الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

102 عاما على
سرقة فلسطين

وكالة القدس للانباء(قدسنا)

وكالة القدس للانباء(قدسنا) يصادف، السبت، الذكرى 102 على صدور “وعد بلفور”، الذي غيّر مجرى تاريخ الشرق الأوسط.

 

ففي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا في تلك الفترة جيمس بلفور، برسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية آنذاك، لتُعرف فيما بعد باسم “وعد بلفور”.

 

وجاء في نص الرسالة إن “حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية”.

 

وتابعت: “على أن يُفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يُنتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.

 

وبعد مرور عام على هذا الوعد، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أمريكية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في ذات العام.

 

وأطلق الفلسطينيون على وعد بلفور وصف “وعد من لا يملك (في إشارة لبريطانيا) لمن لا يستحق (اليهود)”.

 

مراقبون سياسيون اعتبروا ذلك اليوم “يوما أسودا في تاريخ الشعب الفلسطيني، والبشرية بأكملها، وضربة للعدالة الدولية”.

 

وقالوا في لقاءات منفصلة إن تداعيات هذا الوعد كارثية على الشعب الفلسطيني.

 

وتابعوا: “الوعد كان بداية اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وتحويلهم إلى ضحايا اللجوء والتشرد والقتل”.

 

وفي قراءة سابقة لوعد بلفور، قال محسن صالح، مدير عام “مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات”، إن بريطانيا أثناء احتلالها لفلسطين (1920-1948) قامت بتطبيق الشق الأول من وعد بلفور بإنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين”.

 

لكنها لم تلتزم بشقه الثاني الذي يتضمن عدم الإضرار بحقوق الفلسطينيين الذين كانوا يشكلون في ذلك الوقت نحو 92% من السكان وفق التقديرات البريطانية نفسها، وفق صالح.

 

وعلى مدار العقود الماضية، طالبت المستويات الفلسطينية الرسمية والشعبية الحكومة البريطانية بتقديم اعتذار رسمي عن الكارثة التي لحقت بهم جرّاء “وعد بلفور”، إلا أن الأخيرة ترفض ذلك.

 

وعام 2017، عبّرت بريطانيا عن فخرها بالدور الذي مارسته في إيجاد دولة إسرائيل، رافضة تقديم أي اعتذار عنه.

 

وسبق أن شاركت بريطانيا إسرائيل في احتفالات ذكرى تأسيسها على أنقاض “معاناة ودماء الفلسطينيين”.

 

لكن في يوليو/تموز 2019، أعلن مجلس بلدية مدينة شيفيلد شمالي بريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني عاليا على سارية أمام مقر البلدية.

 

الدوافع البريطانية

 

أرادت الحكومة البريطانية من إصدار “وعد بلفور” تلبية عدة أهداف، تحقق مطامعها الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط، على حد قول المراقبين السياسيين.

 

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم اعتبر أن بريطانيا أرادت من خلال إعطاء اليهود وطن قومي لهم، إضعاف الشعب العربي، وتقسيم الشرق الأوسط.

 

وتابع: “بريطانيا إحدى دول الاستعمار القديم التي سيطرت على العديد من دول العالم؛ لذا دافعها الأول هو الحفاظ على مصالحها وحمايتها”.

 

واوضح أن بريطانيا جعلت من إسرائيل “شرطي في منطقة الشرق الأوسط” للدول الغربية والأوروبية.

 

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني قال إن بريطانيا تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية حول وعد بلفور، والضرر الكارثي الذي ألحقه بالفلسطينيين.

 

وتابع: “إسرائيل وجدت كدولة تخريبية للفصل بين آسيا وإفريقيا”، مشيرا إلى أن بريطانيا اعتبرت إسرائيل لواءً متقدما للمصالح الغربية.

 

وقال إن هذا الكيان جاء “خنجرا في خاصرة أي مشروع نهضوي عربي”، لافتا إلى أن بريطانيا الاستعمارية أرادت خليفة لها في المنطقة.

 

واستكمل قائلا: “الشرق الاوسط في قلب العالم، من يسيطر عليه يسيطر على العالم”.

 

سرقة الأرض

 

بعد أعوام قليلة من وعد بلفور في عام 1920، احتل الجيش البريطاني فلسطين بشكل كامل، وتم انتداب بريطانيا عليها من قبل عصبة الأمم (الأمم المتحدة حاليا)؛ حيث تم إدارة الانتداب بفلسطين من خلال المندوب السامي البريطاني الذي مارس بالكامل جميع السلطات الإدارية والتشريعية فيها.

 

وفي عام 1948، خرجت بريطانيا من فلسطين، ووفق التاريخ الفلسطيني، فإن بريطانيا سلّمت الأراضي الفلسطينية لـ”منظمات صهيونية مسلّحة”.

 

تلك المنظّمات الصهيونية ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين وهجّرتهم من أراضيهم لتأسيس دولتهم عليها، فيما عُرفت هذه الحادثة فلسطينيا بـ”النكبة”.

 

ثلاثة أرباع فلسطين وقعت آنذاك تحت السيطرة الإسرائيلية، في حين حكمت الأردن الضفة الغربية وخضع قطاع غزة للإدارة المصرية.

 

وبعد 19 عاما، وبالتحديد سنة 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وقطاع غزة مع شبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.

 

وبعد توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، خضعت الضفة الغربية (بدون القدس) وقطاع غزة، للحكم الذاتي الفلسطيني.

 

الجانب القانوني

 

الباحث الفلسطيني القانوني في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، محمد صيام، قال إن وعد بلفور، وكل ما ترتب عليه من تداعيات كارثية، يناقض الأعراف والقوانين الدولية.

 

وتابع: “هذا الوعد يناقض حق تقرير المصير المقر من قبل الأمم المتحدة، كون بريطانيا سلّمت -لاحقا- إدارة شؤون الأراضي الفلسطينية للإسرائيليين (باعتبار أن فلسطين خضعت للانتداب البريطاني منذ 1920، وحتى عام النكبة الفلسطينية 1948)”.

 

وأوضح أن استلام إسرائيل لهذه الإدارة أدى إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية؛ الأمر الذي يعدّ قانونيا اعتداءً على تلك الأراضي.

 

ومن أخطر تداعيات ذلك الوعد، يتمثل بارتكاب إسرائيل لـ”مئات المجازر، في لحظتها إلى تاريخ هذا اليوم؛ ما نتج عنه أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتهجير لملايين الفلسطينيين”.

 

واستكمل قائلا: “كل الجرائم الإسرائيلية والانتهاكات والتغيير الديموغرافي، وكل ما تعرض له الفلسطينيون، هي من مخرجات وعد بلفور”.

 

وبيّن أن المسيرات التي تنطلق على حدود قطاع غزة الشرقية، بشكل أسبوعي، منذ مارس/آذار 2018، تحت اسم “مسيرات العودة وكسر الحصار”، تطالب بعودة الفلسطينيين الذين هُجروا من أراضيهم عام 1948.

 

وقال إن الفلسطينيين لا زالوا، رغم مرور 102 عاما على صدور وعد بلفور، يبحثون عن حلول سلمية لاسترداد الأراضي التي سرقت منهم.

 

وبيّن أن هذا الحراك الشعبي يقابل بالكثير من القمع من الجانب الإسرائيلي؛ ما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين وجرح الآلاف منهم.

 




محتوى ذات صلة

محللون سياسيون لـ«قدسنا»: تصنيف حماس بالإرهابية اعتداءٌ على نضال الفلسطينيين/ بريطانيا تجاهلت وجود الشعب الفلسطيني منذ البداية

محللون سياسيون لـ«قدسنا»: تصنيف حماس بالإرهابية اعتداءٌ على نضال الفلسطينيين/ بريطانيا تجاهلت وجود الشعب الفلسطيني منذ البداية

  أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل فرض حظر شامل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بموجب قانون مكافحة الإرهاب، بعد قولها إنها شرعت في استصدار قانون من البرلمان بهذا الشأن، وعَزَت اتخاذ القرار لامتلاك "الحركة" ما أسمتها قدرات إرهابية هامة.   فيما ...

|

مندوب حماس لدي طهران: قرار بريطانيا لايمكته منع حركة حماس من مواصلة النضال/ مدير عام قدسنا: القرار البريطاني هو اعتراف بالهزيمة أمام المقاومة/ امرودي: قرار بريطانيا ضد حماس استمرار لقرارت تاريخية ظالمة

مندوب حماس لدي طهران: قرار بريطانيا لايمكته منع حركة حماس من مواصلة النضال/ مدير عام قدسنا: القرار البريطاني هو اعتراف بالهزيمة أمام المقاومة/ امرودي: قرار بريطانيا ضد حماس استمرار لقرارت تاريخية ظالمة

زار عدد من المسؤوليين الإيرانيين بالإضافة إلي مندوبي 50 منظمة أهلية؛ مكتب حماس لدي طهران لاعلان التضامن مع حركة حماس، واصفين القرار البريطاني ضد الحركة بالاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة.

|

وسائل الإعلام الإيرانية تدين قرار بريطانيا ضد حركة حماس؛ قمع لحريّة التعبير ومحاولة لإسكات الأصوات المناهضة للصهيونية

وسائل الإعلام الإيرانية تدين قرار بريطانيا ضد حركة حماس؛ قمع لحريّة التعبير ومحاولة لإسكات الأصوات المناهضة للصهيونية

استنكرت وسائل اعلام إيرانية، قرار الحكومة البريطانية تصنيف حركة "حماس" تنظيماً إرهابياً، معتبرة أنّ هذا القرار هو خطوة تهدف لإسكات الأصوات المناهضة لـ"إسرائيل" و جرائمها.

|

الاتحاد الدولي للأطفال و اليافعين المناهضين الاحتلال يدين قرار بريطانيا ضد حركة 'حماس'

الاتحاد الدولي للأطفال و اليافعين المناهضين الاحتلال يدين قرار بريطانيا ضد حركة 'حماس'

استنكر الاتحاد الدولي للأطفال و اليافعين المناهضين الاحتلال بشدّة، قرار الحكومة البريطانية تصنيف حركة "حماس" تنظيماً إرهابياً، معتبراً أنّ هذا القرار سيزيد من معارضة الرأي العام العالمي لإسرائيل.

|

امير عبداللهيان يدين تصنيف بريطانيا لـ "حماس" كمنظمة ارهابية:

تصنيف حماس حركة "إرهابية" خطيئة وامتداد للخطيئة الكارثية في وعد بلفور
امير عبداللهيان يدين تصنيف بريطانيا لـ "حماس" كمنظمة ارهابية:

تصنيف حماس حركة "إرهابية" خطيئة وامتداد للخطيئة الكارثية في وعد بلفور

دان وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين امير عبداللهيان، قرار بريطانيا تصنيف حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين "حماس" كمنظمة ارهابية.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)