qodsna.ir qodsna.ir
في كلمته امام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة

الرئيس الإيراني: لم نساوم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني

قال الرئيس الايراني اننا لم نتجاهل ابدا الاحتلال والابادة البشرية والتشريد والتمييز العنصري ولم نساوم ابدا على حساب القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني، وقدمنا في العام 2012 طريق الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية عن طريق الاستفتاء العام.

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) قال الرئيس الايراني امام الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ان اليوم هو الوقت المناسب لقول لا للغطرسة والبلطجة. مؤكدا ان عهد الهيمنة والتسلط قد ولى وان الشعوب وابنائنا يستحقون عالماً أفضل وأكثر أماناً وأكثر التزامًا بالقانون.

 

وهنا الرئيس روحاني في الاجتماع العام السنوي الخامس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بانتخاب ممثل البلد الشقيق والصديق تركيا لترؤس الاجتماع السنوي الخامس والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

وفي إشارة إلى انتشار كورونا في العالم ، قال روحاني: "العالم ، غفل عن نعمتي الصحة والأمن العظيمتين  وواجه فجأة تفشي كوفيد 19 وعلى الرغم من صغر حجم فيروس كورونا فانه تحدى الحوكمة العالمية والحوكمة الداخلية لدرجة أنه تسبب في ان ينعقد أهم تجمع عالمي بشكل افتراضي.

وقال ان كورونا تحول اليوم وبسبب نمو العلم والتكنولوجيا والإعلام الى الما مشتركا للانسانية و أظهر هذا الألم المشترك أنه على الرغم من كل التطورات ، لا يزال العلم البشري لاشيء امام جهله .

 

وأضاف الرئيس: "هذا الفيروس يدعونا جميعًا إلى أن نكون أكثر تواضعًا أمام الله وحقيقة الخلق ، وأن نكون أكثر تواضعًا أمام المجتمع البشري للتقوى المدنية بما في ذلك مراعاة الأخلاق الفردية والاجتماعية وتجنب تدمير الطبيعة والبيئة والتدخل غير المبرر في الخلق".

 

وتابع: "إن هذه الآفة المنتشرة والتي تجاوزت الحدود المصطنعة للقدرة تذكرنا جميعًا أعضاء المجتمع البشري مرة أخرى بأن مواجهة القضايا العالمية المشتركة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المشاركة العالمية".

وقال "نحن جميعا نمر بوقت عصيب في العالم". ولكن بدلاً من التمتع بالتعاون العالمي ، يواجه بلدي أقسى الحظر في التاريخ في انتهاك واضح وأساسي لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية وقرار مجلس الأمن رقم 2231.

وقال روحاني: "كانت صورة الشرطة الأمريكية وهي تتعامل مع مواطن محتج التي تناقلها العالم كان مألوفا ومتكررة بالنسبة لنا". نحن نعلم ان هذا القدم الذي وضع على عنق هذا المواطن يجسد قدم الاستكبار على رقاب الشعوب المستقلة.

 

** الشعب الإيراني دفع ثمن الحرية على مدى عقود
 

وقال روحاني: "الشعب الإيراني البطل دفع لعقود ثمن الحرية والتحرر من الهيمنة والاستبداد ، ولكنه بصموده استمربالنمو والتطور وممارسة دوره التاريخي والحضاري كمحور للسلام والاستقرار ومحاربة الاحتلال والتطرف". وبقيت تحمل لواء الحوار والتسامح الراسخ.

وتابع: "وقفنا مع الشعب الأفغاني ضد المحتلين السوفيتيين السابقين وأمراء الحرب والمتطرفين الداخليين وإرهابيي القاعدة والمحتلين الأمريكيين ، ولعبنا دورًا محوريًا في جميع عمليات السلام والمصالحة ، سواء في مؤتمر بون 2001 أو في الجهود الإقليمية".

 

وقال الرئيس روحاني : "لقد طالبنا في مواجهة تكالب القوى العالمية والاقليمية لشن حرب الناقلات في الخليج الفارسي دعما لصدام في النصف الثاني من الثمانينيات ، طالبنا بأمن مشترك في الخليج الفارسي ، واقترحنا في عام 2013  بايجاد عالم خال من التطرف والعنف    (WAVE) والذي حظي باجماع آراء أعضاء الجمعية العامة كما اقترحنا في عام 2018 ، ميثاق عدم الاعتداء ، وفي عام 2019 ، قدمنا ​​خطة هرمز للسلام  (HOPE) لتعزيز السلام والاستقرار في الخليج الفارسي .

وأضاف روحاني: "كنا أول دولة في المنطقة تقف إلى جانب شعب وحكومة الكويت في مواجهة احتلال صدام للكويت ، وافشلنا امنية  صدام في الهيمنة على كل حلفائه العرب".

 

وتابع الرئيس روحاني: اننا وفي مواجهة استبداد الصداميين واحتلال الاميركيين ووحشية الدواعش، وقفنا الى جانب الشعب العراقي كله، كردا وعربا وسنة وشيعة وايزديين ومسيحيين، ودعمنا منذ العام 2003 كل المنجزات الديمقراطية للشعب العراقي والحكومة العراقية

 

واوضح قائلا، اننا وامام عشرات الجماعات الارهابية التكفيرية ودعاة الانفصال والمقاتلين الاجانب وقفنا الى جانب الشعب السوري، ومنذ العام 2013 حيث كان الاخرون يسعون وراء طريق الحل العسكري طرحنا مشروعا من 4 بنود للسلام مبني على اساس مطالب الشعب السوري وفي العام 2016 وفي ظل التعاون مع روسيا وتركيا وضعنا اسس عملية آستانا للوصول الى السلام والاستقرار السياسي في سوريا.

 

واكد الرئيس روحاني، اننا وقفنا الى جانب الحكومة والشعب اللبناني في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومثيري الحرب الداخليين والمتآمرين الاجانب.

 

**لم نساوم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني

 

وصرح قائلا، اننا لم نتجاهل ابدا الاحتلال والابادة البشرية والتشريد والتمييز العنصري ولم نساوم ابدا على حساب القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني، وقدمنا في العام 2012 طريق الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية عن طريق الاستفتاء العام.

 

واضاف: لقد احتججنا علنا على الظلم والجور الذي يتعرض له الشعب اليمني المظلوم وقدمنا في بداية حرب اليمن في العام 2015 مقترحا من 4 بنود للسلام في اليمن.

 

وقال: لقد حاربنا نحن في هذه المنطقة الحساسة وحيدين ضد الدواعش والمتطرفين ادعياء الاسلام الكاذبين ليعلم المجتمع العالمي ما هو الاسلام الحقيقي، الذي هو اسلام الوسطية والعقلانية وليس التطرف والخرافة. ان قائدنا الشهيد الذي كان بطل مكافحة عنف المتطرفين في منطقة الشرق الاوسط وقف ودافع جيدا عن امن المواطنين سواء المسلمين او المسيحيين او الشيعة او السنة امام ادعياء دولة قرون وسطية.  

 

وتابع رئيس الجمهورية: في العام 2015 حققنا الاتفاق النووي الذي يعد واحدا من اكبر منجزات تاريخ الدبلوماسية وبقينا ملتزمين به رغم نكث العهد المستمر من قبل اميركا.

 

** االشعب الإيراني لا يستحق الحظر / جواب السلام ليس الحرب

وقال الرئيس روحاني "مثل هذه الأمة لا تستحق الحظر ". جواب السلام ليس الحرب. إن مكافأة محاربة التطرف ليست الإغتيال . الرد على راي الشعوب في إيران والعراق ولبنان ، ليس باثارة أعمال الشغب في الشوارع ودعم العمليات غير الديمقراطية.

وشدد روحاني على أننا يجب أن نعلم أن المزاعم ليست المعيار وأن المعيار الوحيد هو العمل واكد: زعموا أنهم قدموا إلى المنطقة لمحاربة صدام ، بينما هم أنفسهم جعلوا هذا الوحش قوياً في الحرب المفروضة على إيران وزودوه بالسلا ح الكيماوية وأحدث الأسلحة.

وقال: "إنهم يتحدثون عن محاربة الإرهاب وداعش في حين انهم هم صنعوه ، وهم يمنون على دول المنطقة على هذه الجريمة". نحن متهمون زورا بمحاولة صنع سلاح نووي ونتعرض للحظر بذريعة نشره ، في حين أن جريمة استخدام السلاح النووي لم تسجل في تاريخ البشرية إلا باسمها(اميركا) وان الكيان الوحيد الذي يمتلك السلاح النووي في منطقة غرب اسيا هو دمية بيدهم .

 

**يستهدفون بضغوطهم القصوى حق الحياة للشعب الايراني

 

وتابع رئيس الجمهورية: انهم يتحدثون عن حقوق الانسان لكنهم وبضغوطهم القصوى استهدفوا معيشة وصحة وحق الحياة للايرانيين كلهم.

 

واضاف: انهم واذنابهم منهمكون بصورة مباشرة في كل اعمال الحرب والاحتلال والعدوان في فلسطين وافغانستان واليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال، لكنهم يعتبرون ايران بانها هي المسؤولة عن هزائمهم الحتمية امام ارادة شعوب المنطقة.

 

وقال الرئيس روحاني: انهم وببيعهم الاسلحة بمليارات الدولارات لمنطقتنا قد حولوها الى مستودع بارود لكنهم وخلافا لكل القواعد القانونية والاجماع العالمي يسعون عبثا لحرمان ايران من الحد الادنى من احتياجاتها الدفاعية ويمددون القيود التسليحية ضد ايران رغم النص الصريح للقرار 2231 (الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي والذي يقضي بانتهاء القيود التسليحية على ايران في اكتوبر القادم).

 

واضاف: انني ارى هنا لزاما ان اوجه الشكر للرئيسين الدوريين لمجلس الامن الدولي لشهري اغسطس وسبتمر والاعضاء الـ 13 في هذا المجلس خاصة روسيا والصين الذين قالوا "لا" بصوت عال مرتين وبحزم لاستخدام اميركا لمجلس الامن والقرار 2231 كاداة وبصورة غير قانونية. هذا انتصار ليس لايران بل للنظام الدولي في عالم ما بعد الغرب بحيث يدخل النظام المدعي للهيمنة في مثل هذه العزلة التي صنعها لنفسه

 

وتساءل الرئيس روحاني: متى حدث ان تقوم حكومة من دون اي مبرر باسقاط نتيجة 13 عاما من المفاوضات العالمية بحضور الحكومة السابقة لها وانتهاك قرار مجلس الامن الدولي بكل وقاحة وحتى ان تقوم بفرض الحظر على الاخرين ومعاقبتهم بسبب تنفيذهم لقرار مجلس الامن وان تدعي التفاوض والصفقة الكبيرة في الوقت ذاته؟ .  

 

**الحياة مع الحظر صعبة لكن الحياة بلا استقلال هو الاصعب

 

واكد الرئيس الايراني بان اميركا لا يمكنها ان تفرض علينا، لا التفاوض ولا الحرب، واضاف: ان الحياة مع الحظر صعب لكن الاصعب من ذلك هو الحياة بلا استقلال.

 

وقال: ان الحرية السياسية الداخلية مهمة جدا بالنسبة لنا ونحن بصفة اقدم ديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط نفخر بسيادتنا الشعبية.

 

**الديمقراطية حق سيادة الشعب وليس تدخل الاجنبي

 

واضاف: ان الديمقراطية هي حق سيادة الشعب وليست حق تدخل الاجنبي، خاصة اجنبي ارهابي وتدخلي مازال حبيسا في اوهام 28 مرداد 1332 هـ. ش (19 اب /اغسطس 1953)، ذلك اليوم الذي اطاح فيه اسلافهم في انقلاب عسكري بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط في ذلك الوقت.

 

**لسنا اداة للمساومة في الانتخابات الاميركية

 

واشار الرئيس روحاني الى ان من المهم لنا عزة وراحة شعبنا التي تتحقق بالدبلوماسية المعتمدة على الارادة الوطنية والمترافقة مع المقاومة وقال: نحن لسنا اداة مساومة للتجاذبات الداخلية والانتخابية الاميركية وان اي حكومة تنتخب في اميركا سترضخ مضطرة لمقاومة الشعب الايراني العظيم.

 

**اليوم هو زمن القول "لا" للغطرسة والبلطجة

 

واضاف الرئيس روحاني: ان اليوم للعالم هو زمن القول "لا" للغطرسة والبلطجة، فعهد الهيمنة والتسلط بلغ نهاية مطافه وان شعوبنا وابناءنا يستحقون عالما افضل واكثر امنا والتزاما بالقانون، فاليوم هو يوم اتخاذ القرار الصحيح والصائب.