qodsna.ir qodsna.ir

إختبار لمدي فاعلية
المؤسسات الحقوقية

محمد صالح حسيني تبار

وكالة القدس للانباء(قدسنا) محمد صالح حسيني تبار:  إن الدفاع عن المظلومين والمضطهدين هو حق طبيعي لكل شخص يمكنه مارسته لأن الشخص يقوم به بدوافع إنسانية لاللوصول إلي أهداف ومآرب شخصية بل قياما بالواجب الإنساني، لذلك فان كافة الدول والمؤسسات الحقوقية والقانونية تؤكد علي أن الدفاع عن المظلوم في كافة بقاع العالم لايعني التدخل في الشؤون الداخلية للدول. هذه القاعدة الثمينة تؤكد مسؤولية الجتمعات الإنسانية تجاه بعضها البعض.

 

في عام 2014 اقتحمت قوات من الجيش النيجيري المسيرات السلمية ليوم القدس العالمي في مدينة زاريا الشمالية مما ادى الى استشهاد 34 شخصاً بينهم ثلاثة من أبناء الشيخ الزكزاكي..

 

 هذه الحادثة لم تكن نهاية المأساة ففي عام 2015 شنت قوة من الجيش النيجيري هجوماً على حسينية بقية الله (عج) في مدينة زاريا لإعتقال الشيخ ما أدي إلي اصطدامات بين الجيش وانصار الشيخ أمام بيته والتيانتهت بإعتقال الشيخ الزكزاكي مصاباً بالرصاص.

 

إن اعتقال الشيخ ابراهيم الزكزاكي أثار موجة كبيرة من الإستنكار في العالم الإسلامي للمطالبة بالإفراج عن شخصية دينية لم تساهم في نشر العنف والكراهية وانما قام بنشر الإسلام الاصيل الذي يرفض كل أشكال الإرهاب بإسم الدين لكن الحكومة النيجيرية مازالت تصر على بقاء الشيخ قيد الإعتقال رغم خطورة حالته الصحية.

 

بعد انتشار الإسلام في القارة الافريقية وبتبع ذلك اهتمام المجتمعات الأفريقية بالقضية الفلسطينية وقضية احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الصهاينة وايضا الدفاع عن قضية الدقس بوصفها قضية اسلامية يستوجب الدفاع عنها؛ شعرت إسرائيل بخطر مضاعف من الاهتمام المتزايد بقضية القدس واحتلاله، مما دفع الصهاينة إلي تعزيز العلاقات مع الأنظمة الأفريقية بغية مواجهة الحركات الإسلامية التي بدأت تتعز مكانتها في تلك الدول.

 

إلي جانب ذلك، بما ان غالبية الحكومات الافريقية تشكلت بعد انقلابات أو عن طريق اعمال العنف ومارسة القوة ضد الشعوب، أخذت تلك الحكومات تشعر بالخطر من صعود دور تلك الحركات في المجتمعات وتعزيز قاعدتها الشعبية، ما دفع الصهاينة لاستغال الفرصة للتحريض ضد تلك الحركات التحررية. إن اسرائيل وبسبب الخبرة العسكرية والاستخبارية التي اكسبتها من خلال الظلم والقمع الممارس ضد الشعب الفلسطيني طيلة سبعة عقود؛ استطاعت أن تحيك مؤامرات تؤثر من خلالها علي الأجهزة الاستخبارية والعسكرية للدول الأفريقية وبالتالي دفعها لمارسة اجراءات قمعية ضد الحركات الشعبية التحررية.

 

اما عن نيجيريا فيمكن القول إن الشعب النيجيزي وفية السنوات الدخيرة اظهر اهتماما كبيرا بالقضايا الإسلامية وعلي رأسها القضية الفلسطينية بحيث تشهد العديد من المدن النيجيرية احياء مسيرات يوم القدس العالمي، الأمر الذي زاد من الاهتمام بقضية فلسطينية من قبل المجتمعات في القارة السمراء. إن اسرائيل تنبهت مبكرا للخطر الموجه لها من جانب هذه المجتمعات لذلك دفعت السلطات في تلك البلدان ومنها نيجيريا إلي قمع كل حركة وفعالية تتطالب بحقوق الشعب الفلسطيني وترفع شعارا يناهض السياسات الإسرائيلية.

 

ويري العديد من الخبراء والمراقبين لأن طريقة تعامل القوات النيجرية مع انصار الحركة الإسلامية هناك يدل علي أن هذه القوات تم تدريبها من قبل جهات صهيونية، كما أن هناك قوة صهيونية تشرف علي الاجراءات التعسفية التي يقوم بها الجيش النيجيري.

 

فما تم ذكره إلي جانب ادلة أخري تؤكد بأن اسرائيلية تقف وراء عمق الحركة الإسلامية في نيجيريا واحتجاز زعيمها الشيخ ابراهيم الزكزاكي، كما أنها(أي اسرائيل) تشرف الآن علي كافة الاجراءات والخطوات التي تتخذ ضد المسرات السلمية التي تطالب بالافراج عن الشيخ ابراهيم الزكزاكي.
 

وعليه يمكن القول إن استمرار احتجاز زعيم الحركة الإسلمية في نيجيريا، الشيخ ابراهيم الزكزاكي، يطرح العديد من الأسئلة حول أسباب عدم تحرك المنظمات الحقوقية الدولية الإسلامية لإتخاذ أي خطوات تؤدي إلي مواجهة الممارسات التعسفية التي يتعرض لها الشيخ وبالتالي إطلاق سراحه.

 

 فالمتوقع حاليا أن تقوم الدول والمؤسسات الحقوقية والقانونية خاصة الإسلامية منها؛ بواجباتها تجاه قضية اعتقال الشيخ زكزاكي، وان تمارش الضغط علي الحكومة النيجيرية التي مازالت تصر على بقاء الشيخ قيد الإعتقال رغم خطورة حالته الصحية واصدار حكم من المحكمة النيجيرية العليا عام 2016 يقضي بإطلاق سراحه فورا.

 

وختاماً نقول إن صمت المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعدم قيامها بالواجب تجاه هذه الجريمة بحق الشيخ زكزاكي ستترب عليه نتائج غير محمودة، وربما سيؤدي هذا الصمت إلي حصول جريمة جديدة كتلك الجريمة التي ارتكبت بحق الشيخ نمر باقر النمر في السعودية، أو سيحصل له كما حصل للشيخ عيسي قاسم حيث تم إبعاده من البحرين.