الراحل رمضان شلح
كان ملتزما بخط الأمة

أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين -مساء السبت- وفاة أمينها العام السابق رمضان عبد الله شلح عن عمر ناهز 62 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

وبهذه المناسبة أجرت وكالة القدس للانباء(قدسنا) حوارا مع مندوب حركة الجهاد الإسلامي لدي طهران، ناصر ابوشريف، حول شخصية الأمين العام الاسبق للحركة ومسيرته الناضلية.

في البداية أشار ابوشريف إلي الهدف من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مؤكدا ان حركة الجهاد تأسست في ظروف غاب فيها الإسلام عن العمل الوطني الفلسطيني وغابت فلسطين عن العمل الإسلامي(أي اهتمام الدول الإسلامية)؛ لذا فان حركة الجهاد دمجت مابين الإسلام وفلسطين. إن الحركة تؤمن بأن من يحرر فلسطين لايمكن أن يكون إلا عبدا من عباد الله ذو بأس شديد؛ قال تعالي{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ..} هذا ما جاء في سورة الإسراء المباركة.وتابع: عندما ظهرت حركة الجهات كانت هناك ايضا حركات اسلامنية في فلسطين لكنها لم تكن تؤمن بالعمل الجهادي ضد المحتلين. كما كانت حركات وطنية لاتحمل الإسلام ولاتتبناه كمرجع لها في حركتها وفي مواجهتها للكيان الصهيوني.

وأضاف: أن الدكتور رمضان كان قائدا سياسيا، فهو كانت يقود حركة فكرها السياسي يقوم علي مواجهة المشروع الصهيوني الذي هو جزء من الفكر الغربي.

وكانت واشنطن قد أدرجت الدكتور شلح على قائمة الشخصيات الإرهابية عام 2003، وفي نهاية عام 2017 أدرجه مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) على قائمة المطلوبين.

وحول هذا القرار الأميركي ابوشريف: اميركا تعادي الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وإيران فقط من أجل عيون العدو الصهيوني. إن مثل هذه القرارات لا توقفنا فنحن مستمرون في مواجهة الهيمنة الأميركية والتوغل الغربي في منطقتنا. وعليه فان كل من يواجه المشاريع الغربي يحظي بكراهية عند القادة الأميركان.

وأضاف ابوشريف: اميركا تعادي كل من يرفض المشروع الصهيوني، فالعقوبات التي تفرض ضد إيران حاليا كلها بسبب معارضتها للمشروع الصهيوني والهيمنة الغربية علي المنطقة.

وعن فكر الراحل شلح، أوضح مندوب حركة الجهاد لدي طهران: أن الدكتور رمضان كان مثقفا دائم القراءة. كان واعيا بكافة قضايا المنطقة، لذا فانه كانت استاذا في معرفة المنطقة ومعرفة إتجاهاتها وحركاتها. انه عمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوبي فلوريدا بالولايات المتحدة بين عامي 1993 و1995. هذا الاختيار جاء بسبب تميزه بمعرفة الشرق الأوسط. أما ما يميز الراحل رمضان شلح عن باقي القادة هو التزامه الدائم بخط الأمة الإسلامية إضافة إلي امتلاكة قدرة التعبير عن مواقفه بشكل مميز. كان يؤمن ايضا ان التوجه الحقيقي لهذه الأمة هو التوجه نحو فلسطين، لذا يجب ان يتوجه الجميع نحو القدس. وبالتالي كان يؤمن بوحدة الأمة في مواجهة المشروع الغربي انطلاقا من قوله تعالي: { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة}. كان يؤمن يتوحيد جهود الأمة عبر ما سمي بمحور المقاومة.

وفي الختام أشار أبوشريف إلي الصلاة في الأقصي بعد تحرير القدس من براثن الصهاينة، مؤكدا ان فلسطين سوف تتحرر فهذه ليست نبؤة بل وعد الهي ذكر في القرآن الكريم في سورة الإسراء؛ قال تعالي: { فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا} . الدكتور رمضان شلح، كان جزء من هذه المنظومة التي تؤكن بهذه الفكرة. حزب الله يحمل هذه الفكرة. الحاج قاسم سليماني كان من المؤمنين والقادة لهذا المشروع وهو الخط الذي سنسير عليه علي تحرير كامل الأراضي الفلسطينية.