qodsna.ir qodsna.ir

محاولات زعزعة الإستقرار في الداخل الإيراني وعلاقتها بسياسة الضغط القصوي الأمريكية(تحليل)

محاولات زعزعة الإستقرار في الداخل الإيراني عبر خطة يقودها أعداء الأمة هي استراتيجية جديدة يطلق عليها بعض المحللين الجيل الرابع للثورات؛ وانها وان اختلفت في بعض المعالم، لكنها جزء من سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد ايران.

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أحمد روح الله زاد: عندما يفشل العدو في تنفذ مخططاته عبر الحرب الواسعة يلجأ إلي الحرب الناعمة؛ فهذه هي السياسة التي تنفذ حاليا في إطار المحاولات الهادفة لزعزعة الإستقرار في الداخل الإيراني عبر خطة يقودها أعداء الأمة وعلي رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا، كما عبر عنها الإمام الخميني(رض).

 

إن الشعب الإيراني وفي عام 1979 قام بطرد امريكا من الأراضي الإيرانية، وهي الخطوة التي رحبت بها شعوب المنطقة ما أدي إلي تشكيل جبهة ومحور مقاومة ضد الاستكبار والصهيونية العالمية.

 

 ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران، قام الأعداء بحياكة العديد من المؤامرات ضد الشعب الإيراني لثنيه عن طريقه وارغامه علي التنازل، الا ان تلك المحاولات كلها باءت بالفشل وجاءت بنتائج عكسية. فلا الفتن الداخلية ولا الحرب الامفروضة استطاعت ان تجبر إيران علي التراجع، والنتيجة هي ان ايران اليوم تحولت إلي قوة اقليمية كبري تزداد قوة وتأثيرا يوما بعد يوم.

 

وفي مقابل صعود الدور الاقليمي لايران، نشهد تراجع مكانة امريكا والكيان الصهيوني والدول العربية التابعة لها. فالقوي الاستكبارية وبعد ان كانت مهيمنة علي المنطقة، أصبحت اليوم عاجزة عن مواجهة الفكر الثوري الذي تقوده ايران، وعليه لايمكن الانتصار علي ايران في الحرب الشاملة، والنتيجة كانت اعتماد سياسة جديدة لضرب ايران؛ وهذه السياسة أو استراتيجية هي استراتيجية الحرب الناعمة.

 

مسؤولون في البنتاغون يؤكدون يؤكدون علي ضرورة استمرار المعركة مع ايران لكن هذه المواجهة لاتكون بالضرورظ مواجهة عسكرية شاملة بل يمكنها ان تختصر علي آليات خاصة وجديدة. فهذه استراتيجة يمكن من خلالها تحقيق انتصارات دون الدخول إلي ساحة المواجهة مباشرة. فبحسب هؤلاء، ينبغي علي امريكا ان تلجأ إلي سياسة استهداف المراكز الحيوية لإيران. وهذا يعني ان امريكا يجب عليها أن تجر الحكومة الإيرانية نحو الافلاس وبالتالي الانهيار. وكذلك زيادة النفقات الأمنية، كردود وقائية على الفتن التي تعم البلاد والتي تكون مدعومة خارجيا. وبعد ذلك ينبغي استهداف الثقة العامة للشعب وايضا ايجاد شرخ بين ابناء المجتمع حتي تكون الارضية ممهدة للفوضي في البلاد وبعد ذلك تقوم بتنفيذ الخطط. فما تشهده إيران حاليا، وقبلها شهدته سوريا ولبنان والعراق، يدخل في هذا الاطار.

 

الجدير بالذكر ان هذه الاستراتيجية الجديدة التي يطلق عليها مراقبون الجيل الرابع للثورات؛ هي جزء من سياسة الضغوط القصوى ضد ايران. فسياسة الضغوط القوي لاتختصر علي الضغوط الاقتصادية فحسب، بل تشمل ابعاد وجوانب اخري، فقد يلجأ العدو إلي استخهدام القوة بعض الدحيان لتمرير بعض مخططاته. ولعل ذلك هو السبب الذي يقف وراء نقل المزيد من الاسلحة إلي منطقة الشرط الأوسط من قبل الدول المصنعة للسلاح.

 

ومهما يكن فان احداث الشغب التي تشهدها ايران حاليا مدعومة من جهاز المخابرات الامريكية، والمنظمات التابعة لها كمركز دراسات راكفلر للشوؤن والسياسة العامة أو مركز الدفاع عن الديمقراطية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

 

إن الأحداث المشاهبة التي شهدتها ايران والعراق ولبنان في الآونة الأخيرة تؤكد علي أن المحور العربي البغربي العبري قام بالتخطيط لإثارة الفتن الداخلية في هذه البلدان التي تعد الدول الرئيسية في محور المقاومة.

 

وبالعودة إلي الاحتجاجات التي شهدتها ايران في الأيام الماضية يمكن القول إن بعض مطالب الشعب مشروعة، لكن العدو يقوم باستغلال هذه الاحتجاجات ويحرفها عن مسيرتها الرئيسية، فهناك مندسين يتلقون الأوامر من جهات معادية يقومون بتخريب المتلكات العامة ويستهدفون ابناء الشعب.

 

 لاشك ان الشعب الإيراني وهو شعب ثوري يحمل ثقافة عاشوراء لن يسمح للقوي المستكبرة وعلي رأسها امريكا بزعزعة الامن والاستقرار الداخلي الايراني، فامريكا وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران، طردت من الأراضي الإيرانية بلارجعة.