qodsna.ir qodsna.ir
مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء لـ«قدسنا»:

الامارات والسعودية تحاولان انتزاع الاشراف والرعاية الأردنية على الاماكن المقدسة في فلسطين والكيان الصهيوني ينتهج سياسة "فرق تسد" في المنطقة

قال عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء ان الكيان الصهيوني ينتهج سياسة فرق تسد من خلال افتعال الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، كي توهم المتابع أنه الوحيد الذي لا يعاني من أزمات ويعيش في إستقرار.

قال عابد الزريعي مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء ان الكيان الصهيوني ينتهج سياسة فرق تسد من اخلال افتعال الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، كي توهم المتابع أنه الوحيد الذي لا يعاني من أزمات ويعيش في إستقرار.
 

وفي تصريح خاص لوكالة القدس للأنباء (قدسنا) حول الاحداث الأخيرة التي شهدتها الاردن،قال الزريعي، إن ماتمر به الأردن يمكن قراءتها في ثلاث سياقات تفسر للمتابعين ما حدث ويحدث في المملكة الهاشيمية، وهي كالتالي:
 

 الاول: السياق الاردني الداخلي
 

وبين الزريعي قائلا: تعيش الاردن أزمة اقتصادية نتيجة جائحة كورونا التي اثرت على مستويات الدخل العام للدولة الاردنية من ناحية ومن ناحية أخرى ان اقفال الحدود الاردنية السورية قد أثر على الاقتصاد الاردني بشكل كبير وفاقم الوضع المتردي أصلا لدخل المواطن الاردني.
 

وأضاف مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء، ان الازمة الاقتصادية ترافقت مع حالة فساد مستشرية في عصب الدولة الاردنية الامر الذي وفر بيئة موضوعية لتململات اجتماعية داخلية خاصة في القاعدة الاجتماعية للنظام الاردني، نقصد بذلك القبائل الاردنية في المنطقة الجنوبية، مما فتح المجال أمام التدخلات الخاريجة التي وفرت اتصالات مع بعض الاطراف والشخصيات الاردنية.

 

الثاني: الاقليمي الخليجي

 

عابد الزريعي يري ان الامارات والسعودية تمتلكان اوراق ضغط على النظام الاردني خاصة من الناحية الاقتصادية وتحاولان جر النظام في ذات السياق السياسي الذي تمضيان فيه بأهداف مختلفة أغلبها يتركز حول مسئلة إنتزاع الاشراف ورعاية الاماكن المقدسة داخل فلسطين.
 

وعلى الصعيد نفسه قال الزريعي إن الاردن في الفترة الاخيرة مضى في خطوتين لافتتين للنظر: الاولى اعادة جزء من علاقاتها مع سوريا ومحاولة فتح المعابر معها وارسال بعض الوفود الاقتصادية لانعاش اقتصادها المتأزم والخطوة الثانية دخول المملكة الهاشمية في مايمكن تسميته التحالف الثلاثي الاردني المصري العراقي في ظل تنافر المعسكرات في المنطقة، وعلى مايبدو ان هاتين الخطوتين لم تكونا مريحتين للاطراف الخليجية التي تحاول في التدخل في الساحة الاردنية.
 

وبين مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء، أنه بعد ماسمي بمحاولة الانقلاب لاحظنا حجم بيانات التي صدرت من بعض الأطراف ومنها بيانات صدرت من السعودية والامارات والقراءة المدققة للبيانات تكاد ان تقول اننا متدخلين في هذه الازمة، وهو الامر الذي تؤكده زيارة وزير الخارجية السعودي للاردن ويبدو من خلال التقارير ومن بينها تقرير الواشنطن بوست انه يطالب بالافراج عن احد الشخصيات المرتبطة بمايسمى المحاولة الانقلابية والمرتبط بالسعودية.
 

الثالث: السياق الصهيوني
 

الزريعي أكد بأن الكيان الصهيوني على رغم من انه قد وقع اتفاقية سلام مع الاردن وهي اتفاقية وادي عربة ولكن سياسته تجاه الاردن مسمومة طول كل هذه الاعوام حيث يريد الكيان الصهيوني ان يبقى الاردن مترنحا لايستطيع يستقر أو يجب ان لا يسقط الا في اللحظة التي تنسجم مع المخططات الاستراتيجية الصهيونية.
 

وأشار إلي ان الكيان الصهيوني في تعامله مع الاردن يضع الاعتبارات الآتية: اولا، مخططه في الضفة الغربية لضم منطقة غور الاردن أي ضم غرب نهر الاردن من ناحية ومن ناحية ثانية تصوراته المستقبلية للديموغرافيا الفلسطينية التي يخلق مجالا موضوعيا للتدخل في الاردن.
 

وتابع: بالنسبة لكثافة تغطية الاعلام الصهيوني لما حدث في الاردن يمكن تفسيره بمسألتين: المسألة الأولى من خلال التركيز على الوضع اللامتسقر في الاردن يريد الكيان ان توجه رسالة خليجية مفادها أنه أي أن الكيان الاسرائيلي "الدولة" الوحيدة المستقرة في محيط مضطرب ويعاني من الاضطرابات وعدم الاستقرار الداخلي،الرسالة الثانية انه من خلال التركيز على هذا الموضوع يريد ان تعمق او تخلق حالة من التناقض والجدل مابين الاردن والسعودية والامارات وهذه التناقضات في النهاية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وهذا مايفسر الموقف الاسرائيلي تجاه الاردن وهي سياسة فرق تسد!
 

وفي الختام أكد مدير مركز دراسات ارض فلسطين للتنمية والانتماء، أن عدد المتدخلين في الوضع الاردني كثر نتيجة لأهمية الموقع والدور الذي يمكن أن يلعبه الاردن مجمل الصراعات الجارية في المنطقة وهؤلاء المتدخلين البعض ذهب الى التدخل بيدين عاريتين والبعض بيدين مخبئتين في قفازات.

 

انتهى/ي.غ