السبت 16 محرم 1447 
qodsna.ir qodsna.ir

هل تكتفي إيران برفض صفقة القرن أم لديها حل بديل؟(تحليل)

منذ أن بدأت التسريبات حول صفقة القرن بين محور التطبيع وبين القيادة الأمريكية في عهد ترامب، سارعت إيران وتيار المقاومة لرفض هذه الصفقة التي بانت معالم الشر فيها منذ الوهلة الأولى.

وكالة القدس للانباء(قدسنا) ياسر الخيرو: منذ أن بدأت التسريبات حول صفقة القرن بين محور التطبيع وبين القيادة الأمريكية في عهد ترامب، سارعت إيران وتيار المقاومة لرفض هذه الصفقة التي بانت معالم الشر فيها منذ الوهلة الأولى.

 

صفقة القرن وهي اسم على مسمى، إذ تعد من النوادر التاريخية، ربما طرفة اقتصادية وسياسية كبرى، محور التطبيع اتفق مع ترامب على تسليمه أراضٍ فلسطينية لايمتلكها وتولي دفع تعويضات للفلسطينيين من أموال الشعوب العربية، بذلك يحصل ترامب على أراضٍ جديدة من فلسطين وعلى عقود لاعمار فلسطين تدفع ثمنها دول التطبيع أيضاً، وبذلك ايضا ستحقق أمريكا مكسب منح أراضٍ لربيبتها الغدة السرطانية ومكاسب اقتصادية.

 

على الجانب الآخر سيكسب الصهاينة مشروعية واعترافاً شرعياً من حكومات غير شرعية أساساً بالإضافة إلى كسبهم أراضٍ جديدة على حساب أصحاب الأرض؛ ولن يقدموا أي شيء في الصفقة، بل أن الصفقة تسمح لهم بالتوغل أكثر في الأجزاء التي لم احتلوها من فلسطين حتى الآن وتضيق الحصار على الفلسطينيين أكثر من ذي قبل.

 

الجانب الفلسطيني هو الآخر لن يحصل سوى على الخسائر فالصفقة تعرض عليه المال مقابل الأرض والاستسلام، مع تقديم تسليم الأرض والاستسلام على تسليم الأموال وفرض الكثير من شروط الاستسلام مما يجعلها صفقة عار بامتياز لن يقبلها شخص في عروقه قطرة من الدماء الفلسطينية.

 

وأخيراً تجدر العودة إلى البائعين المطبعين وما سيجنونه من هذه الصفقة، الصفقة تفرض على الدول العربية والسلطة الفلسطينية تسليم الأراضي للصهاينة والاستسلام، ودفع التعويضات للفلسطينيين بدلاً من الرابحين الصهاينة والأمريكان؛ كل ذلك مقابل ماذا؟

 

لن تحصل الدول العربية على جديد في هذه الصفقة، بل أن ارتمائهم في الأحضان الأمريكية أكثر من سابق سيؤسس للمزيد من التوتر في المنطقة بسبب انتشار القوات الأجنبية التي لا تريد سوى امتصاص خيرات الأمة ويصب الصراع بين الدول الإسلامية في صالحها؛ من جانب آخر ستخسر هذه الدول بقايا المشروعية التي تدعي وجودها، فالشعوب العربية ما تزال تتغنى بأمجاد حرب 1973 ضد الكيان الغاصب وما تزال تتفاعل مع الألم الفلسطيني، والقدس هي أولى القبلتين وهذه حقائق لا يمكن للصفقات تغييرها.

 

على الجانب الآخر، رفضت إيران قيام دولة صهيونية في المنطقة، وهذا الرفض ظهر واضحاً في كلام الإمام الخميني حتى قبل انتصار الثورة، وترى إيران أن الحل الوحيد المنصف يأتي عبر صناديق الاقتراع في فلسطين، بشرط أن يشارك في الاقتراع أصحاب الأرض الأصليين فقط ومن جميع الأديان.

 

الحل الإيراني هو الأكثر ديمقراطية وهو الحل المناسب لارضاء جميع من يريدون الاحتكام للديمقراطية التي يدعيها الغرب، رغم أنه غير قابل للتنفيذ حالياً حيث يرحب به الفلسطينيون أصحاب الحق، ويرفضه الصهاينة المستوطنون ومن خلفهم الأمريكان؛ لكن هذا الحل يعد اليوم شوكة في حلقوم أدعياء الديمقراطية الغربية، فمن يدعي الديمقراطية عليه أن يحتكم إلى هذا الحل، ومن يرفض الديمقراطية فهو من يفرض الحل العسكري في المنطقة والجميع أصبح يعلم أن الحل العسكري لم يعد يصب في صالح الغرب أو الكيان اللقيط ومحور المقاومة فرض معادلات جديدة في المنطقة.

 




محتوى ذات صلة

إيران والصين تؤكدان ضرورة وقف عدوان الكيان الصهيوني علي غزة

إيران والصين تؤكدان ضرورة وقف عدوان الكيان الصهيوني علي غزة

قال وزير الخارجية الايرانية بالوكالة "علي باقري كني": في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، اتفقنا على ضرورة بذل جهد مشترك من قبل المجتمع الدولي لوقف عدوان الكيان الصهيوني علي قطاع غزة وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

|

الجبهة الشعبية: المفاوضات التي دعت إليها واشنطن خدعة جديدة لتغطية العدوان

الجبهة الشعبية: المفاوضات التي دعت إليها واشنطن خدعة جديدة لتغطية العدوان

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكّد أنّ كل ما يجري تداوله بشأن مساع أميركية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاق لوقف إطلاق النار، "ما هي إلاّ مناورة وخدعة جديدة تمارسها الإدارة الأميركية لتغطية العدوان وضمان استمرار حرب الإبادة".

|

حركة عدم الانحياز تدين بشدة اغتيال هنية وانتهاك السيادة الوطنية لإيران

حركة عدم الانحياز تدين بشدة اغتيال هنية وانتهاك السيادة الوطنية لإيران

أعلنت حركة عدم الانحياز عن إدانتها الشديدة للعمل الإرهابي الذي قام به الكيان الاسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والذي أدى إلى استشهاده، بما يشكل انتهاكا صارخا للقوانين والمبادئ الدولية وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

|

مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة :

مجزرة النصيرات أثبتت أن أهداف الرصيف الأمريكي كانت استخباراتية وأمنية وعسكرية
مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة :

مجزرة النصيرات أثبتت أن أهداف الرصيف الأمريكي كانت استخباراتية وأمنية وعسكرية

أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، أن النوايا الأمريكية انفضحت، من خلال الرصيف العائم في إطار حرب الإبادة الجماعية الصهيونية بالتزامن مع سياسة التجويع ضد شعبنا.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)