qodsna.ir qodsna.ir

اهلا وسهلا بكم إلي
شرق أوسط بلا أمريكا

سعيد رضا دلشكيب

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) سعيد رضا دلشكيب: يبدو ان الظروف الحالية أصبحت مناسبة لظهور منطقتنا بحلتها الجديدة، فمن أبرز معالم هذه المرحلة هو تكاتف دول المنطقة بعيدا عن التحالفات مع القوي الغربية التي لاتريد الخير لهذه المنطقة المليئة بالخيرات والذخائر. هذه المرحلة التي سوف تشهدتها المنطقة تقاد من قبل دول اغلبها من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

 

فلا وجود للقوي الاستعمارية ومعها الرجعية في المرحلة القادمة التي سوف تدخلها المنطقة، وكذلك لاوجود للقوي المحتلة التي تقتل وتسرق وتنهب ثروات الشعوب وتثير الأزمات بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة؛ فلا فرق بين كون هذه القوات المحتلة صهيونية تعمل علي قتل وتشريد وتهجير الشعب الفلسطيني ومصادرة متلكاته، أم قوات تركية تحتل اجزاء من الأراضي السورية، ذلك لأن النظم الذي سوف تشهده المنطقة في المرحلة القادمة، قائم علي مبدأ احترام سيادة الدول ومبدأ حسن الجوار بالإضافة إلي التعاون المشترك  لمواجهة كل ما من شأنه تقويض أمن المنطقة.

 

إن ما تشهده حاليا منطقة شمال شرق سوريا في هو تمهيد للدخول في مرحلة لاتخدم مصلحة القوي الاستكبارية، لأن نتيجة الأحداث الدائرة هناك سوف يكون نهاية الطريق بالنسبة للأزمة السورية وبداية مرحلة جديدة لاتريدها القوي الاستعمارية وعلي رأسها امريكا؛ فالولايات المتحدة الأمريكية ومنذ عام 2000م كرست جهودها في إطار جر المنطقة إلي مستنقع أزمات بغية إبعادها عن تلك المرحلة التي نتحدث عنها.

 

فاحتلال افغانستان والعراق، وتشديد السياسات القمعية في الأراضي الفلسطينية، إلي جانب اغتيال بعض الشخصيات الإسلامية في العراق وفلسطين وايران، وتشكيل المنظمات التكفيرية كداعش وجبهة النصرة والقاعدة في سوريا والعراق، وكذلك شن حرب ظالمة ضد اليمن وقبلها لبنان وغزة، كلها كانت محاولات لإدارة الأزمات في المنطقة بغية ابعاد المنطقة عن النُظم التي تتجاوز املاءات الأعداء ويعارض مخططاتهم. ومن محاولات العدو التي باءت بالفشل هي ان الأداء أرادوا جعل القضية الفلسطينية طي النسيان وايضا عزل إيران لكن النتيجة جاءت علي عكس مخططاتهم؛ فايران اصبحت قوة مؤثرة وفاعلة في المنطقة وقضية فلسطينية عادت إلي الصدارة.

وربما ستكون الأحداث الدائرة حاليا في شمال سوريا هي آخر المؤامرات الغربية التي حيكت ضد المنطقة، تلك التي قوضت استقرار المنطقة وامنها وادخلتها في حروب شردت وهجرت الكثير. بعدوان الجيش التركي ضد الأراضي السورية هو عدوان ليس له مببرات اخلاقية وحقوقية وانه سوف ينتهي بعد دخول قوات الجيش السوري ساحة المعركة؛ فدخول القوات السورية إلي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد يفشل مؤامرات تقسيم سوريا.


وختامًا نقول إن ما يجري حاليا في شمال سوريا سينتهي قريبا وتلك النهاية ستكون بداية إزاحة الستار عن منطقة الشرق الأوسط الجديد؛ لا الشرق الأوسط الذي تحدث عنه شمعون بيرز و لا ذلك الذي تحدث عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، بل شرق أوسط جديد بلا أمريكا وأخواتها من المنظمات الارهابية وحلفاؤها.