qodsna.ir qodsna.ir

اللواء صفوي: أميركا في ذروة الضعف والإنفعال والإستنزاف

 

أكد كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن أميركا الآن في ذروة الضعف والإنفعال والإستنزاف، وقد أصيبت بصدمة مشلّة على الأصعدة العسكرية وسياساتها الأمنية.

 

وأفادت وكالة القدس للانباء(قدسنا) أن اللواء يحيى صفوي كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة، أشار خلال اجتماع اللجنة التخصصية في المعاونية والمستشارية العليا للقيادة العامة للقوات المسلحة لدراسة آثار أزمة كورونا على المعادلات العالمية والسياسات الإقليمية والإنتخابات الأميركية، أشار إلى عمق وإتساع تبعات هذه الأزمة العالمية، وقال: ما لم يتم التوصل إلى لقاح وعلاج مؤثر لفايروس كورونا، فلا يمكن الحديث بدقة عن إتساع وعمق تداعيات هذه الأزمة في مختلف العناصر الإقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والتكنولوجية وحتى الثقافية والأخلاقية.

 

وأضاف: أن ضحايا هذا الفايروس أقل من انفلونزا ولكن المخاوف هي من سرعة إنتشاره، حيث أصاب تقريبا جميع دول العالم، ولا يمكن نفي فرضية أن يكون حربا بيولوجية ولا نفي الفرضيات الأخرى، حيث تخلت العديد من هذه الدول عن تعاملاتها ونشاطاتها وأولوياتها، وأخذت تبحث عن علاج لهذا المرض.

 

ولفت إلى أنه رغم مضي شهر تقريبا على نشر أولى التقارير الرسمية في الدول الغربية بإنتشار كورونا، إلا أن إجمالي الناتج المحلي الأميركي إنخفض أكثر من 30 بالمائة وفقدت البورصات الأميركية والأوروبية 40 بالمائة من قيمتها وسجلت أميركا 16 مليون عاطل جديد عن العمل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. إن الآفاق الأولية لهذه التداعيات الإقتصادية المدمرة في أميركا تبين تكرار الكساد الكبير الذي حصل في 1920 واستمر 10 اعوام وخفض إجمالي الناتج العالمي 15 بالمائة.

 

ولفت إلى أن الأزمة الحالية تبدو أكبر من أزمة 2008، ولذلك وبالتزامن مع حصول عجز يقدر بتريليون دولار في الميزانية، قامت أميركا بضخ ميزانية 203 تريليون دولار في اقتصادها للتغطية على علائم الأزمة او تحجيمها.

 

وبيّن اللواء صفوي أن أزمة كورونا رسمت صورة مقلوبة عن حقائق التنمية في الغرب، فرغم أن أميركا والغرب كانتا تصور على أنها مظهر التنمية، وكانت تقدم معاييرها كنموذج للتنمية لسائر المجتمعات والدول، إلا أن أزمة كورونا ترسم صورة مقلوبة وحقيقة أخرى عن عدم التنمية في الغرب، فالصورة البارزة الآن عجز أميركا في إحتواء كورونا هي الأقرب للواقع، حتى شاهدنا أن هذه الدولة مدت يد الحاجة إلى الصين والدول الأخرى.

 

وأضاف: إن الصين قامت بسرعة بخفض التداعيات السلبية في إقتصادها ونجحت في إدارتها، وأوجدت وضعا مستقرا، إلا أن الإنخفاض بنسبة 15 بالمائة في موازنتها التجارية، وهذا الانخفاض خاضته تقريبا كل الدول بنسب متباينة، الامر الذي يثبت أن الإقتصاد العالمي سيواجه انحسارا نسبيا بسبب أزمة كورونا.

 

وأكمل أن أزمة كورونا ستؤدي إلى حالة من التباعد الشديد في الإتحاد الأوروبي والتحالفات السياسية الأخرى وبروز سلوكيات تتعارض مع حقوق الإنسان، في حين أن الصين تتابع إرسال المساعدات إلى أغلب دول العالم وأميركا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، إذ يرى بعض المحللون أن قدرة الصين في إحتواء أزمة كورونا وسرعة إنتاج المعدات والمستلزمات الطبية، تمثل رمزا لنوع آخر من الزعامة العالمية تختلف عن الرمز الغربي.

 

وألمح مستشار قائد الثورة، إلى أن هذه الأزمة البايولوجية والتي ظهرت أولى تداعياتها الكبرى على الإقتصاد، توالت تداعياتها الأخرى كأحجار الدومينو في مختلف المجالات والنشاطات الإنسانية، وأصابت الدول والحكومات بالشلل.

 

وبشأن تداعيات أزمة كورونا على الوضع العسكري، أشار اللواء صفوي إلى تقرير للجيش إلى البنتاغون، يوصي فيه بأن تكون كل قوات الجيش في حالة سلام من اجل تجاوز الأزمة. ولعل جانبا من تنقلات او انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان والعراق او حاملة الطائرات الأميركية والفرنسية الملوثة بالفايروس ورفعها الراية البيضاء، يأتي في هذا الإطار. وهذا يعني أن أميركا ليست فقط تواجه مشكلة جادة في إدارة الأزمة داخل البلاد (كما الدول الأوروبية)، بلإنها أصيبت كذلك بصدمة مشلّة على الأصعدة العسكرية ومتابعة سياساتها الأمنية والعسكرية، وعليها أن تعيد النظر في العديد من تدابيرها وسياساتها الأمنية والعسكرية على الصعيدين العالمي والإقليمي.

 

وتوقع اللواء صفوي أن يتحول تواجد القواعد الأميركية في جنوب غرب آسيا أو شرق آسيا، إلى أمر فاقد للفاعلية المخطط لها في الإستراتيجية الأميركية بل وقد يتحول إلى نقطة ضعف وتهديد لأميركا، لذلك فإن العديد من النخبة والخبراء الغربيين يتحدثون عن تغييرات أساسية في النظام العالمي في مرحلة ما بعد كورونا.

 

ورأى مستشار قائد الثورة، أنه إذا كانت أزمة فايروس كورونا في إطار حرب بايولوجية، فإن الإستراتيجيات العسكرية ستختلف في التعامل معها وسيكون الإتجاه الغالب نحو إستخدام الروبوتات والآلات بدلا من العنصر الإنساني.

 

ولفت صفوي إلى مقولة للدبلوماسي الأميركي السابق، ريتشارد هاس، بأن أزمة كورنا ستسارع في أفول أميركا وإضعافها، مضيفا أن ترامب يواجه أسوأ الظروف الإدارية، كما أن أميركا الآن في ذروة الضعف والإنفعال والإستنزاف.

 

وعدّ اللواء صفوي وقف إطلاق النار في اليمن، بأنه ناجم عن أزمة كورونا وضعف السعوديين وحلفائهم في احتواء هذه الأزمة إلى سائر عناصر القوة لدى "أنصار الله" والجيش اليمني. كما أن الأزمة أثرت بشكل كبير على أمن الكيان الصهيوني وسياساته، إذ يشهد هذا الكيان الذي كان يعتمد على الإستراتيجية الهجومية، نوعا من الشلل النسبي في مختلف قطاعاته العسكري والاقتصادية والاجتماعية الهامة. وإذا أخذنا توقعات ريتشارد هاس بشأن إنهيار الأنظمة المفلسة بجدية، فإنها ستكون محتملة أكثر بين حلفاء أميركا في غرب آسيا ومنطقة الخليج الفارسي، لذلك فإن عملية السلام والتطبيع بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية ستواجه تأخيرا كبيرا إن لم تخرج من جدول الأعمال.

 

وفي جانب آخر من حديثه، أشار اللواء صفوي الى أن تداعيات أزمة كورونا ليست بالضرورة سلبية كلها، إذ أنها تنطوي على فرص ومزايا كامنة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا بحاجة إلى تقييم دقيق للطاقات، داعيا إلى الإستفادة من الفرص بشكل ذكي.