qodsna.ir qodsna.ir

إفشال المؤامرة في إيران
وتطورات العراق ولبنان

مهدي شكيبايي

وكالة القدس للانباء(قدسنا) مهدي شكيبايي:* في الأسبوع الماضي التقي عدد من الناشطين الاقتصاديّين ومولّدي فرص العمل والمنتجين بقائد الثورة الإسلامية، حيث صرّح سماحة القائد بأنّ الأحداث التي وقعت هذه الأيام لم تكن من جانب الشعب بل كانت أحداثاً أمنيّة وشدّد سماحته بأنّ الجمهورية الإسلامية ستجبر الأعداء على التراجع في مختلف المجالات وستنتصر عليهم في الحرب الاقتصاديّة، كما لفت سماحته إلى أنّ أولئك الذين يخوضون في العمل الاقتصادي يرون كيف أنّ الحروب في العالم تدور لأجل القضايا الاقتصاديّة.

 

إن القيام بتحليل ودراسة تصريحات قائد الثورة الإسلامية عبر التأكيد علي عنصر الزمان الذي أطلقت فيه هذه التصريحات، يكشف لنا حقائق مهمة تتعلق بالسيناريوهات المستقبلية.

 

لاشك اننا إذا تحدثنا عن ارغام العدو علي التراجع كنا قد تحدثنا عن ساحة الصراع مع العدو لاعن عملية طبيعية تتم في ظروف طبيعية هادئة. فاذا قبلنا هذا التعريف لابد لنا من قبول هذه الحقيقة وهي اننا الآن نمر في ظروف خاصة. لكن علينا قبل كل شيء ان نتسائل: ما هي الساحة التي يتحدث عنها قائد الثورة الإسلامية؟ وهل دخلنا ساحة صراع جديدة غير ساحة الصراع الاقتصادي وصراع العقوبات الظالمة التي فرضتها امريكا ضد الاقتصاد الإيراني؟ هل أعتبر قائد الثورة اعمال الشعب الأخيرة التي شهدتها ايران بعد رفع اسعار البنزين ساحة صراع جديدة مع العدو؟ وهل كانت هذه الاحداث بصورة يمكن ان نسميها ساحة صراع؟

 

 برأيي ان الأحداث التي شهدتها بعض المدن الإيرانية في الأيام الأخيرة هي مؤامرة جديدة شكلت ساحة صراع لانقول انها جديدة بل مكلمة لسياسة الضغود القصوي التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فما تخلل هذه الاحتجاجات من أعمال شغب وتخريب يثبت بأن هناك أياد خفية خططت لها. ومهما يكن فان ايران استطاعت ان تفشل هذه المؤامرة التي بدت وانها في المراحل البدائية وقد حيكت لتنفيذ في المرحلة المقبلة، لكن العدو -لتقديراته الخاطئة- ظن بأن الظروف الحالية مناسبة لتنفيذ هذا المخطط.

 

إن ما شهدته إيران في الأيام الماضية هو نتيجة لسنوات من التخطيط المكثف للمحور الغربي-العبري وبالتعاون مع الرجعية في المنطقة واذنابهم في الداخل. فايران كانت قد شهدت مؤامرات مماثلة منها فتنة عام 2009م، لكن كل تلك المؤامرات قد فشلت منا دفع العدو لاعتماد سياسة العقوبات الاقتصادية لاركاع ايران، لكن هذه السياسة ايضا فشلت، لكن العدو وبرغم فشل مخططاته لازال يخطط لاستهداف أمن ايران واستقلالها.

 

 إن المتآمرين كانوا يراهن علي استسلام الشعب لإنجاح مخططه، لكن النتيجة كانت عكس ذلك تماما. فالأعداء كانوا يظنون بأن الظروف الاقتصادية غير المناسبة التي يمر فيها الشعب الإيراني(بسبب العقوبات الأمريكية الظالمة) سوف تساعدهم علي إركاع الشعب الإيراني واجباره علي الاستسلام، لكن ما حدث اثبت من جديد سوء تثدير العدو وعدم معرفته بطبيعة الشعب الإيراني الذي يرفض الظلم والاستسلام.

 

لذلك يري قائد الثورة الإسلامية بأن الشعب الإيراني انتصر علي العدو في هذه المواجهة؛ أي ان العدو تفاجأ من استعداد الشعب لمواجهة المؤامرات بحيث فقد الأمل في التمكن من تنفيذ مخططاته ومؤامراته المستقبلية.

 

لاشك ان افشال مؤامرة العدو وإجباره علي التراجع -بالرغم من الخسائر في الأرواح والممتلكات- له نتائج ايجابية علي التطورات المستقبلية الداخلية والاقليمية. أما التأثيرات الاقليمية لإفشال هذه المؤامرة يمكن تخلصيها كالتالي:

 

-إن إفشال مؤامرة العدو في إيران ستؤثر نفسيا علي التطورات في العراق ولبنان

 

-إن انتصار ايران علي العدو الذي أراد زعزعة امن واستقرار ايران يؤكد فشل المتآمرين علي جر الاحتجاجات التي شهدتها العراق ولبنان إلي ايران، فكما فشلت هذه المؤامرة في ايران انها ستفل في العراق ولبنان

 

-فشل مؤامرة العدو في إيران غير المعادلات لصالح انصار المقاومة في المنطقة؛ فمرة أخري تم التأكيد علي أن العدو لايمكنه ان ينفذ مخططاته ومؤامراته ضد دول محور المقاومة

____

*مدير عام وكالة القدس للانباء(قدسنا)