qodsna.ir qodsna.ir

غسان كنفاني.. روائي فلسطيني ثائر في وجه المحتل

لا يمكن لأحد أن يجهل دور " كنفاني" عند كتابته شعر المقاومة، وهو أول من كتب في هذ المجال وعرف العالم العربي بأهمية شعر المقاومة، وبالتالي، فإن الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيوني كانت له ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني".

وكالة القدس للانباء(قدسنا) بثينة اشتيوي - في مراحل الدراسة الأولى للفلسطيني تتزين صفحات منهاج اللغة العربية بالأدباء الفلسطينيين، ولا يكاد طالب تخرج إلا ومر على الروائي الفلسطيني " غسان كنفاني"، أحد أشهر الكتاب والصحافيين العرب في القرن العشرين فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية.
 

ولد "كنفاني"  في مدينة عكا شمال فلسطين المحتلة، في التاسع من نيسان عام 1936م، وعاش في يافا حتى أيار 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته إلى لبنان ثم سوريا، ومنها عمل في العاصمة دمشق ثم انتقل إلى الكويت، إلا أن آخر أيامه كانت في العاصمة اللبنانية بيروت بعد استشهاده عام 1972مع ابنة أخته في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين.
 

بقيت مؤلفاته تحكي تفاصيل القضية الفلسطينية، حتى رسخ جهده في الشعر المقاوم، وأصدر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني، وبعد اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً.


لا تزال الأجيال الفلسطينية السابقة والحالية اليوم تترجم أعماله ضمن أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية لأنها تشمل مواضيع التحرر الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي، لاسيما وأنه تقلد منصب الناطق الرسمي باسم  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكاتبا صحفيا في عدة صحف محلية في دول لبنان وسوريا والكويت.
 

بداية المشوار
 

كانت الكويت محطة رئيسية في حياته عام 1955، جعلت منه روائيا وصحفيا ومدرسا، حيث التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه، حيث  شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق، وكتب أول قصصه القصيرة "القميص المسروق" التي نال عليها الجائزة الأولى في مسابقة أدبية.
 

لا يمكن لأحد أن يجهل دور " كنفاني" عند كتابته شعر المقاومة، وهو أول من كتب في هذ المجال وعرف العالم العربي بأهمية شعر المقاومة، وبالتالي، فإن الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيوني كانت له ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان "في الأدب الصهيوني".
 

كان أدب " غسان المقاوم" متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعاً عاشه أو تأثر به، مثل "عائد إلى حيفا" وصف فيها رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا وقد وعي ذلك وكان ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.
 

"أرض البرتقال الحزين" تحكي قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12" استوحاها من مكوثه بالمستشفى بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت وأثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء.
 

حتى تكون ذاكرة" كنفاني" حاضرة في عقول الفلسطيني تم تنظيم جائزة سنوية ثقافية تقدمها (مؤسسة فلسطين العالمية) للأبحاث والخدمات، ومقرها العاصمة الأردنية عمان، هدفها الأساسي جعل فلسطين وتراثها الأدبي والإنساني حاضرين في الوجدان الإنساني.