الدور الصهيوني في
أحداث الأردن

أكد مندوب حركة الجهاد الإسلامي لدي طهران، ناصر ابوشريف، أن ما حدث في الاردن مؤخرا ليس انقلابا وإنما هي خطوة استباقية من النظام، لقطع الطريق على أية محاولات يمكن ان تحدث في المستقبل، ولمنع أي مجموعة من تنظيم نفسها بحيث تشكل خطرا في المستقبل خصوصا في ظل الظروف الحالية، من انتشار فايروس كورونا وانتشار الفقر والبطالة، بالإضافة الى التحديات الإقليمية.

وفي تصريح خاص لوكالة القدس للأنباء(قدسنا) أشار أبوشريف إلي دور الاحتلال الإسرائيلي وبعض أنظمة المنطقة في احداث الاردن الأخيرة وقال: إن الدور الصهيوني شبه اكيد حتى ان صحفا إسرائيلية تحدثت عن هذا الموضوع بشكل واضح وصريح وحملت نتنياهو هذه المسئولية ، ربطا بما جرى قبل فترة حيث منع ولي العهد الأردني من زيارة الحرم القدسي وكان اعلانا واضحا من قبل الكيان الصهيوني برفض الوصاية الهاشمية على الحرم والاوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس الامر الذي اغضب الأردن ورج عليه بعدم السماح لنتنياهو بالسفر عبر الأجواء الأردنية متوجها للإمارات، بالإضافة ان العلاقات أصلا متأزمة منذ صدور صفقة القرن والضغط على الأردن لقبولها، كذلك فإن برنامج اليمين الصهيوني واضح فيما يتعلق بالضفة الغربية وهي طرد 3 مليون فلسطيني الى الأردن بمعنى حل القضية الفلسطينية من خلال انشاء دولة فلسطينية في الأردن وهذا ما يرفضه الأردن والفلسطينيين ، وللأسف ان نتنياهو كما هو واضح وترامب وجماعته اعتمدوا بشكل كبير على الامارات والسعودية في تمرير اجندتهم على المنطقة، الأردن عانى كثيرا في فترة ترامب من ضغوط أمريكية وصهيونية وعربية خليجية.

وحول أهداف الجهات الخارجية التي تقف وراء هذه الأحداث قال ابوشريف: لا يمكن ان تعرف بالضبط ولكن هناك محاولة للعبث بأمن الأردن من خلال اسقاط النظام واحلال من هم مستعدون للعمل مع المشروع الصهيوني او إحلال الفوضى من اجل تمرير مشاريعهم، على المستوى الأمني الصهيوني يعلمون جيدا ان العبث بأمن الأردن سيكون الكيان الصهيوني هو المتضرر الأكبر ، لذلك هذه التحركات هي من قبل نتنياهو والمقربين منه،  ومن قبل مرتزقتهم في المنطقة... الاردن واستقراره مهم جدا وهو لصالح الجميع، لذلك هذه الحركة تعتبر مرفوضة ومدانة من قبل الدول الإقليمية والدولية .

وتابع: أن الأردن بلد مهم جدا  مهم في معادلات المنطقة وخصوصا انه دولة محاذية للاحتلال ، وكان له دور كبير في  وجود وحفظ واستقرار الكيان الصهيوني ، احد اهم احزمة الأمان للكيان الصهيوني، عندما زرعته بريطانيا التي كانت تتولى في الوقت ذاته انشاء امارة شرق الأردن، لكن أيضا الدور العروبي للأردن باهله وسكانه ومقاومته كبير جدا، تقوية الأردن ودعمه ودعم صموده في وجه دولة الكيان الصهيوني مهم جدا وحمايته من الفوضى والعبث الذي تمارسه عصابة نتنياهو في الكيان الصهيوني وفي أمريكا وفي بعض الدول العربية مهم جدا.. نعم الأردن دولة مطبعة مع الاحتلال ولكن سكانه باغلبتهم الساحقة يرفضون أي شكل من اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، شعبه وأهله يأمنون بالحق الفلسطيني كاملا، لذلك امن الأردن واستقراره نقطة لقاء للجميع.

وأشار مندوب حركة الجهاد إلي أن الأردن كان دائما في وسط ساحة الصراع ، كونه دولة محاذية للكيان الصهيوني، مضيفا أن استقرار الأردن كما هو معلوم مهم للجميع وخصوصا للكيان الصهيوني الذي يشترك بحدود طويلة جدا مع الاحتلال ، المسئولين الأمنيين الصهاينة يفهمون هذا الامر جيدا ويعتبرون ان الاستقرار في الأردن والعلاقات التي يقيمها الأردن مع الاحتلال غاية في الأهمية لأمنه ، لذلك العبث بأمن الأردن مرفوض من وجهة نظر امنية صهيونية ، لكن مع بروز الظاهرة الترامبية ونتنياهو وكوشنير وبعض الحكام العرب الذي ارتبط اسمهم بهذا المحور القذر يرون ان حل القضية الفلسطينية سوف يكون على حساب الأردن، وكانت صفقة القرن ترجمتها العملية سوف تنتهي بطرد الفلسطينيين خارج فلسطين وربط الباقي بالأردن إداريا، الأردن رفض هذا العرض لذلك مورست ضغوطات هائلة عليه سياسيا واقتصاديا واعلاميا.

وتابع: أن الوضع الان مختلف منذ مجيء بايدن الى السلطة الذي يرى الحل من خلال حل الدولتين مع ترتيبات حتمية مع الأردن، لذلك الدور الأردني مهم في المستقبل.

وحول الخلافات داخل الأسرة الحاكمة يري أبوشريف بأن الخلافات العائلية فهي موجودة بشكل او بأخر لكن الأردن دولة قانون ودستور وهناك دولة حقيقية عميقة ليس من السهولة خلق الفوضى فيها، وشعبها من اكثر الشعوب وعيا... الان يتم استغلال الأوضاع الداخلية الصعبة التي يعيشها الأردن بسبب كورونا وازدياد معدلات الفقر والبطالة الى مشاكل  الفساد والمحسوبية ،  في ظل أيضا ضغط اقتصادي عربي سعودي اماراتي على الأردن خلال فترة ترامب لثنية عن مواقفه تجاه صفقة القرن كل هذا أدى لبروز معارضة غير حقيقية على وسائل التواصل ، التي تريد ان تلتف حول الأمير حمزة ابن الحسين الذي اشتهر في الفترة الأخيرة بتحركاته المنتقدة للأوضاع في الأردن على المستوى الإداري والاقتصادي والمعيشي، لذلك كانت الخطوة الأولى إيقاف الأمير حمزة وتحذيره من ان يتخذ وسيلة لا دخال الأردن لساحة الفوضى الذي يريده الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة.

وفي جانب آخر من تصريحاته لقدسنا، أشار أبوشريف إلي أن بعض الأنظمة المقربة من نتنياهو يرون بأن القضية الفلسطينية سوف يكون على حساب الأردن، موضحا أن في فترة ترامب وفريقه الصهيوني الذي خرج بما يسمى صفقة القرن، والتي هي أصلا خطة صهيونية هدفها قطع الطريق على ما يسمى بحل الدولتين وحل مشكلة السكان الفلسطينيين عن طريق الأردن من خلال تهجير بعضهم وربط بعضهم الاخر بالحكم في الأردن الامر الذي رفضته الأردن واعتبرته تهديدا لاستقرارها، ونزع مسئوليتها عن الأوقاف الدينية في القدس الشريف ، لذلك التآمر على الأردن من قبل تلك الأطراف على الأقل في فترة ترامب لم يتوقف على كافة الصعد.

وفي الختام، أكد مندوب حركة الجهاد لدي طهران بأن أهمية الأردن واستقراره مسالة في غاية الأهمية للجميع بما في ذلك الكيان الصهيوني ، ولذلك سارع الجميع بإدانة هذا الامر ، ورفضه والوقوف الى جانب النظام حتى أولئك الذي اتهموا من الأطراف الإقليمية سارعوا الى الإدانة، فباعتقادي ان هذه الخطوة الاستباقية من النظام الأردني واجهزته سوف تقوي نظام الحكم في الأردن وسوف يكون لها اثر عكسي على كل من كان يقف خلف هذه المحاولة لزعزعة الاستقرار في الأردن.