qodsna.ir qodsna.ir

ابومازن وخطوة التقارب
للمقاومة

مصيب نعيمي

 

أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن)، الخميس الماضي، أن القيادة الفلسطينية قررت وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وتشكيل لجنة لتنفيذ ذلك، عملا بقرار المجلس المركزي.

 

وقال أبومازن، عقب اجتماع للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله: "لن نرضخ للإملاءات وفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة الغاشمة وتحديدا بالقدس، وكل ما تقوم به دولة الاحتلال غير شرعي وباطل".

 

خطوة رئيس السلطة الفلسطينية لاقت ترحيبا فلسطينيا واسعا حيث اعتبرت فصائل المقاومة قرار السلطة وقف الاتفاقيات مع "إسرائيل" خطوة في الاتجاه الصحيح.

 

 وحول هذا الموضوع، أجرت وكالة القدس للانباء(قدسنا) حوارا مع الكاتب والخبير في الشؤون السياسية، رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية، مصيب نعيمي، واستفسرته عن أسباب الاعلان عن هذا القرار وتداعياته وايضا هل تقوم السلطة باتخاذ إجراءات عملية لتنفيذه.

 

رئيس تحرير صحيفة الوفاق الإيرانية يري بأن قرار عباس جاء متأخرا عن اوانه لكنه خطوة صحيحة وإيجابية تساهم في التقارب بين فلسطين ومحورالمقاومة.

 

وأضاف نعيمي: بعد التوقيع عن اتفاقية اوسلو حاول الصهاينة العمل من أجل الحصول علي كل ما يوفر مصالح الكيان الصهيوني علي حساب الفلسطينيين، وخلال ذلك كان الصهاينة يوظفون قسما من الفلسطيين-أي قادة السلطة الفلسطينية- كأدوات لتمرير مخططاتهم.

 

وتابع: ان الصهاينة نجحوا في تمرير بعض مخططاتهم عبر السلطة الفلسطينية، علي سبيل المثال قامت السطلة باتخاذ خطوات لمواجهة وإفشال كل محاولة ضد القوات الصهيونية، وبذلك بث روح الياس في نفوس الفلسطيين من خلال التأكيد علي عدم نجاعة خيار المقاومة وبالتالي احدثت شرخا في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني.

 

وعن اتخاذ قرار وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني في الفترة الراهنة قال نعيمي: إن السلطة الفلسطينية التي تعاونت طيلة عدة سنوات مع الاحتلال الإسرائيلي توصلت الآن إلي نتيجة أكدت لها بأن إسرائيل لاتكتفي بالقليل كما انها لا تلتزم بتعهداتها ولا الاتفاقيات الموقعة، إضافة إلي استمرار انتهاكاتها ومارساتها العدوانية بحق ابناء الشعب الفلسطينية.

 

 

 وعن الخطوة الثانية التي لابد للسلطة الفلسطينية ورئيسها القيام بها، قال المحلل والخبير في الشؤون السياسية، اولا يجب ان نقول بان قرار وقف الاتفاقيات مع "إسرائيل" خطوة في الاتجاه الصحيح، وهذا ما أكدته فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، لكن المطلوب حاليا اتخاذ إجراءات عملية لتنفيذه تترجم قرار محمود عباس على أرض الواقع.

 

 وختم نعيمي بالقول: إن الشعب الفلسطيني يعي جيدا بأن الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله استعادة حقوقه وارضه هو المقاومة المكثفة ضد الصهاينة ومن يتعاون معهم، فأي قائد فلسطيني، وأي حركة أو سلطة فلسطينية تريد تحقيق مطالب الشعب لابد لها من التسمك والسير في المسار الذي يحدده الشعب نفسه، ويبدو ان السلطة اللفلسطينية برئاسة محمود عباس توصلت إلي هذه النتيجة وأخذت قرار التخلي عن اسرائيل والعودة إلي احضان الشعب، فقرار السلطة مهم وإيجابي وإن جاء متأخراً.