qodsna.ir qodsna.ir

هل تسير احتجاجات العراق
ولبنان نحو الانقلاب؟

احمد روح الله زاد

وكالة القدس للانباء(قدسنا) احمد روح الله زاد: أعلنت مصادر اعلامية قطرية عن وجود الكثير من المعطيات والمعلومات التي حصلت عليها "عربي21" إلى محاولة دولة الإمارات التأثير في المظاهرات الشعبية بالعراق، التي انطلقت مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ولا تزال قائمة، للمطالبة بالقضاء على الفساد وإنهاء البطالة وتحسين الخدمات.

 

وقالت مصادر سياسية طلبت عدم الكشف عن هويتها في حديث لـ"عربي21" إن "الإمارات حاولت مع انطلاق المظاهرات الشعبية، تنفيذ انقلاب عسكري كانت قد خططت له، ويقوده عدد من الضباط في جهاز مكافحة الإرهاب وقادة بالحشد الشعبي استطاعت المخابرات الإماراتية استمالتهم". وأوضحت أن "السلطات العراقية حيّدت (ع.ا.س) وهو قائد أحد الأجهزة المهمة في الجيش قبل انطلاق المظاهرات في 1 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، ونقلته إلى وزارة الدفاع بعد ورود معلومات أن له دور في انقلاب محتمل.

 

من جهة ثانية، كشف "راديو صوت  العراق" عن اعتقال خلية تابعة للإمارات في العراق، كانت تهدف إلى التأثير في التظاهرات الجارية حاليا، من بين أفرادها أشخاص يحملون الجنسية اللبنانية.

 

السؤال الأساسي هو هل تسير الأحداث في العراق ولبنان نحو الانقلاب؟ بالعودة إلي التاريخ نري بأن غالبية الدول العربية كمصر وسوريا وقطر والامارات والبحرين والسعودية، لم تشهد انقلابا بالمعني المعروف. مع العلم بأن كيفية الانقلابات في البحرين والامارات والسعودية تختلف مع الانقلابات في العراق وسوريا ومصر. فالانقلابات في دول الخليج الفارسي هي انقلابات داخل الأسرة الحاكمة، أو ما تمسي بالانقلابات الصامتة، لكن الانقلابات في باقي الدول العربية تكون واضحة ومصحوبة باعمال عنف. وبسبب للتطورات الأخيرة التي شهدها كل من العراق ولبنان، تغيرت الظروف السياسية والعسكرية والأمنية بشكل كامل في هذين البلدين.

 

 بالنسبة للبنان، يمكن القول إن امكانية حدوث انقلاب مستبعدة  بسبب تعدد الطوائف والهويات وايضا الهيكلية السياسية الخاصة لهذا البلد، خاصة وان تيارات المقاومة التي تعتبر التيارات المؤثرة في الساحة اللبنانية، تقف إلي جانب الجيش اللبناني في مواجهة المؤامرات التي تستدهف البلاد.

 

أما بالنسبة للعراق بالجيش التابع لحزب البعث وبعد الغزو الأمريكي للعراق، انهار بشكل نهائي هذا إلي جانب عدم وجود قاعدة شعبية لحزب البعث في العراق. وهذا يعني ان العراق يخلو من وجود قوة منافسة للحشد الشعبي، خاصة وان الحشد الشعبي تم تشكيلة لمواجهة خطر الارهاب المتمثل بتنظيم داعش، مع العمل للحفاظ علي المصالح الوطنية العراقية. فالحشد الشعبي يعارض وجود القوات الأمريكية داخل العراق لأن امريكا داعمة للمنظمات الارهابية كما انها تريد نهب ثروات العراق. إن الشحد الشعبي وهو قوة مدومة شعبيا يعمل بشكل مكثف علي مواجهة كل ما يريد زعزعة امن العراق، الأمر الذي أدي إلي تعزيز مكانته الشعبية إضافة إلي مكانته علي المستويات الرسميظ والسياسية، لذا لايمكن ان نتصور حدوث انقلاب داخل العراق في الأيام المقبلة لأن الشعب والحكومة يسيران في اتجاه واحد وهو إفشال مؤامرات العدو.

 

إن امريكا تري في الحشد الشعبي قوة قادرة علي مواجهة سياساتها في العراق لذلك تريد القضاء علي هذه القوة الشعبية العراقية. إن الحشد الشعب ينتهج سياسات مضادة لأمريكا والكيان الصهيوني، ما أدي إلي صعود دور المقاومة في العراق. لذا يري مراقبون بأن أحد اهداف دعم الاحتجاجات في العراق وبالتحديد في المحافظات الشيعة هو تشوية سمعة الحشد الشعبي وإضعاف مكانته وبالتالي ايجاد شرخ داخل البيت الشيعي والحشد الشعبي.

 

إن اغتيال القيادي في الحشد الشعبي وسام العلياوي وشقيقه بهجوم مسلح غادر استهدف مقر عصائب اهل الحق في مدينة العمارة بمحافظة ميسان، واتهام تيار الصدر بالوقوف خلف هذا الحادث، يدخل في إطار هذه المحاولات الخبيثة، لكن الحكمة التي يتحلي بها قادة الأحزاب التي يتكون منها الحشد الشعب أفشلت مؤامرة المحور العربي البري الغربي.