الثلثاء 7 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir
(تحليل)

مواقف قائد الثورة الإسلامية حيال أحداث لبنان والعراق.. دعم أمن وسيادة الأمم

خطاب قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي الأخير والذي تطرق فيه إلى الأوضاع في لبنان والعراق فهمه البعض على غير المراد منه، فهو أراد التأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن مع الأخذ بالوسائل القانونية للمطالبة بالحقوق.

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب سعد الله زارعي *:

 

تصريحات قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي يوم الأربعاء الفائت، حول التطورات في لبنان والعراق، في مراسم تخريج جامعات ضباط الجيش، ورغم أنها كانت موجزةً وجاءت في سياق موضوع آخر، لكنها لقيت أصداءً كثيرةً في هذين البلدين، وبالطبع كان البعض "سعيداً للغاية" بها، والبعض الآخر "غاضباً".

 

ولكن ما ورد في كلامه، وعلى عكس ما قاله معارضو الجمهورية الإسلامية، لم يكن الدخول في الاصطفافات الحالية في لبنان والعراق، ولم يرجِّح كفة الميزان لصالح جهة محددة على حساب جهة أخرى. وما قيل في هذه الكلمة، كان من الضروري والمفيد إيلاء الاهتمام به من قبل جميع الأطياف اللبنانية والعراقية.

 

الإهتمام بالأمن يصب في صالح الجميع

 

إنّ لفت قائد الثورة الانتباه إلي مقولة "الأمن"، وأن الجميع يجب أن يأخذ الوسائل القانونية بعين الاعتبار، لن يضر المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع من أجل المطالبات المعيشية.

 

ومن المفارقة أن إضفاء الطابع الأمني علي الأجواء أو تجاهل التهديدات الأمنية، سيهددان في المقام الأول حياة أولئك الذين قاموا بهذه المظاهرات، كما رأينا في الأيام الأخيرة، ونتيجةً للاشتباكات بين فئات من المتظاهرين مع فئات أخرى في العراق ولبنان، قُتل أعداد من الطرفين.

 

كما أن إسقاط نظام أو منظومة سياسية قبل أن تكون هناك خطة بديلة صالحة، ليس في مصلحة أحد.

 

قائد الثورة في كلمته، كما في مواقف مماثلة، دعم أمن الشعب وسيادته على بلده، كما دافع عن استقلال وسلامة أراضي وحياة الشعوب في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وأفغانستان، في أعقاب الهجمات الأميركية والإسرائيلية والسعودية والجماعات التكفيرية ضد دول وشعوب المنطقة، دون أن يكون بالإمكان التعبير عن هذا الدعم بالكلمات الشائعة التي يشار بها إلي المستبدين.

 

طوال هذه الفترة، تمكنت تحذيرات السيد خامنئي من خفض الكلفة البشرية والمالية التي تدفعها الشعوب والحكومات في أوقات الأزمات أو مؤامرات الدول المعادية، وزادت في المقابل تكاليف أعدائهم بشكل كبير، وأجبرتهم على قبول الفشل.

 

ما جاء في خطاب السيد علي خامنئي فيما يتصل بمقولة الأمن، كان في الواقع لفت الانتباه إلي الخطر الذي يواجه لبنان والعراق. فمن ناحية، لا يعني ذلك أن خطر انعدام الأمن على نطاق واسع بات فعلياً في هذين البلدين، ومن ناحية أخرى، يعبر عن خطرٍ أصبح يهدد هذين الشعبين، ويجب القيام بفعل شيء للحيلولة دون حدوثه.

 

لم يمضِ وقت طويل علي تحذير قائد الثورة لبعض الحكومات الصديقة في المنطقة من خطر حدوث انعدام الأمن على نطاق واسع، وهو التحذير الذي انعكس علي أرض الواقع، لأن المخاطَب لم ينتبه لأبعاد التحذير، وبالتالي أشغل شعباً وحكومته لسنوات، وأعاق مسيرة التقدم وكلفهم الكثير من النفقات الباهظة.

 

خطر الاشتباكات الطائفية جادّ

 

لكن القليل من الاهتمام بتطورات الأيام الأخيرة في العراق ولبنان، يظهر أن بروز التهديدات الأمنية على نطاق واسع بحيث يصبح من الصعب احتوائها، خطير جداً. ومن الأمثلة على ذلك الأحداث التي وقعت في كربلاء، والتي خلفت عشرات الجرحى وتسببت بها أيدٍ خفية وبعض الجماعات المنحرفة التي تتغطى بستار الدين.

 

والمثال الآخر هو الأحداث التي شهدتها البصرة والعمارة في العراق، حيث امتدت الأيدي الإجرامية إلى عدد من القوات التي هزمت داعش، ولم يرض الفتنويون والأيدي الأجنبية حتي بقتلهم، بل أحرقوهم أحياءً! وهذا يدل على أن الغرض ليس قتل الناس فحسب، بل خلق توترات بين الطوائف والجماعات، الأمر الذي سيعرض سيادة الشعب ووجوده لعاصفة الفتنة، إذا انتشر وتوسَّع.

 

الحيلولة دون استنساخ السياسات الاستعمارية

 

ومن هذا المنطلق يأتي تأكيد قائد الثورة على الحفاظ على الحكومات والهياكل القانونية في لبنان والعراق. وهذا على الرغم من أن رئيس وزراء لبنان بعيد عن إيران، بينما رئيس وزراء العراق قريب من إيران، ولهذا فإن تأكيد قائد الثورة على متابعة المطالب الاقتصادية مع الحفاظ على الحكومات، لا يعني فرض حزب أو جماعة أو حتى فرض تيار ديني محدد.

 

إن تجربة العقود الثمانية الأخيرة في الدول العربية في شمال أفريقيا وغرب آسيا، وضياع الإنجاز في انهيار الحكومات، والانحراف في مطالب الناس، وتوفُّر الأرضية لاستنساخ السياسات الاستعمارية الأجنبية، واستمرار انعدام الأمن وقتل الناس، كما نرى في ليبيا ومصر، تظهر أن هاجس الحفاظ على الهياكل، ليس هاجس الانحياز لشخص أو طرف محدد، بل هو نفس الانحياز لصالح المطالب الشعبية، لأنه إذا لم تكن هناك حكومة فلا توجد طريقة لتلبية هذه المطالبات.

 

 

* باحث ومحلل إيراني




محتوى ذات صلة

قائد الثورة الإسلامية: "يوم القدس" سيتحول الى طوفان دولي ضد الكيان الصهيوني الغاصب

قائد الثورة الإسلامية: "يوم القدس" سيتحول الى طوفان دولي ضد الكيان الصهيوني الغاصب

اكد قائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي الخامنئي" بان "يوم القدس العالمي" في هذا العام سيتحول الى طوفان دولي ضد الكيان الصهيوني الغاصب؛ مبينا انه خلال السنوات الماضية كانت الدول الاسلامية تحيي ذكرى يوم القدس العالمي، وهناك احتمال كبير بان يتم في هذا العام احياء ...

|

قائد الثورة الإسلامية: سنجعل الكيان الصهيوني الشرير يندم على هذه الجريمة

قائد الثورة الإسلامية: سنجعل الكيان الصهيوني الشرير يندم على هذه الجريمة

أكد قائد الثورة الإسلامية اية الله السيد علي خامنئي، في رسالة بمناسبة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في سوريا واستشهاد العميد زاهدي ورفاقه، اكد أننا سنجعل الكيان الصهيوني الغاصب والمقيت يندم على هذه الجريمة وامثالها.

|

قائد الثورة : الكيان الصهيوني الخبيث سيتلقى عقابه على يد رجالنا الابطال

قائد الثورة : الكيان الصهيوني الخبيث سيتلقى عقابه على يد رجالنا الابطال

قال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، في بيان تعزية باستشهاد الجنرال محمد رضا زاهدي ومجموعة من رفاقه على يد الكيان الصهيوني الغاصب والمكروه، "سنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وغيرها بحول الله وقوته".

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  2. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  3. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  4. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  5. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  6. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  7. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  8. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  9. تقریر.. تداعیات الرد الإیرانی تلقی بظلالها على إعلام العدو الصهیونی
  10. حزب الله: الرد الإيراني حقق أهدافه العسكرية المحددة بدقة
  11. "حماس": العملية العسكريّة الإيرانية ضد الكيان الصهيوني رد مستحق على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية
  12. الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 33668 شهيدا
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)