمرار المواجهة يقضي علي فرص احياء هذه العملية.

19-المواجهة الحالية اعدات فلسطين للصدارة بعدما كان التيار الوهابي يهدف إلي جعل القضية الفلسطينية طي النسيان.

20-استمرار العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة واجه رفضا عالميا. فقد شهدت عدة دول خروج مسيرات منددة بجرائم الاحتلال وعدوانه ضد الشعب الفلسطيني الاعزل. استمرار المواجهة سوف يؤدي إلي توسع رقعة الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، كما انها سوف تعزز موقف ركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) .

بناء علي ماتقدم ذكره يمكن القول إن الخيار السليم في هذه الظروف هو رفض التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وان اسرائيل لاتلتزم بالقرارات ولاببنود أي اتفاق وانها دائما تنتهك التهدئة عبر الاستمرار بخطواتها الاستفزازية. قد يقول البعض ان استمرار العدوان سيؤدي إلي استشهاد المزيد من الفلسطينيين. للرد علي ذلك يجب علينا ان نعي جيدا بأن الاحتلال الإسرائيلي:
 

1-مستمر بتنفيذ سياسة التوسع الاستيطاني.

2-أعلن مدينة القدس عاصمة لدوته بمساعدة الرئيس الأميركي السابق، وهو الآن يسعي إلي اضفاء الشرعية الدولية علي هذا القرار.

3-مستمر بسياسة تهويد القدس وباقي الأحياء والمدن المحتلة.

4-يسعي إلي تقسيم المسجد الاقصي زمانيا ومكانيا وينتهك حرم المسجد الاقصي عبر المساح للصهاينة باقتحامه بشكل يومي.

5-الاجراءات الإسرائيلية العنصرية ضد المسلمين أخذت وتيرة متصاعدة.

6-غزة لازالت محاصرة.

7-مسيرة إعادة اعمار غزة متوقفة

8-منذ 2008 حتي عام 2014 توفي أكثر من 50 الف فلسطيني في غزة نتيجة الحصار الجائر ضد هذه المنطقة.

9-اسرائيل واصلت هجماتها ضد غزة في فترة الهدنة

10-الصهاينة يرفضون دفع أي تعويضات للفلسطينيين.

11-اسرائيل لاتزال متمسكة بسياسة اغتيال القادة الفلسطينية.

وهنا يمكننا ان نطرح اسئلة عديدة منها: ألا يشكل قبول التهدئة فرصة للاحتلال للخروج من المأزق الحالي؟ ألا يؤخر الاقدام علي هذه الخطوة موعد إزالة إسرائيل؟ ألا تؤدي التهدئة إلي اطفا شعلة الانتفاضة؟ ألا تؤثر هذه الخطوة علي ثقة الشعب الفلسطيني بالمقاومة وقدراتها؟ لاشك ان التهدئة ماهي إلا خدعة لاتلبي مطالب الفلسطينيين. إذا كانت مصر جادة في محاولاتها لما تعاونت مع الاحتلال في حصاره ضد غزة. إنها ترفض حتي السماح لهنية بالعودة إلي قطاع غزة الذي يعيش الآن بعيدا عن اسرته منذ أكثر من عام.

لاشك آن توسيع نطاق التحركات الاقليمية والعالمية الداعمة لفلسطين والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي مربطة بشكل مباشر باستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني ونضاله ورفضه للتهدئة التي تصب لصالح الاحتلال فقط.