qodsna.ir qodsna.ir
جهنم ستُفتح على العدو الإسرائيلي وعملائه..

دبلوماسي إيراني يكشف: تشكيل جبهة عسكرية موحدة ممتدة من طهران إلى غزة لمواجهة أي عدوان

كشف الدبلوماسي الإيراني أمير الموسوي النقاب عن حسم "محور المقاومة" استراتيجية تشكيل جبهة عسكرية موحدة ممتدة من طهران مروراً في العراق وسوريا ولبنان فلسطين (قطاع غزة) تتحرك ميدانيا في أي حربٍ أو مواجهة شاملة محتملة، مشدداً على أنَّ "الجبهة الموحدة" أكثر ما يرعب الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وأذنابهم في المنطقة.

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كشف الدبلوماسي الإيراني أمير الموسوي النقاب عن حسم "محور المقاومة" استراتيجية تشكيل جبهة عسكرية موحدة ممتدة من طهران مروراً في العراق وسوريا ولبنان فلسطين (قطاع غزة) تتحرك ميدانيا في أي حربٍ أو مواجهة شاملة محتملة، مشدداً على أنَّ "الجبهة الموحدة" أكثر ما يرعب الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وأذنابهم في المنطقة.

 

وأوضح الدبلوماسي الموسوي في حوار مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنَّ فكرة الجبهة الممتدة الموحدة حُسِمَتْ، قائلاً "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حسم الأمر في العديد من التصريحات، وكذلك المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة كان آخرها تشديد حركة حماس في رسالتها التي بعثها إسماعيل هنية للإمام علي خامنئي عبر وفد الحركة الذي زار طهران مؤخراً"، مضيفاً "الأمور شُكلت ورُكبت ومحور المقاومة أصبح مستعداً ورهن الإشارة لتأديب الأمريكان والإسرائيليين وعملائهم في المنطقة، مشدداً على أن "إسرائيل" ستجد نفسها أمام جبهة ممتدة، ونقولها بالفم الملآن "إن جهنم ستفتح على الكيان".

 

وتابع الدبلوماسي ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية: لا أحد يستطيع الوقوف في وجه محور المقاومة، لأن الأوراق التي يمتلكها المحور موجعة وموجعة جداً، خاصة أن الإسرائيليين والأمريكان وعملائهم في المنطقة سيُحصرون أمام جبهة ممتدة وموحدة وصلبة".

 

حرب أم سلام

 

ورأى موسوي أنَّه لا أحد باستطاعته تحمل أعباء حرب تكون إيران طرفاً فيها، إذ أن المخاطر والتكلفة والتحديات تكون عالية، مشيراً إلى أن أمريكا وأوروبا ولاسيما بريطانيا غير مهيئين لأي حرب مع إيران، كما أن الولايات المتحدة تخشى من استهداف مصالحها وضرب اذنابها في المنطقة، خاصة أن الجميع يدرك أن التحرش بإيران "ليس سهلاً"، وانَّ جميع الجهات المعادية ومن بينها "إسرائيل" يدركون تماماً أن إيران ترفض وتجابه أي تحرش يمكن أن يؤثر عليها، وأكبر دليل ما حصل في مضيق هرمز والخليج الفارسي في الأيام القليلة الماضية التي تخللها اسقاط الطائرة الامريكية، والسيطرة على ناقلة النفط البريطانية.

 

وتوقع الموسوي أن ترد الجمهورية الإيرانية ردود قوية وقاسية في أي عدوان عليها، مشيراً إلى أن ما حصل في مضيق هرمز يحسن من شروط التفاوض للجميع.

 

واستبعد الموسوي اندلاع حرب مع طهران للأسباب التي ارودها، مشيراً إلى ان المشهد أقرب إلى التفاوض منه إلى المواجهة، مشيراً إلى أن المشهد الحالي وإن كان يتجه نحو التفاوض إلى أن الجمهورية "مستعدة وجاهزة" في نفس الوقت لأي تصعيد محتمل أو مواجهة محتملة.

 

رسالة هنية للإمام خامنئي

 

ويعتقد الموسوي أن زيارة حماس الأخيرة إلى طهران تأتي في سياق إعادة ترتيب أوراق المحور، وجعل القضية الفلسطينية محور أساسي في المنطقة، ويهدف لتنسيق المواقف على جميع المستويات.

 

وبين الموسوي أن لقاء حماس مع القيادة الإيرانية ركَّز على تركيز جهود إنعاش وتحسين الظروف في فلسطين المحتلة سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني، إضافة إلى التنسيق في بعض القضايا الداخلية والخارجية، موضحاً أن وحدة قوى المقاومة فيما يتعلق بالوقوف ضد قانون العمل اللبناني يدلل على وجود تنسيق عالي المستوى على جميع المستويات.

 

ويرى الموسوي أن زيارة حركة حماس ناجحة بكل تفاصيلها وملفاتها، لاسيما وأن الوفد نقل ثلاث نقاط استراتيجية وكبيرة من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى قائد الثورة الإسلامية مؤكداً فيها على أن حماس مستعدة لأي مواجهة مع الكيان الصهيوني حال اندلعت حرب بين إيران والكيان والولايات المتحدة الامريكية.

 

ويرى الموسوي "أن هناك تكتيكات جديدة ومهمة ستحصل على الأرض وجميعها لصالح محور المقاومة والشعب الفلسطيني خاصة مع وجود توجه خلف الكواليس لإعادة الوحدة الفلسطينية خاصة بعد تغيرات مهمة في المشهد الفلسطيني.

 

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لإعادة حركة حماس إلى الدولة السورية، يرى الدبلوماسي الموسوي أن المرحلة الأولى بدأت لإعادة حركة حماس إلى الدولة السورية بجهود تبذل من قبل إيران مع مسؤولين في الدولة السورية وقيادات من حركة حماس.

 

ولفت إلى ان الأمل موجود لعودة حركة حماس إلى سوريا لكن الأمور بحاجة إلى بعض الوقت، والمهم أن خطوات إعادة تقوية المحور بدأت فعلياً وهناك جهود تبذل في هذا الصدد، مؤكداً أن الهدف الأكبر اليوم هو القضية الفلسطينية والقدس وانهاء معاناة أهلنا في فلسطين وفي سوريا، الامر الذي يتطلب صهر جميع الخلافات وتنحيتها جانباً.

 

فشل امريكي ذريع

 

وعن العقوبات المفروضة على إيران، أوضح أن العقوبات الأمريكية على طهران فشلت في تحقيق أهدافها الخبيثة، إذ أنَّ كان الهدف تأليب الجبهة الداخلية ضد صناع القرار في طهران، مشيراً إلى أنَّ ذلك لم يحصل إطلاقاً؛ فعلى الرغم من العقوبات إلا أن الجبهة الداخلية لم تشهد إي اهتزازات بل تميزت بقوتها وتماسكها في مواجهة العدوان.

 

وبين الموسوي بأنَّ رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب أيقن بشكل قاطع أن العقوبات على طهران لا طائل منها، لذلك أخذ قراراً بالتفاوض مع الجمهورية الإسلامية بعد أن شاهد الاستقرار والتماسك الإيراني.

 

وقال: ترامب والدول المعادية كانوا يتصورون أنَّ العقوبات ستكون خانقة ومدمرة، وان الشعب الإيراني يمكن أن يتململ، لكن الجبهة الداخلية ظهرت مستقرة تماماً لأسبابٍ عديدة.

 

ترامب والنزول عن الشجرة

 

وأوضح الموسوي أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية صعبة من جميع النواحي ولا يمكن مواجهتها بسهولة من خلال العقوبات وما إلى ذلك، لاسيما أن لديها اكتفاء ذاتي من الغذاء، والدواء، والكهرباء، والسلاح، ولازالت تستطيع تصدير النفط والغاز، ولديها عملات صعبة تدخل إيران مثل (اليورو والدولار) مشيراً إلى أن يمكن أن تؤثر على الأوضاع في الايران لكن في المحصلة لن تؤثر على مفاصل الحياة.

 

وأضاف: ليس أمام الأمريكان واذنابهم العملاء في المنطقة سوى النزول عن الشجرة وفتح حوار مع إيران، لقد إيران صمدت في مواجهة العقوبات، لاسيما أنَّ الحصار ليس جديداً على طهران التي تتعرض منذ 40 عاماً لأشد أنواع الحصار والعقوبات دون أن تؤثر عليها بالشكل الذي يرجوه الأعداء.

 

وعن رؤية إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة التي ترسل بعض الإشارات من خلال الوسيط العماني والفرنسي والسويدي والقطري والعراقي، أوضح أن الولايات المتحدة تريد الاتصال مع الإيرانيين والجلوس معهم لأخذ الصور التذكارية ودون مقابل وهو ما ترفضه إيران بالمطلق.

 

وأوضح أنَّ الجمهورية الإيرانية طالبت بشكل واضح وصريح الإدارة الامريكية بخطوات لإعادة الثقة التي فقدت على إثر انسحاب ترامب دون أي مسوغ قانوني من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015.

 

وساطات وشروط إيرانية

 

وأشار الموسوي إلى أن إيران ستطلب ضمانات حقيقة في أي مفاوضات مقبلة أو اتفاق جديد، مثل ضمانات من المجلس القومي الأمريكي، والكونغرس الأمريكي، حتى لا يكون الاتفاقات والمعاهدات عرضة للتلاعب من أي رئيس امريكي أو أن تكون رهينة أهوائه الشخصية.

 

وكشف النقاب عن توالي الرسائل والوفود والوساطات لطهران لتسوية الملف الإيراني، كان آخرها جهود فرنسية، وسويدية، وقطرية، وعُمانية، وقطرية، وعراقية، لافتاً إلى ان الجميع يسع للحل وكلها رسائل تشير إلى رغبة الولايات المتحدة بالتفاوض، مشيراً إلى أن طهران لا تعير الإشارات الامريكية او المبادرات أي اهتمام إلا بوجود ضمانات حقيقة، مع عدم المساس بالحقوق والثوابت الإيرانية مثل عدم المساس بتحالفاتها الاستراتيجية في المنطقة، أو الحديث في قدراتها وتطويرها الصاروخي.

 

اجتماع فيينا

 

وعن اجتماع فيينا الذي يعقد اليوم الأحد بشأن بحث الاتفاق النووي الإيراني، قال: الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني -عدا الولايات المتحدة- ترغب بالتمسك بالاتفاق، لانهم يعرفون جيداً أن الاتفاق جيد ويمكن البناء عليه، ويعرفون جيداً ماذا سيحصل حال انهار الاتفاق؟!.

 

وتوقع الدبلوماسي الموسوي أن تدرس الدول المجتمعة المقترح الإيراني المتمثل "إذا ألغت أميركا العقوبات التي فرضتها على طهران، وأوقفت حربها الاقتصادية التي تشنها ضد الجمهورية بإمكانها المشاركة في محادثات أعضاء الاتفاق النووي المتبقين 4+1 لا أن تجلس كعضو جديد (5 + 1) مشيراً إلى ان المقترح حل وسط بين طهران وواشنطن، مشيراً إلى أن طهران ملتزمة بالاتفاق على قدر المستوى الذي تلتزم به اوروبا، وبنفس مستوى تنفيذهم لتعهداتهم في الاتفاق".

 

الحلف الدولي لحماية "هرمز"

 

وردًا على الدعوات الأمريكية البريطانية لتشكيل حلف دولي لحماية مضيق هرمز، بيَّن موسوي أن الجمهورية الإيرانية ترفض التركيبات الدخيلة على المنطقة، مشيرًا إلى أن "الأوربيين غير متفقين مع بريطانيا في هذه النقطة، وهناك شروط على ما يبدو من بعض الدول الأوربية تقتضي عدم المشاركة المالية في الحلف، وعدم المواجهة مع إيران".

 

ونوَّه إلى أن الدول الأوروبية غير راضيةٍ على سياسة بريطانيا التصعيدية تجاه إيران، والتي تتماشى مع السياسة الأمريكية "إن لم نقل إنها تنفذ تعليمات الولايات المتحدة في المنطقة"، مضيفًا أن "الوضع الاقتصادي في أوروبا وبريطانيا كذلك لا يسمح لأي تصعيد على مستوى مضيق هرمز، والخطوة تأتي في سياق التغطية على الفشل والعجز في مواجهة التحدي الإيراني لهم".

 

وفود سعودية واماراتية في طهران

 

أما عن إمكانية تشكيل حلف يضم إيران والسعودية والإمارات، أكد الموسوي أن التحالف ليس وارداً، لكن إيران لديها مقترح لإيجاد تآلف عسكري وأمني في المنطقة في حال التفاهم مع الإمارات والسعودية، لافتًا إلى أنه في حال حصل تفاهم مع الامارات والسعودية سيضاف ذلك الى التفاهمات التي تجري الآن بين إيران والدول الأخرى في المنطقة كالكويت وقطر والعراق وسلطنة عمان.

 

وقال موسوي: "مبادرة السعودية والإمارات إلى الدخول في تحالف أمني وعسكري يحتاج إلى بعض الوقت، ونتمنى أن نصل إلى تلك النقطة، فالجمهورية تحاول وتسَّرِعُ من أجل الوصول إلى تلك الصورة بما يخدم أمن المنقطة واستقلال الشعوب".

 

وأكد أن الجمهورية الإسلامية ترحب بأي خطوة تساعد على تهدئة الأوضاع في المنطقة وسحب فتيل التوتر، ووقف إراقة الدماء في اليمن، وإيجاد منظومة في المنطقة يستغني فيها الجميع عن الوجود الأمريكي، الذي لا يجلب سوى المشاكل والتعقيدات المالية والعسكرية والسياسية في المنطقة.

 

وقف حرب اليمن

 

وأوضح أن الاتصالات بين إيران وبعض الدول في المنطقة لا سيما العراق والكويت وقطر وسلطنة عمان بدأت منذ فترة، وانضمت الإمارات والسعودية مؤخرًا.

 

وأضاف: "الإمارات تحاول منذ فترة إرسال وفود إلى طهران للتفاوض والتفاهم وإيجاد حل للخروج من اليمن، ولإيجاد حلٍ مع الجمهورية الإيرانية خاصة بعد تفجيرات الفجيرة وإسقاط الطائرة الأمريكية، فقد تأكد الإماراتيون السعوديون أنهم غير محمين من قبل أمريكا، وغير قادرين على المواجهة، فأمريكا بوجودها العسكري في المنطقة زادت من فواتيرها على السعودية والإمارات ليدفعوا فقط".

 

سوريا وضربات الاحتلال

 

وعن التغول الإسرائيلي على سوريا وتوالي الضربات، قال "إن الضربات الإسرائيلية على سوريا هي في حقيقتها ضربات غير مؤثرة في المفهوم العسكري، إذ أنَّ ما يتم استهدافه عبارة عن صحاري أو نقاط فارغة أو مخازن هامشية"، مشيراً إلى أنَّ الهدف الرئيسي من وراء الضربات التي تتعرض لها سوريا خلط الأوراق في المنطقة، ومساعدة بعض الجماعات الإرهابية بطريقة أو بأخرى، واستفزاز محور المقاومة ودفعه للحرب.

 

وشدد على أنَّ محور المقاومة متنبه ومتيقظ للمحاولات الإسرائيلية خلط الأوراق، مبيناً أن محور المقاومة لا يستفز بتلك الطريقة ولا يتم جلبه لأي حرب على مزاج العدو.

 

وذكر أن الدولة السورية لديها أولويات ولا تزال تواجه المجاميع الإرهابية، ولا تزال ادلب ومناطق شرق الفرات محتلة، أي أن خاصرة سوريا لازالت ضعيفة بسبب الإرهاب سواء المحلي أو الدولي.

 

وأكد أن محور المقاومة لديه تكتيك وخطط مستقبلية غير أنه لا يريد أن يتحرك فيها في الوقت الذي يريده العدو، مشيراً إلى انّه -حتى اللحظة- الاوضاع لم تصل إلى حد المواجهة الشاملة، متوقعاً أن ترد سوريا إذا ما تم استهدافها مجدداً.

 

وذكر أنَّ الضربات التي تعرضت لها سوريا لم تستهدف أي تواجد إيراني إلا في مرتين وكان رد إيراني على قدر المستوى عندما ردت في قلب الجولان بشكل سريع وآني، مشيراً إلى ان الميدان والقيادة السورية هما من يحددان الرد، معتقداً أن سوريا لن تصمت طويلا على العدوان الإسرائيلي.

 

 

 

شيطنة إيران وتناسى "إسرائيل"

 

أكد الموسوي، أن فكرة العدو البديل الذي حاولت كل من أمريكا وإسرائيل خلقه بين الشعوب العربية فشل فشلاً ذريعاً، خاصة بعد صحوة الشعوب العربية والإسلامية لمخاطر السياسات الأمريكية وما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

 

وأوضح الموسوي أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين فشلا في تحقيق أهداف الاحتلال، ولم يتحقق للاحتلال سوى موقف بعض حكام "البحرين والسعودية" المطبعين والمتآمرين على القضية الفلسطينية.

 

وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية أكثر وعياً بعد الانحراف الذي حصل في السعودية وتآمرها على الشعوب العربية في ليبيا واليمن وسوريا والعراق والقضية الفلسطينية بهذه الوقاحة وهذه العلانية.

 

ولفت إلى أن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن سواء في رام الله أو غزة والخارج جعل الشعوب أكثر وعياً لما يدور حولهم من مكائد، قائلاً: "قد تكون بعض المكائد قد نجحت في الماضي لكن الأمور اليوم اختلفت وانقلبت خاصة مع انكشاف سياسة دونالد ترامب سواء نقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو سرقة الجولان، أو تماهي بعض الأنظمة العربية مع توجهات وسياسات ترامب".