qodsna.ir qodsna.ir

الانتخابات الايرانية؛ الرسائل
الداخلية والاقليمية والدولية

مهدي عزيزي

وكالة القدس للانباء(قدسنا) مهدي عزيزي :* فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في عموم ايران عند الساعة الثامنة صباحا الجمعة للبدء بعملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية في دورتها الحادية عشرة و الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة في دورتها الخامسة.

 

وأدلى قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بصوته في حسينية الإمام الخميني (رض) في الدقائق الأولي من بدء عملية الإقتراع  الأمر الذي يؤكد هذا الحد السياسي الاجتماعي.

 

إن سبب اهتمام الدول الاروبية وامريكا ووسائل الاعلام التابعة لهذه الدول يعود إلي الثورة الاسلامية واهدافها، وتأثيرها علي المنطقة وبالتالي ايديولوجيتها الاسلامية.

 

الثورة الإسلامية تحمل تعريفا يختلف عن التعاريف السياسية الأخري، لذا فانها نموذج ناجح ذات ابعاد خارجية وداخلية ويمكنه ان يوفر المصالح الوطنية والاسلامية.

 

خلال العقود الاربعة الماضية تبين بأن اي حدث سياسي وداخل في ايران يتحول إلي حدث عالمي ومحط اهتمام الاوساط الدولية، ذلك لأن بعض الدول تعتبر الجمهورية الاسلامية بأنها اعطت نموذجا جديدا للعالم خاصة وانها استطاعت ان تمزج بين الديمقراطية والاسلامية.

 

ان تعريف الجمهورية الاسلامية الايرانية يختلف تماما عن النموذج الغربي لتعريف العملية السياسية والاجتماعية. ان الانتخابات في الغرب وخلافا لظاهرها الديمقراطي هي عملية مخططة ونتائجها مسمحومة من قبل.

 

ان الجمهورية الاسلامية تؤكد بأن الديمقراطية تعرف في اطار الاسلام، من جهة ثانية ان احد الشعارات التي يرفعها الاسلام هو حرية الافراد.

 

لعله من المجدي مقارنة عملية الانتخابات في ايران مع الدول العربية ودول العالم. العديد من الدول العربية(في المنطقة) ليس لديها انتخابات اصلا، فحتي المدراء في الشركات والمؤسسات الحكومية يتم اختيارهم بناء علي انتسابهم للعائلة المالكة وهذا ما تؤكده اسماء المسؤولين والقابهم في تلك الدول.

 

غالبية الدول العربية تعتبر نسبة 98 بالمئة كمؤشر للحفاظ علي الهيكلية السياسية، بمعني ان هذه النسبة في كل عملية انتخابية تعتبر عددا كبيرا.

 

الجدير بالذكر ان في بعض الدول العربية الأخري التابعة الامريكا يتم تنظيم انتخابات غير نزيهة وخلال ذلك يقوم الطغاة بترشيح انفسهم في انتخابات محسومة النتائج قبل ان تبدأ! ومن هذه الانظمة يمكن الاشارة إلي نظام صدام حسين في العراق، وزين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر، فهؤلاء وعند انتهاء فترة رئاستهم كانوا يرشحون انفسهم دون الآخرين، وبذلك لم يبقوا اي خيار امام الآخرين غير انتخابهم. يقال ان في زمن صدام حسين وحسني مبارك كانت الوان اوراق الاقتراع تختلف عن بعهضا، فالالوان الرافضة كانت تختلف عن المؤيدة للمرشح، لذا فلايتجرأ أحد علي حمل الورقة الرافضة للمرشح وهو الرئيس القطعي! ونتيجة الانتخابات كانت محسومة من قبل ونسبة المشاركة هي: (99/98).

 

وحتي لو جرت انتخابات في هذه الدول يأتي نتيجة الضغوط الممارسة من قبل المنظمات الدولية، تلك التي تروج للديمقراطية الزائفة التي تمثلها امريكا.

 

الدول غربية التي تدعي الديمقراطية لاتعترض علي السياسات التي تقوم بها الديكاتوريات العربية. بل علي العكس من ذلك تقوم بدعم هذه الانظمة لأنها تابعة لها. هذا هو سبب الدعاية الاعلامية الكاذبة التي تقوم بها وسائل الاعلام التابعة للنظام البحريني والسعودي.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا تشكل الانتخابات الايرانية اهمية بالنسبة للغربيين وحلفاؤهم؟ كلما قامت ايران باجراء انتخابات أو عملية سياسية أو وطنية واسلامية، نشهد شن هجمات اعلامية عنيفة ضد الجمهورية الإسلامية من قبل وسائل الاعلام المناهضة للثورة. وقد قامت امريكا قبيل انتخابات هذا العالم باتخاذ خطوة معادية اعلنت خلالها عقوبات جديدة على 5 شخصيات إيرانية.

 

الاجابة عن هذا السؤال تكمن في نقطة واحدة وهي ان الثورة الإسلامية تستند إلي الشعب والاسلام خلافا للعديد من الدول العربية التي تسنتند إلي الدول الغربية وعلي راسها امريكا والكيان الصهيوني.

 

ايران تري بأن التأييد الشعبي هو النعصر الاساسي في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية والاجتماعية، ويتبلور قسم عظيم من ذلك في الانتخابات. ان ايران اثبتت ذلك في مناسبات مختلفة، آخرها مشاركة اكثر من 30 مليون شخص في جنازة الشهيد قاسم سليماني،وكذلك المشاركة الواسعة في مسيرات ذكري انتصار الثورة الاسلامية.

 

ان مشاركة الشعب الإيراني لايعزز موقف النظام من الداخل بل يرفع معنويات دول محور المقاومة والشعب الإسلامية التواقة للحرية.

 

الأعداء يعلمون جيدا بأن الجمهورية الإسلامية هي الداعم الرئيسي للمقاومة في المنطقة، فتعزير هذا الموقف من الداخل يعزز مكانة الجمهورية الإسلامية وهذا ما يريده الأصدقاء ويكرهه الأعداء. المشاركة الواسعة في الانتخابات تعني تأكيد الشعب علي دعم النظام الاسلامي في ايران، والمقاومة الفلسطينية ودعم خطاب المقاومة؛ هذا ما يثير قلق الأعداء ويفشل مخططاتهم.

 

*رئيس تحرير وكالة القدس للانباء