الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir
خبير في الشؤون الدولية في حديث لـ«قدسنا» علي أعتاب يوم القدس العالمي:

المقاومة أثبتت أن نظرية الردع التي شكلتها إسرائيل قد تعرضت لهزة كبيرة خلال الحروب التي خاضتها ضد المقاومة في غزة ولبنان

أكد الخبير في الشؤون الدولية، د. صائب شعث، أن المقاومة أثبتت أن نظرية الردع التي شكلها الكيان الصهيوني منذ حرب حزيران قد تعرضت لهزة كبيرة خلال الحروب التي خاضها جيش الاحتلال ضد المقاومة، وهناك مخاوف متزايدة لدي القيادة الصهيونية حول عدم كفاية قوة ردع الجيش وعدم جاهزية قواته لخوض أي حرب جديدة.

علي أعتاب يوم القدس العالمي، أجرت وكالة القدس للأنباء(قدسنا) حوارا مع الخبير في الشؤون الدولية والعربية، د. صائب شعث حول آخر التطورات في فلسطين وأثر تنامي قدرات محور المقاومة علي طبيعة الصراع في المنطقة وفلسطين، وكذلك أبرز التحديات الدولية والاقليمية التي تواجه الكيان الصهيوني.

 

المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة أصبحت ثقافة سائدة في فلسطيني
 

في بداية حديثه، أشار شعث إلي تمسّك الشعب الفلسطيني بهويته الوطنية وتقاليده، ومقدّساته، وصموده رغم الارهاب الصهيوني والتطهير العرقي الممارس ضده، مؤكدا أن المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة أصبحت ثقافة سائدة في فلسطيني وهذا ما أكدته المواجهات الدائرة في القدس المحتلة وبروز موقف شعبي فلسطيني مساند وبقوة في الميدان للمقدسيين ومدافع عن الحرم الشريف.


المجتمع الدولي سيرفضالكيان العنصري تماما كما رفض دولة جنوب أفريقيا العنصرية

 

وتابع الخبير في الشؤون العربية والدولية "يقود الكيان مجموعات يمنية دينية مهووسة بالتطرف اليميني وتفرض هذا الهواس كسياسة للكيان العنصري المحتل. إن أحزاب اليمين المتطرف مفرطة في تشددها الديني وكراهيتها لكل ما هو غير يهودي صهيوني، وهي وتمارس اشرس أنواع التفرقة والاضطهاد ضد العرب مسلمين ومسيحيين، غير أبهه بحقوق إنسان أو بقانون دولي أو راي عام أممي. هذه الأيدلوجية الفاشية الدينية ستزيد من الكراهية الدولية لهم وممارساتهم العنصرية الإجرامية. من الواضح للعيان اليوم وجود كثيف لشرائح شابة وكبيرة جدا وفي تنامي مستمر في الغرب وحول العالم، تساند الحق الفلسطيني، وترفض عنصرية الكيان الصهيوني، تقوم بفعل المقاطعة الفعالة الاقتصادية الأكاديمية الثقافية والفنية".

 

وأكد شعث أن هذه الظاهرة تؤشر إلى لحظة سياسية دولية هامة وقادمة، فيها سيرفض المجتمع الدولي هذا الكيان العنصري، تماما كما رفض المجتمع الدولي دولة جنوب أفريقيا العنصرية في تسعينيات القرن الماضي. هذه بعض من العوامل التي ستساعد على تفكيك هذا الكيان المقيت وستعجل بانهياره الى جانب العامل الأساسي والاستراتيجي المتمثل بنمو المقاومة الفلسطينية في الداخل، والتي تحتاج لإسناد اكبر عربيا وإسلاميا ومن أصدقائها الأمميين.


المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير القدس
 

وأشار إلى أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير القدس موضحا أن الكيان الصهيوني أثبت بأنه لا يلتزم بأية مواثيق أو معاهدات دولية أو اتفاقات سلام، بضمانات من الولايات المتحدة و من الغرب كله. لقد اجتاح جيش الكيان المحتل الضفة الغربية المحتلة عدة المرات ودمر بنيتها التحتية، هاجموا غزة بغلاظة يحسدهم عليها النازي الألماني واليانكي الأمريكي. الفلسطيني تضاعفت وتيرة سلب أرضه وإفقاره والتآمر عليه، بفعل اتفاقات سلام مضمونة أمريكيا وغربيا وبمباركة سعودية ومصرية وأردنية ومشيخات الخليج.

 

 

وأضاف "بعد إعلان مبادئ اتفاق أسلو عام 1993، الذي كان من المفروض ان ينتج عنه استقلال فلسطيني في أراضي الضفة الغربية وشرق القدس وغور نهر الأردن المحتلة وقطاع غزة. بل على إثر اتفاق أسلو تضخمت موجات الاستيطان الصهيونية بالضفة وغزة بشكل لم يسبق له مثيل، وحرم الكثير من الفلسطينيين من الوصول لأرضهم لزراعتها، ألاف الدونمات اغتصبتها المستوطنات في عصر اتفاق لإنشاء سُلطته الفلسطينية لتؤسس الدولة المستقلة".

 

 

ونوه إلى أن الكيان الصهيوني  قد حقق الكثير كنتيجة لإعلان مبادئ أوسلو، اُسقط عنه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية. وعَطلت قرارات وآليات المقاطعة العربية والدولية ضده، ودخل العواصم الأفريقية والأسيوية والإسلامية والعربية.

 

 

وتابع "منذ توقيع اتفاق أوسلو انهمرت نحو الكيان الصهيوني الرساميل الغربية والشرقية التي كانت تخشى عصى المقاطعة العربية. ضُخت مليارات من الدولارات لتطوير القواعد الصناعية الصهيونية، وأعطي الكيان أسباب المعرفة والتقنية الحديثة. منذ أوسلو والى الآن تضاعف عدة مرات دخل الفرد داخل الكيان الصهيوني وتحول الكيان الصهيوني الى قوة إقليمية كبرى، تتحالف معه الرجعية العربية وتركيا. هذا كيان لا يسمع ولا يذعن إلا للقوة الغاشمة".

 

المقاومة أصبحت تمتلك تكتيكات عسكرية متقدمة
 

ولفت شعث إلى أن الفصائل الفلسطينية وكتائبها المسلحة أصبحت تمتلك تكتيكات عسكرية متطورة تمكنها بالإضافة لأسلحتها المصنعة محليا أو القادمة من معسكر المقاومة قادرة على ردع الكيان الصهيوني. المقاومة استخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ وقصفت معاقل المحتل الغاصب في أسدود وعسقلان والنقب وفي "تل أبيب" والقدس.

 

 

وقال الخبير في الشؤون الدولية إن "هناك دلالات إستراتيجية للحروب الثلاث الأخيرة على قطاع غزة، تتمحور حول فشل الكيان الصهيوني حتى عن وقف نمو المقاومة المتعاظم، ووصول المقاومة للقدرة على ردع الكيان الصهيوني. من المهم ان نتذكر بان هذه الحروب هي شنت على ارض فلسطينية. لقد نجحت المقاومة في نقل المعركة الى الكيان الصهيوني وهذا عكس ما تعود عليه الكيان في كل حروبه السابقة بأخذ حربه الى دول العرب".

 

 

وأكد أن الفلسطيني يرغب في تكرار تجربة المقاومة الشعبية والعسكرية المسلحة في قطاع غزة والتي نجحت في وقف وفرملة المشروع الصهيوني التوسعي، بل ودحرته وطردته هو ومُستعمريه ومُستعمراته الى خارج قطاع غزة، الذي أصبح سيد نفسه. لازالت غزة صامدة رُغماً عن الحصار والأغلاق والتجويع الذي يمارسه عليها الكيان الصهيوني، بإسناد أمريكي وغربي.


انهيار نظرية الردع والحسم الأمنية التي شكلها الكيان الصهيوني

 

وتابع أن المقاومة أثبتت أن نظرية الردع والحسم الأمنية التي شكلها الكيان الصهيوني منذ حرب حزيران 1967 قد تعرضت لهزة كبيرة خلال الحروب التي خاضها جيش الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحزب الله في لبنان. هناك مخاوف متزايدة لدي القيادة الصهيونية حول عدم كفاية قوة ردع جيش الكيان وعدم جاهزية قواته لخوض أي حرب جديدة في غزة أو في جنوب لبنان، واذا ما حصلت مواجهة والتحق فيها كل اطراف محور المقاومة كفصائل ودول ضد الكيان الصهيوني، هل سيصمد دون التدخل الأمريكي والغربي المباشر، أم انه سيلجأ الى خيار شمشوم (استخدام القنابل النووية) كما هدد به خلال حرب تشرين 1973 مع مصر وسوريا؟

 

التحديات الدولية والاقليمية التي تواجه الاحتلال
 

وعن التحديات الدولية التي تواجه الكيان الصهيوني قال شعث "كما ذكرت أعلاه، من الجلي أن هناك شرائح واسعة وشابة وفي إزياد متنامي في الغرب وحول العالم تناصر الشعب الفلسطيني، وتبغض عنصرية الكيان الصهيوني. هذه الظاهرة تؤشر لقدوم لحظة سياسية دولية هامة سيرفض فيها المجتمع الدولي هذا الكيان العنصري البغيض، تماماً كما لم يقبل دولة جنوب أفريقيا العنصرية في تسعينيات القرن الماضي والتي كانت تساندها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني نفسه".

 

 

وأضاف "من الواضح هناك تحولات على الساحة الدولية تفرض على الولايات المتحدة التركيز على حماية مكانتها الدولية ونفوذها والنظام أحادي القطبية العالمية الذي تسود فيه العالم، لإبقاء أمريكا الدولة الأقوى عالميا. لذا نلاحظ تركيز الولايات المتحدة الان للوصول الى هدنة مع إيران في مفاوضات فينا حول البرنامج النووي الإيراني ستؤدي حتما الى رفع كل العقوبات والحظر عن إيران. تود الولايات المتحدة أن توجهه عوامل قوتها وعصاها الغليظة العسكرية وقوتها الناعمة معا للتركيز على العدو الصيني الذي عمليا بالشراكة مع روسيا يقضم أساسات عالم أمريكا أحادي القطبية. علاوة على مواجهات متوقعة مع روسيا حول وعبر أوكرانيا. لذا نشاهد تراجع في أولويات الصدام الأمريكي مع معسكر المقاومة المتعاظم قوة وعنفوان".

 

 

وأكد أن هناك مجموعة تحديات كثيرة ستواجه الكيان مثلا: تحول ايران الى دولة تكنولوجية وصناعية وعسكرية قوية جدا، يحاول الغرب والولايات المتحدة على تحاشي التصادم معها إقليميا، اتفاقية التعاون الاقتصادي الإيراني الصيني الاستراتيجية بفحواها الاستثماري الصيني في ايران بما يزيد عن- 450 -مليار دولار، والاقتصادي والصناعي والأمني، والتي عملياً أدت الى الالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران، وتساعد إيران النمو الصيني بتوفير الطاقة والعلماء والبنية التحتية المحلية.

 

 

وتابع أن بروز الصين المتحالفة مع روسيا وإيران، كلاعب سيتفوق قريبا على الولايات المتحدة، يجعل الكيان الصهيوني يطرح أسئلة بخصوص علاقة الكيان الصهيوني مع الصين، والتقارب الإيراني مع الصين وروسيا ومن جهة علاقته مع روسيا على وجه الخصوص. هل تصبح روسيا مستقبلا حليفا أم منافسا في تدخلاتها الإقليمية المتزايدة في المنطقة؟

 

موازين القوي تغيرت لصالح محور المقاومة
 

وأردف بالقول أنه أصبح من الواضح حدوث تغيير محسوس في موازين القوي لصالح محور المقاومة، صاروخ سام 5 المعدل السوري الصنع، الذي أطلقه الجيش السوري وسقط بجوار بلدة ديمونة المحتلة، التي يقع على أرضها مفاعل ديمونة النووي كافية لان تظهر بان الكيان الصهيوني يقف في موقف المهزوز.

 

وختم بالتأكيد على ان الغرب بقيادة الولايات المتحدة سيستمر في دعم وتعزيز ثكنتهم العسكرية المتقدمة في قلب العالم، الكيان الصهيوني، من أجل المحافظة على تدفق الثروات المنهوبة من العالمين العربي والإسلامي إليه. ومن أجل البقاء متحكما في الطرق التجارية الدولية البحرية والبرية، ذلك لتبقي يد الغرب قابضة الثروات ومتحكمة في حركة الاقتصاد العالمي وفي نمو أو انكماش اقتصاد دولا ترفض ان تسمح بنهب ثرواتها واستعباد شعوبها.

 

 

انتهى/ ع ز




محتوى ذات صلة

العاصمة اليمنية تشهد مسيرة هي الأكبر في المنطقة إحياءً ليوم القدس العالمي

العاصمة اليمنية تشهد مسيرة هي الأكبر في المنطقة إحياءً ليوم القدس العالمي

شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية هي الأكبر في المنطقة إحياءً ليوم القدس العالمي تحت شعار "طوفان الأحرار"، انتصاراً لغزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. القائد العام للجيش الإيراني: إيران اثبتت للعالم ان اي تهديد موجه ضدها سيواجه برد دقيق وماحق
  2. استقالة متحدثة باسم الخارجية الأمريكية بسبب الحرب على غزة
  3. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  4. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  5. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  6. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  7. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  8. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  9. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  10. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  11. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  12. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)