qodsna.ir qodsna.ir
الاحتجاجات في أميركا دلالة علي بعد نظر الإمام..

الإمام الخميني(رض): المجتمع الأمريكي سوف يستيقظ شيئا فشيئا

ما يميز شخصية مفجر الثورة الإسلامية، الإمام الخميني(رض) عن باقي زعماء العالم هي نظرته الثاقبة وبعد نظره للأحداث في المنطقة والعالم.

وكالة القدس للانباء(قدسنا) لقد مر 31 عاما علي رحيل مفجر الثورة الإسلامية في إيران، الإمام الخميني(رض). الثورة الإسلامية وبعد مرور اربعة عقود من انتصارها، لازالت تسير علي نفس النهج والطريق الذي رسمه الإمام الخميني في يوليو 1963م.

 

ما يميز شخصية الإمام الخميني عن باقي زعماء العالم هي نظرته الثاقبة وبعد نظره للأحداث في المنطقة والعالم.

 

آية الله العظمى السيد الخامنئي وفي معرض اشارته إلي شخصية الإمام الخميني، أكد أن السبيل الوحيد لمعرفة شخصية الإمام الخميني (رحمه الله) معرفة صحيحة و دقيقة هي معرفة و إعادة قراءة مبادئ مدرسته الفكرية، و أضاف مؤكداً: إذا لم تعرف شخصية الإمام الخميني وفق هذا المنهج فقد يطرح البعض الإمام الخميني على أساس أذواقهم الفكرية.

 

وفي تصريح آخر، قال سماحة القائد: إن بزوغ الثورة الاسلامية العظيمة وظهور الامام الخميني الراحل (رض) باعتباره عالما بارزا وحكيما وفقيها ومجاهدا وشجاعا لايهاب الخطر ونافذ الكلام، قلب استراتيجية الغرب وافشلها في منطقة الشرق الاوسط المهمة واكد: ان تربية وظهور وحضور هذا الرجل الكبير كانت موهبة الهية حقا .

 

وأكد قائد الثورة الإسلامية في موضع آخر، ان شخصية الإمام الخميني تميزت ايضا بمعرفته للعدو ومخططاته من جهة ومعرفة الأصدقاء من جهة ثانية.

 

 

في 7 يناير 1989، ارسل الإمام الخميني رسالة آخر زعيم الاتحاد السوفيتي "ميخائيل غورباتشوف" يدعوه عبرها الخمينيُ إلى الإسلام و يحذّره من الاعتماد على الدول الغربية لحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها هذا الاتحاد.حملت رسالة الخميني "التي جاءت في أعقاب انتهاء حرب الخليج الأولى"، دعوة إلى غورباتشوف إلى التخلي عن العقيدة الشيوعية والالتحاق بالإسلام والتوقف عن محاولة محو الهوية الإسلامية لمواطني جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية.

 

وحملت رسالة الخميني دعوة إلى غورباتشوف إلى التخلي عن العقيدة الشيوعية والالتحاق بالإسلام والتوقف عن محاولة محو الهوية الإسلامية لمواطني جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية.

 

إن الإمام قد تحدث عن انهيار الاتحاد السوفيتي في ظروف كان الاتحاد فيها يعد قوة كبري، فما كان لأحد يتصور انهيار هذا الاتحاد. وبعد مرور فترة زمنية قصيرة من رسالة الإمام، شهد العالم انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه!

 

ولاحقا اعلن رئيس الاتحاد السوفيتي السابق "ميخائيل غورباتشوف" ندمه لعدم تنفيذ وصية مفجر الثورة الاسلامية في العالم الامام الخميني عندما حذره من تبعات وقوعه في الفخ الذي نصبه له الغرب.

 

إضافة إلي هذا، قد تنبأ الإمام الخميني بعدة أحدث تحققت بالفعل منها: سقوط نظام الشاه وقيام النظام الإسلامي في إيران، والغزو العراقي للكويت، وسقوط نظام صدام حسين، وثورة الشعب المصري وسقوط نظام مبارك، اندلاع ثورات شعبية في المنطقة تحت عنوان الصحوة الإسلامي. إلي جانب هذا، تنبأ مفجر الثورة الإسلامية بانهيار النظام الأميركي من الداخل.

لقد أشار الإمام الخميني(رض) إلي تصدير الثورة الإسلامية إلي الدول الأخري في الشرق والغرب. انه اشار ايضا إلي يقظة الشعب الأميركي وانتهاء الهيمنة الأميركية.

 

قائد الثورة الإسلامية، اية الله السيد علي الخامنئي، ايضا أشار في أكثر من مناسبة إلي انهيار اميركا والقوي الاستعمارية. في تصريح له قبل عدة سنوات(عام 2005)، أكد سماحة القائد: ان مرحلة انهيار اميركا قد بدت بالفعل وان شعوب العالم سوف تشهد ذلك بكل تأكيد. وموضع آخر، وفي ديسمبر 2002م؛ أشار إلي غطرسة اميركا وسياساتها الخبيثة مؤكدا ان امريكا ومن خلال بعض سياستها تنجي علي نفسها وحفرت بئرا سوف تقع فيه.

 

ثمة أحداث تثبت بأن تنبؤات الإمام الخميني(رض) حول زوال اميركا بعد تتحقق. اليوم وبعد مرور 32 عاما من رسالة إلي الإمام الخميني، بدأنا نشهد زوال القطب الغربي أي الولايات المتحدة الأميركية.

 

وفي تطور أعاد للاذهان عبارة الإمام الخميني الذي قال فيها: « المجتمع الأمريكي سوف يستيقظ شيئا فشيئا»؛ انطلت احتجاجات(ولازالت متواصلة) في عدد من المدن الأميركية لليوم السادس على التوالي رغم حظر التجول، وذلك إثر مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.

 

وهدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت، باللجوء لاستخدام القوة العسكرية أو القيام بكثير من الاعتقالات، للتصدي للمظاهرات العنيفة التي تجتاح عدة مدن أمريكية.ودعا ترامب، في تغريدة بتويتر، الحكام والمحافظين الليبراليين إلى التعامل بقوة أكثر مع المتظاهرين.

 

وفي تغريدة أخري، قام بتهديد المحتجين أمام البيت الأبيض على مقتل جورج فلويد بـ"كلاب شرسة" و"أسلحة مشؤومة" اذا قام المتظاهرين باختراق سياج البيت الأبيض، حيث "تنتظرهم قوات الامن الجاهزة للرد".

 

المحللون الأميركيون وصفوا الاحتجات التي شهدتها المدن الأميركية في الأيام الأخيرة بأنها غير مسبوقة في نصف القرن الأخير. الأمر الواضح هو ان الظروف التي تمر بها امريكا مأساوية، لكن الجهات والأنظمة التي أصبحت صاحبة الظروف الأكثر مأساوية هي الدول التي عولت علي اميركا للتعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجهها.