qodsna.ir qodsna.ir

ماذا يخبي العراق لإسرائيل
في الأيام القادمة؟

سعيد رضا دلشكيب

وكالة القدس للانباء(قدسنا) قال رئيس وزراء العراق الأسبق، نوري المالكي، إن العراق سيرد بالقوة في حال ثبت ضلوع إسرائيل بعمليات قصف مواقع عسكرية في أراضيه.

 

وذكر المالكي، في بيان "إن استمرت إسرائيل باستهداف العراق فسيكون العراق ساحة صراع تشترك فيه أكثر من دولة ومنها إيران"، مضيفا "العراق سيرد بالقوة في حال ثبت ضلوع إسرائيل بعمليات القصف".

 

وأضاف أن "أمن المنطقة الإقليمية التي يشكل العراق محورا أساسيا فيه هو أمن مشترك وحمايته مسؤولية دوله كافة، وإن ثبت استهداف إسرائيل لسيادة العراق فإنها تعرض أمن المنطقة إلى خطر وستخلط الأوراق".

 

وتعرضت أربع مخازن يستخدمها الحشد الشعبي، إلى انفجارات غامضة خلال شهري يوليو/ تموز الماضي، وأغسطس/ آب الجاري.

 

وكان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، قد اتهم القوات الأمريكية الأربعاء الماضي بأنها "المسؤول الأول والأخير" عن الهجمات التي جرت "عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة".

 

وقال مسؤولان أمريكيان إن إسرائيل شنت أخيرا سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في العراق.

 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن المسؤولين اللذين فضلا عدم كشف هويتهما، أن إسرائيل نفذت "عدة ضربات في الأيام الأخيرة على مخازن ذخيرة لجماعات مدعومة من إيران في العراق".

 

وشهد الشهر المنصرم سلسلة من الانفجارات في العراق في معسكرات تدريب ومستودعات أسلحة استخدمتها قوات "الحشد الشعبي" شبه العسكرية.

 

وأشار تقرير للحكومة العراقية تمكنت وكالة "أسوشيتد برس" من الحصول عليه، يوم الأربعاء، أن انفجارا ضخما وقع في مستودع ذخيرة تديره قوات الحشد بالقرب من بغداد في الأسبوع الماضي نجم عن ضربة جوية بواسطة طائرة مسيرة.

 

ولخص التقرير استنتاجات لجنة تقصي حقائق شكلتها الحكومة للتحقيق في الانفجار الذي وقع في 12 أغسطس/آب في قاعدة "الصقر" العسكرية.

 

وقال التقرير إن الانفجار نجم عن غارة جوية بطائرة مسيرة وتسبب باندلاع حريق هائل، واستبعد تقديرات سابقة بأن يكون الانفجار ناجما عن قصر كهربائي أو تخزين خاطئ للأسلحة سمح بارتفاع درجة حرارتها بشكل مفرط في الصيف الحار.

 

فاذا ثبت ضلوع اسرائيل بالقصف ضد العراق تكون اسرائيل قد قامت بقصف الأراضي العراقي لأول مرة بعد القصف الذي قامت به المقاتلات الاسرائيلية للعراق عام 1981م.

 

وفي يوم 7 حزيران عام 1981 قام سرب من المقاتلات الحربية الإسرائيلية  باستهداف مفاعل تموز العراقية.

 

إن ما يميز القصف الذي قامت به اسرائيل للعراق عام 1981م وما قامت به قبل ايام(إن ثبت ضلوعها بذلك) هو مكانة العراق الحالية. إن العراق وبعد تخطيه مرحلة طويلة من الاحتلال(من قبل القوات الامريكية والمنظمات الارهابية) استطاع أن يحرر اراضيه من القوات الاجنبية وذلك ببعد صدور فتوي من المرجعية هناك، الأمر الذي جعل العراق في مكانة مكنت هذا البلد العربي من التصدي لأي تهديد. بالعراق لديه قوات تعبئة شعبية تقاتل إلي جانب قوات الجيش، وهذا ما يجعل العراق عصيا علي الأعداء.

 

ومهما يكن فان الاحتلال الإسرائيلي يعرف جيدا بأن الحشد الشعبي لديه قدرات كبيرة، تمكنه من الرد علي أي عدوان صهيوني، حتي تلك الاعتداءات التي تتم بصورة سرية كما كذلك الذي قامت به اسرائيل 1981م، فلو قامت بذلك فعليها ان تنتظر الرد من الحشد الشعبي وحلفائه الاقليميين.

 

وختاما يمكن القول إن الكيان الصهيوني يقوم بخطوات لجر العراق إلي دائرة الصراع، بهدف اضعاف محور المقاومة، لكن نتائج هذه الاعتداءات ستكون سلبية لاسرائيل، لأنها تكون ستري نفسها امام مساحة واسعة تضم كل من لبنان، وفلسطين وسورية وايران، تواجه خطواتها وسياساتها التوسعية. لاشك ان هذا الجبهة تختلف عن تلك التي واجهتها اسرائيل في خمسينينات وستينيات القرن الماضي، والأيام ستثبت ذلك.