هل يتخلي الرئيس بوتين
عن دعمه لسوريا؟

وكالة القدس للانباء(قدسنا) عليرضا تقوي نيا :
 

نشرت وكالة بلومبرغ الأمريكية مؤخرا تقريرا مطولا عن العلاقات التي تربط بشار الأسد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعمت أن العلاقة بينهما تأثرت بشكل سلبي، حتى أصبح الكرملين يلوم الرئيس السوري.
 

يبدو ان الرئيس السوري لم يلبي مطالب الرئيس الروسي كما يشتهي الكرملين لذا فانه لم يفسح المجال بشكل واسع للشركات الروسية التي ترغب في الاستثمار على الأراضي السورية في عدد من القطاعات.
 

إلي جانب هذا، ثمة خلافات بين الكرملين والحكومة السورية حول كيفية التعامل مع المسلحين في ادلب. الرئيس السوري يريد القضاء علي المنظمات الارهابية بيد من حديد وبالتالي تطهير كامل الاراضي السورية، لكن الروس يفضلون التوصل إلي حل وسط يرضي الأطراف.
 

من جهة ثانية، أثار الإعلان عن توقيع عقد جديد بين الحكومة السورية وإيران من أجل التنقيب عن النفط شرق سوريا، جدلا فسره البعض دلالة أخري علي توتر العلاقة بين بوتين والأسد.
 

ومؤخرا نقلت وكالة ايتار تاس -وهي وكالة انباء روسية- عن مصدر مطلع قوله إن روسيا وبسبب كثرة النفقات التي تكبدها في الدفاع عن سوريا؛ لاترفض التنازل عن دعمها لبشار الأسد والتحالف مع قوي بديلة.
 

بغض النظر عن كل ما يتم تداوله من قبل وسائل الاعلام، نقول إن الرئيس الروسي وبالرغم معارضته لبعض خطوات الحكومة السورية لكنه لايري طريقا آخرا غير مواصلة الدعم لدمشق.
 

خلافا لما يتصوره البعض، ان النظام السوري نظام مستقبل وقائم بذاته، ثم ان الشعب السوري فييرفض-في الوقت الراهن- كل البدائل ويفضل بقاء بشار الأسد. إذن الحديث عن ضرورة تنازل الأسد عن الحكم مع البقاء علي النظام السياسي الحالي هو حديث بعيد عن الواقع والعقلانية والمنطق.
 

الرئيس السوري يتمتع بشخصية قوية حيث انه وقبل التدخل الروسي في سوريا استطاع ان يواجه الارهاب بمساندة ايران، فقد تمكن من الصمود طيلة اربعة سنوات. حتي في عام 2012 و2013 عندما وصل الارهابيون إلي قصره أبي ان يستسلم، فكيف له الآن ان يستلسم وهو يجد نفسه قويا يوماً بعد يوم وقواته تحقق المزيد من الانتصارات؟

من جهة ثانية، ايران بوصفا لاعب اساسي في الساحة السورية، لاتساوم علي الرئيس السوري ابدا، وانها اثبتت ذلك خلال سنوات الأزمة التي بدأت منذ عام 2011. من البديهي ان طهران لن تتنازل عن دعمها لسوريا في الوقت الذي اصبحت فيه دمشق أقوي بكثير من الماضي.

إضافة إلي ما تقدم ذكره، لاتوجد أي ادلة تثبت صحة اداعاءات بلومبرغ وايتار تاس؛ علي سبيل المثال في المعارك التي دارت مؤخرا في مدينة ادلب، بالرغم من محاولات بوتين للتفرق بين تركيا والناتو(للتقرب إلي اردوغان) لكنه وقف إلي جانب سوريا حيث قامت قواته ببالتصدي للقوات التركية التي ارادت السيطرة علي المناطق التي فقدتها. (بينما كان الرئيس التركي يسعي لدفع القوات السورية وقوات المقاومة إلي خارج حدود مدينة معرة النعمان وسراقب.)

لقد وقعت روسيا ايضا مذكرة تفاهم استراتيجية مع سوريا وفي إطار ذلك خططت لتنمية قاعدة حميم وميناء طرطوس، وعليه لايريد الكرملين خسارة المصالح التي سوف يحققها من خلال ذلك.
 

وختاما يمكن القول إن الرئيس بوتين ولأسباب جيوسياسية وجيو اقتصادية بحاجة لسوريا وحكومة بشار الأسد، لذا فانه لايريد تكرار تجربته الخاطئة في ليبيا قبل 9 سنوات.