الإمام الخميني، يوم القدس وتحويل القضية الفلسطينية إلي قضية عالمية

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) قبل انتصار الثورة الإسلامية، كانت إيران تعتبر أهم حليف للاحتلال الإسرائيلي. كانت إيران الوجهة الأكثر أهمية للبضائع الإسرائيلية ، وكان الاقتصاد الإسرائيلي مزدهرًا بفضل الدعم الإيراني . كان النفط الإيراني آنذاك محرك أساسي للصناعات الإسرائيلية. لكن بعد انتصار الثورة الإسلامية تغيرت المعادلات، وذلك بعدما اهتم الإمام الخميني بالقضية الفلسطينية وجعل هذه القضية وانهاء تحالف الشاه مع إسرائيل، أحد أسس نهضته الإسلامية.

كان الإمام يقول: "من القضايا التي جعلتنا نعارض الشاه وسياساته هي مساعدته لإسرائيل. لطالما قلت في مقالاتي أن الشاه أخذ يتعاون مع اسرائيل منذ اللحظة الأولي لقيامها. وعندما اشتدت الحرب بين إسرائيل والمسلمين وبلغت ذروتها، استمر الشاه في اغتصاب نفط المسلمين وقام بإعطائه لإسرائيل. وهذا ، كان أحد الأسباب الذي دفعني لمعارضة الشاه.. "

بعد انتصار الثورة الإسلامية(عام 1979) تغيرت المعادلات الاقليمية. فإسرائيل لم تفقد حليفها الأهم فحسب، بل  وجدت نفسها أمام دولة عظمي معارضة لها؛ إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أصبحت مناهضة لإسرائيل وسرعان ما تحولت إلي أهم وثم زعيمة الحلف المعادي للكيان الصهيوني.
 

منذ الأيام الأولي لانتصار الثور؛ أخذ الإمام الخميني يشدد على أن "إسرائيل غدة سرطانية" و "يجب إزالة اسرائيل من الوجود". وأخذ يؤكد ضرورة دعم نضال الشعب الفلسطيني من خلال التأكيد على أن " فلسطين بضعة من الإسلام".

إن الإمام الخميني وانطلاقا من مكانته الإسلامية بوصفه زعيم ديني له صلاحية إصدار الفتاوي؛ قام بتحديد واجب المجتمعات الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي ودعم نضال الشعب الفلسطيني.
 

لقد نهى عن أي تسامح ومساومة مع الصهاينة والمحتلين ، وأكد أنه لا يجوز التخاذل في مجال الدفاع عن القضية الفلسطينية والعمل من أجل تحريرها من دنس المحتلين. إنه حذر المجتمعات الإسلامية وحكومات الدول الإسلامية من التخاذل، وأخذ يؤكد ضرورة مضاعفة الجهود والعمل للدخول في معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقد أكد الإمام الخميني أن "الوحدة" هي مفتاح انتصار الأمة لذلك أخذ يدعو الحكومات الإسلامية إلي الوحدة. وفي الوقت ذاته، قام بتوجيه النصح للمجتمع الفلسطيني بأن تحرير فلسطين لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق مواصلة النضال. كما كان يؤكد علي أن الفلسطينيين في طليعة هذا النضال والجهاد ، وعلى الآخرين مساندتهم. وأكد ايضا بأن فلسطين لن تتحرر إلا ببنادق مؤمنة يحملها الشباب الفلسطيني.. وقد اتخذ الإمام الخميني الخطوة الأولى في سبيل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ بتشكيل قوة القدس التابعة لقوات حرس الثورة الإسلامية؛ قوة مهمتها الأساسية دعم المقاومة حتي تحرير فلسطين من براثن الاحتلال الصهيوني.

إن الإمام الخميني ومن خلال تحديد آخر جمعة من شهر رمضان لكل عام يوما عالميا للقدس؛ أخرج قضية فلسطين من كونها مجرد قضية جغرافية فلسطينية، أو من كونها قضية عربية إسرائيلية، وحولها إلي قضية إسلامية وبذلك حولها إلى قضية عالمية. بهذه الطريقة قضي علي المحاولات الهادفة إلي تصفية القضية الفلسطينية وجعلها طي النسيان؛ فقضية فلسطين أصبحت وكأنها تتجدد كل عام مع اليوم العالمي للقدس.

الإمام الخميني عد فلسطين مفتاح حل مشاكل المجتمعات البشرية. ففي إحدى الرسائل التي وجهها بمناسبة يوم القدس العالمي ، أعرب عن أمله في أن يولد يوم القدس العالمي تيار داعم لقضايا المستضعفين، وآلية يمكن من خلالها ايجاد حلول للأزمات التي تعاني منها المجتمعات البشرية.

لا شك أن الإمام الخميني أعطى حياة جديدة للشعب الفلسطيني، فثورة الإمام الخميني ومواقفه من قضية فلسطين اطعت الأمل للشعب الفلسطيني وساندته في نضاله من أجل تحرير أرضه. إن الثورة الإسلامية ادخلت التيارات الإسلامية علي خط المواجهة مع العدو الصهيوني بعد ان كانت حكرا علي الحركات اليسارية.

مواقف الإمام الخميني غيرت معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، فالشعب الفلسطيني أخذ بزمام المبادرة واطلق انتفاضات كبد الاحتلال خسائر كبيرة وارغمته علي التراجع وخير دليل علي ذلك انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بفعل الانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية هناك.