qodsna.ir qodsna.ir

أحداث العنف في العراق
وعلاقتها بـ«صفقة القرن»

أحمد روح الله زاد

وكالة القدس للانياء(قدسنا): «هناك رغبة خارجية في تغيير الحكومة العراقية لأسباب لها علاقة بصفقة القرن. إن الموقف السياسي العراقي كدولة وكحكومة كان رافضا لصفقة القرن وضدها وبالتالي لابد من تطويع هذه الحكومة. فهناك عمل يجري حاليا من قبل اطراف سياسية محلية، إلي جانب جزء كبير من أسباب داخلية علي أن يكون الشهر الحادي عشر الذي يتزامن مع موعد نهاية السنة هو موعد لتغيير الحكومة، وسيجري هذا العمل مع خطاب اعلامي يتصاعد وايضا مظاهرات. فهناك مظاهرات ستندلع مرة أخري فيالشهر العاشر. سجلوا هذا الكلام فهو ليس مجرد تنبؤات بل هو مبني علي معلومات. وبالتالي ان هذه المظاهرات التي يسوق لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي علي أنها تفاعل جماهيري ما هي إلا حركة مدعومة خارجيا، فالحقيقة هي ان المحرك الأساسي لها هي اطراف ذات دوافع سياسية.»

 

هذا جزء من ما تحدث عنه امين عام حركة عصائب اهل الحق، "قيس الخزعلي" حول الأحداث التي تشهدها المدن العراقية، فقد تنبأ الخزعلي في لقاء مع مجموعة اعلاميين، بالاحتجاجات قبل حدوثها بأشهر، إذ أكد بأن اطرافا خارجية تعمل علي جر ابناء الشعب العراقي للشوارع بهدف الوصول إلي اهداف واغراض سياسية.

 

وقبل أقل من اسبوع، انعقد مؤتمر الرافدين للأمن والاقتصاد في بغداد، تحت شعار العراق يتعافى. وفي كلمته خلال هذه المؤتمر، ألقي السفير الامريكي لدى العراق ماثيو تولر، كلمة أكد فيها علي ضرورة دعم العراق اقتصاديا مؤكدا ان سبيل خروج العراق من الأزمة هو جلب الاستثمارات الخارجية التي تحتاج بدورها إلي ضمانات أمنية توفرها الحكومة العراقية. في الحقيقة إن السفير الأمريكي أراد أن يركز علي قضية هامة مفادها ان ايران والحشد العشبي هما من يعرقل مسيرة التنمية في العراق، وذلك عندما أكد بأنه يتعين ان نستمر في عملنا في حماية العراق من التدخلات الخارجية.

 

وفي بداية العام الحالي نشرت جريدة الأخبار اللبنانية تقريرا تحدث فيه عن وجود معلومات تؤكد وجود مخطط لزعزعة أمن واستقرار العراق في الصيف المقبل. وتؤكد المعلومات بأن اسرائيل والسعودية وامريكا هي الجهات التي تعمل علي تنفيذ هذا المخطط.
 

ومنذ شهر، يعمل مركز سعودي متخصص في الحرب الالكترونية علي تمهيد الأرضية لاحتجاجات واسعة في العراق، وخلال ذلك بدأ بنشر الدعايات والأكاذيب أتهم خلالها الحكومة العراقية بالفساد، كما ربط المشاكل المعيشية في العراق بما أسماها التدخلات الإيرانية في الشؤون العراقية.
 

الجدير بالذكر أن المركز تم تدشينه بأمر من محمد بن سلمان وبتمويل تقدر قيمته بـ100 مليون دولار، حيث بدأ عمله بالعمل لنشر أكاذيب تتعلق بالاحتجاجات داخل كل من العراق وايران ولبنان. ما يؤكد ذلك هو حملات التغريد التي اطلقها المركز دعما لأي تحرك داخل إيران ولبنان وحاليا العراق.
 

 وتشهد المدن العراقية، منذ بداية شهر اكتوبر، تظاهرات شبابية تحاول الجهات الخارجية وعلي مقدمتها السعودية استغلالها لتحقيق نواياها الخبيثة. هذا بالإضافة إلي دعم الاعلام الغربي لهذه الاحتجاجات في محاولة لتوسيع رقعة الاحتجاجات.

 

إن الشعارات التي رفعها البعض خلال هذه الاحتجاجات تؤكد علي أن أحد أهداف هذه الاحتجاجات هو إثارة الفتنة بين ابناء العراق من السنة والشيعة، بالإضافة إلي أن توقيت اندلاع هذه الاحتجاجات يؤكد حقيقة لاريب فيها وهي ان الأعداء يريدان استهداف مراسم الأربعينية الحسينية.
 

ثم ان دعم ابنة د صدام حسين(الي ارتكب جرائم بشعة بحق ابناء الشيعة) لمظاهرات العراق، يؤكد حقيقة هامة وهي ان اسرائيل وامريكا والسعودية تريدان احياء حزب البعث في العراق مجددا. يبدو ان اعداء العراق لايطيقون استقرار العراق وارساء دعائم الأمن فيه، لذلك بدأوا القيام بتحركات تهدف لزعزعة أمن هذا البلد الذي بدأ يسير نحو النمو والازدهار علي ضوء التعاون المشترك مع الجارة إيران.
 

إن قائد الثورة الإسلامية قد حذر مرارا وتكرارا من مؤامرات الأعداء، فسماحته بعميق حكمته ودرايته، قد أكد قبل اسابيع علي ضرورة احياء مراسم اربعينية الحسين(ع). فلا شك في أن يكون لإحياء مراسم اربعينية الإمام الحسين تاثيرا كبيرا علي افشال مؤامرات الأعداء ليعود الأمن والاستقرار إلي العراق وليرد الأعداء خائبين خاسرين.