qodsna.ir qodsna.ir

قائد الثورة الإسلامية: غضب المسلمين ازاء الاساءة للرسول الاكرم (ص) يدلل على حيوية الامة الاسلامية

 

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) ندّد قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي بالاساءة الفرنسية للرسول الاكرم (ص)، عادّاً غضب المسلمين واحتجاجاتهم في مواجهة هذه الاساءة يدلل على حيوية الامة الاسلامية.

 

وقال قائد الثورة، في كلمته التي بثتها قنوات التلفاز الايرانية مباشرة اليوم الثلاثاء، بمناسبة ذكرى المولد النبوي (ص) الشريف وحفيده الامام جعفر الصادق (ع) واسبوع الوحدة الاسلامية في 17 ربيع الاول: إن هذا العيد العظيم مهّد للبعثة النبوية (ص) المباركة التي تعدّ أعظم حادث في تاريخ البشرية.

 

وأضاف: إنّ الرسول الاكرم (ص) يوجّه خطابه للبشرية برمّتها حيث بات الاضطهاد وعدم المساواة وتأجيج الحروب والمادية منتشر في العالم اليوم أكثر مما مضى لأن العلم يتم استغلاله ايضاً.

 

وأشار قائد الثورة الإسلامية الى نشر الرسوم المسيئة للرسول الاكرم (ص)، عادّاً هذا الحدث بمثابة حلقة أخرى من حلقات مناوئة الاستكبار والصهيونية للاسلام وهو ماوقع الاسبوع الماضي في باريس.

 

وعدّ هذا الحادث لايمكن حصره في إطار انحراف فنّان ما وفساده وارتكاب خطإ فحسب بل ثمّة أيادي خفية وراءه والدليل يتمثل بالمبادرة المفاجأة لرئيس ذلك البلد في الدفاع عن هذا العمل ومن ثمّ إبداء حكومات أخرى الدعم أيضا وهذا مايؤكد أن مخططاً يكمن خلف الحادث.

 

وأشاد قائد الثورة بالاحتجاجات والغضب الذي أبدته الامة الاسلامية وعدّه مؤشراً على حيويتها.

 

ونوه الى ان الحكومة الفرنسية تتذرع بحقوق الانسان والحرية في تبرير هذا التصرف وهنا يكمن الدرس والعبرة، متسائلا عن طبيعة هذه الحكومة ونمط سياساتها، واصفاً تلك السياسة بأنها ذاتها التي احتضنت أقسى الارهابيين في العالم وأشدهم وحشية ومنحتهم الملجأ.

 

ولفت الى انه يعني ان هؤلاء الارهابيين هم ذاتهم اغتالوا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس السلطة القضائية وقتلوا نحو 17 الف شخص برئ في ايران.

 

ووصف هذه التصرفات بمثابة وجهين لعملة واحدة أي الدفاع عن الوحشية الثقافية والتصرف الاجرامي لرسام الكاريكاتور المسيء والوجه الآخر هو دعم المنافقين (ارهابيي زمرة خلق) وصدام ومثل هذه الحوادث وقعت في اوروبا واميركا خلال الاعوام الماضية ايضاً.

 

وشدد أن الصورة الناصعة لشخصية نبي الرحمة (ص) لايمكن تشويهها بمثل هذه التصرفات التي حدثت مؤخرا كما وقعت من قبل بل تسمو شمسه المضيئة باستمرار وانه كما عجز رجال مكة والطائف في ذلك العصر عن طمس اسم الرسول الاكرم (ص) لن يستطيع هؤلاء السادة المماثلين لاولئك الرجال في الاساءة لشخصيته الناصعة اليوم ايضاً.

 

ووصف قائد الثورة هذه الممارسات بأنها تدلل على الحقيقة المظلمة لحضارة الغرب وثقافته وجاهليته الحديثة في ذاتها.

 

وأوضح: إنه لذلك لن يلحق الضرر بالاسلام وشخصية الرسول الاكرم (ص) الا ان هذه الممارسات ستكون سبباً لكي نتعرف أكثر مما مضى على حقيقة هذه الحضارة المتوحشة في واقعها.

 

وأشار قائد الثورة الى أهمية اسبوع الوحدة الذي لم يفهم بشكل مطلوب، والأحدث الدموية التي شهدتها بعض البلدان الاسلامية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن وافغانستان، موضحاً: أن الامام الخميني (رض) أطلق اسبوع الوحدة على ايام ذكرى مولد الرسول الاكرم (ص) فيما لم يدرك الكثير أهمية هذه الخطوة وعمقها الا انه بات واضحاً اليوم مدى قيمة الوحدة في العالم الاسلامي والتي لو تحقّقت لاستطاعت الحد من وقوع الكثير من النزاعات والحروب الدموية في المنطقة.

 

وندد قائد الثورة بشدة بالخطوات الخبيثة لبعض الانظمة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، موضحاً: إن هؤلاء الفاسدين يبدون ارتياحهم لاعمالهم المذلة ويفخرون بها ولكن عليهم أن يفهموا أنهم أدنى من أن يستطيعوا وضع نهاية لقضية فلسطين ولاشك ان هذا الكيان الغاصب والمجرم وسفاك الدماء سيؤول الى الزوال وستعود فلسطين الى أهلها.

 

وأعرب عن أسفه لعدم فهم أهمية مبادرة الامام الخميني (رض) حول "وحدة المذاهب الاسلامية حول الخطوط العامة" في ذلك الوقت بشكل صحيح الا ان الاعداء فهموا مخاطر هذه السياسة حيال تقويض تغلغلهم لذلك أعدوا ونفذوا مخططات عملية في مواجهتها.

 

وعدّ قائد الثورة "تشغيل مراكز انتاج الافكار المناهضة للتقريب" و "تصنيع المجموعات التكفيرية مثل داعش" و "تأجيج النزاعات بين المغفّلين" من بين المخططات العملية للاعداء بهدف إفشال مشروع الوحدة.

 

ونوه الى ان بعض حكومات المنطقة وقادتها ارتكبوا الخطيئة في دعم المجموعات الارهابية مالياً وتسليحياً وهو مايفوق خطيئة انضمام اشخاص يتصفون بالعصبية والجهل، وفي هذا الموضوع يتحمل الاميركيون والسعوديون الوزر الاكبر في ارتكاب هذه الجريمة.

 

وعدّ الجريمة الاخرى التي ارتكبها الاميركيون تتمثل بغزو بلدان المنطقة كأفغانستان وسوريا، مؤكدا ان شبان العراق الغيارى لن يسمحوا لهم بالتغلغل لأن التواجد الاميركي في أي بقعة من العالم لايثمر سوى عن تقويض الامن والدمار وإشعال الصراعات الداخلية وإلهاء الحكومات.

 

وعدّ معالجة الاحداث المريرة القائمة في العالم الاسلامي كحرب اليمن المشتعلة منذ خمسة أعوام والقصف السعودي القاسي على شعبه وتطاول بعض الحكومات الذليلة على الأمة الاسلامية بتجاهلها لقضية فلسطين، بأنها رهن للوحدة بين المسلمين.

 

ونوه الى ان مشاكل البلدان الاسلامية ومعاناتها حكومات وشعوباً بدءً من كشمير لغاية ليبيا ستحل بفضل تمسك الامة الاسلامية بالوحدة.

 

وفي جانب آخر من كلمته اشار الى يوم 13 آبان (3 تشرين الثاني/ نوفمبر) وذكرى استيلاء الطلبة السائرين على خط الامام الراحل (رض) على وكر التجسس الاميركي في عام 1979، عادّاً هذا اليوم بمثابة رمز لكفاح الشعب الايراني في مواجهة الاستكبار العالمي كما ان خطوة الطلبة الجامعيين هذه كانت رمزية وصحيحة في مقارعة الاستكبار.

 

ووصف النظام الاستكباري الاميركي بالجامع لكل أشكال الرذائل كتأجيج الصراعات والاغتيالات وإعداد الارهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية وممارسة الفساد والاحتكار، عادّاً خطوة الطلبة في مواجهة مثل هذه الظواهر بمثابة تجسيد للتعقل بعينه فيما الاستسلام والرضوخ للقوة يتعارضان معه.

 

ووصف قائد الثورة الحركة الثورية للطلبة الجامعيين في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر بأنها كانت ذات طبيعة دفاعية وعقلانية للغاية، موضحاً: إننا لم نكن البادئين في المواجهة مع الاميركيين بل هم من بدأوا العداء ضد الشعب الايراني والذي تمثل في إصدار تشريع في الكونغرس يقضي بتشغيل المجموعات الارهابية والتخطيط لانقلاب عسكري ودعمه والتمهيد للقيام بنشاطات تجسسية في سفارتهم.

 

ولفت الى ان البعض يتصور إمكانية نيل المصالح والمنافع في حال رفع حكومة ما راية  الاستسلام أمام أميركا وسياساتها وغطرستها لكنّه سيؤدي الى توجيه أشد الصفعات وتعقيد المشاكل.

 

وأكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتبع سياسة واضحة ومعدّة سلفاً تجاه اميركا ولن تتغير مع مجئ أو مغادرة الاشخاص، "وربما تقع تطورات مع مجئ وذهاب شخص ما الا ان ذلك لايعنينا مطلقا ولن تترك أية تأثيرات على سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية".

 

ووصف قائد الثورة أوضاع النظام الاميركي بأنها جديرة بالمتابعة، موضحاً: ان الرئيس الحالي المسؤول عن إقامة الانتخابات صرح ان الانتخابات الجارية هي الاكثر تزويرا في تاريخ اميركا كما ان خصمه قال ان ترامب يخطط لتزوير واسع.

 

ووصف قائد الثورة هذه الصورة بالنموذج الدال على الوجه البغيض لليبرالية الديمقراطية، مبيناً: إنه بغض النظر عمّن سيتولى الحكم في اميركا تؤشر الاوضاع الجارية على مستوى الانحطاط الحضاري والسياسي والاخلاقي الشديد وهو ماأقر به المفكرون في أميركا ذاتها.

 

ولفت الى ان مثل هذا النظام السياسي سيؤول في النهاية الى الزوال والانهيار لامحالة، مؤكداً: انه ربما يتسارع بتولي البعض لزمام الامور  وقد يتباطأ بتولي البعض الآخر الا انه سيواجه في النهاية ذات المصير المحتوم.

 

ونوه قائد الثورة الاسلامية الى ان السبب الرئيسي لعداء اميركا مع النظام الاسلامي في ايران يعود الى عدم الرضوخ والاقرار بهيمنتها، مؤكدا ان هذا العداء سيتواصل والسبيل الوحيد لازالته يتمثل بشعور الجانب الآخر باليأس من التصور في مقدرته على توجيه صفعة قاسية للشعب والحكومة في ايران.

 

وأكد ان شعور الاعداء باليأس رهن بتعزيز أدوات الاقتدار الحقيقي، موضحاً: أنه بطبيعة الحال وقف الشعب الايراني بصمود وصلابة منقطع النظير في مواجهة الضغوط والمشاكل الا انه ينبغي للمسؤولين مضاعفة جهودهم ونشاطاتهم الجادة في ثلاثة قطاعات هي الاقتصاد والامن والثقافة من أجل حيازة عناصر القوة.

 

وشدد على عدم تكريس الاهتمامات الى الخارج في تنمية القطاعات الاقتصادية في البلاد مطلقاً الا ان هذا لايعني عدم الارتباط بعلاقات خارجية بل هو ضروري بذاته الا ان معالجة المشاكل ينبغي ان تنبثق من الداخل وأحد الحلول الرئيسية هي مضاعفة الطاقات الانتاجية في البلاد.

 

ولفت الى ضرورة العمل في مجال تحقيق الازدهار في القطاعات الاقتصادية وفق برنامج مدروس ومنتظم.

 

ونوه سماحته الى ان الكثير من المشاكل الاقتصادية الراهنة لاصلة لها بالحظر بل هي ناجمة عن عدم التنسيق الصحيح حيث ان الكثير من شؤون الارتفاع في الاسعار مؤخرا لاتبرير لها وينبغي العمل على كبحها عبر التنسيق بين الاجهزة المعنية.

 

وفي سياق آخر أكد على ضرورة حيازة عناصر الامن على الصعيد الخارجي وإحباط أطماع الاعداء وحيازة المعدات الدفاعية وتعزيز قدرات البلاد كأسلحة الصواريخ والمسيرات والمقاتلات  وعلى صعيد الامن الداخلي ينبغي للاجهزة المعنية اعتماد المزيد من اليقظة حيال مخططات التغلغل.

 

ودعا قائد الثورة المسؤولين المعنيين في الشؤون الثقافية الى بذل جهود حكيمة.

 

ولفت قائد الثورة، في ختام كلمته، الى النزاع المسلح الدائر في قره باغ، عادّاً هذه الحرب بالحادث المرير بين بلدي جوار لايران وتشكل تهديدا للامن في المنطقة ومؤكدا في ذات الوقت على إيقافها بسرعة وتحرير جميع اراضي اذربيجان التي تحتلها أرمينيا.

 

وأكد على ضرورة صون أمن المواطنين الارمن الساكنين في تلك المناطق وعدم انتهاك الحدود الدولية من قبل طرفي النزاع، موضحاً: أن ارهابيين، وفق مصادر موثوقة، قد دخلوا المنطقة ولاينبغي لهم الاقتراب من حدود ايران وإذا حدث ذلك الامر سيتم التصدي لهم بحزم.