السبت 11 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

إيران لا تُفاوِض
ولن تُهزَم

صالح محروس محمد

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) في ظلّ التوتّرات في منطقة الخليج(الفارسي) والتي تزداد يوماً بعد يوم وآخرها ما نُشِر عن إسقاط إيران "طائرة تجسّس أميركية مُسيَّرة". نطرح في هذه المقالة ما يفيد أن إيران لن تستسلم ولن تُهزَم من خلال مواقف تاريخية؟ لماذا لم توجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى إيران؟ وهل هي قادرة  على ذلك؟ نوضح عشرة أسباب تمنع توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران؟ هل  تقبل إيران المفاوضات مع الولايات المتحدة؟.

 

أفاد التلفزيون الإيراني الخميس الماضي أن الدفاع الجوّي للحرس الثوري أسقط طائرة مُسيَّرة أميركية اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية. فيما نفى الجيش الأميركي أن تكون إحدى طائراته المُسيَّرة قد حلّقت في السماء الإيرانية. ذكر التلفزيون الإيراني أن الحرس الثوري الإيراني أسقط الخميس "طائرة تجسّس أميركية مُسيَّرة"، اخترقت المجال الجوي للجمهورية الإسلامية. وأضاف أن هذه الطائرة من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأميركية نوثروب غرونمان)، "تمّ إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوّة الجوفضائية للحرس الثوري" في محافظة هرزمكان جنوب إيران، إلا أن التلفزيون الرسمي لم يعرض أية صوَر للطائرة.

 

المُتابِع للسياسة الإيرانية في السنوات الماضية يوضح أن إيران لن تستسلم بعد أن ناصبها العداء بعد الثورة الإيرانية 1979م ويتضّح ذلك من عدّة مواقف نذكر منها (أزمة رهائن إيران) هي أزمة دبلوماسية حدثت بين إيران والولايات المتحدة عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأميركية فيها دعماً للثورة الإيرانية واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوماً من 4 نوفمبر 1979 حتى 20 يناير 1981. وكذلك دعمت حزب الله في حرب تموز أو حرب لبنان الثانية 2006" هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز 2006 بين قوات من حزب الله اللبناني وقوات الجيش الإسرائيلي والتي استمرت حتى 14 أغسطس. التي يقول عنها السيّد حسن نصر الله ولا ينكر مساعدة إيران له بالمال والسلاح لمواجهة إسرائيل . ولا تتوقّف إيران  عن دعم المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس باعتراف الفلسطينيين أنفسهم. بدأ التحوّل في العلاقة بين إيران من الصداقة إلى العداء بعد نجاح الثورة الإيرانية 1979 وإن كانت السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خدمت إيران من دون قصد (القضاء على صدّام حسين العدو اللدود للإيرانيين. وكذلك حركة طالبان في أفغانستان).

 

في ظل ما تقوم به أميركا من محاصرة إيران عسكرياً واقتصادياً لتتخلى عن سياساتها الطموحة النووية وقدرتها الصاروخية ولتتخلّى عن دعم حماس ودعم حزب الله اللبناني اتجهت الولايات المتحدة إلى إقامة القواعد العسكرية التي  تحيط بإيران، هل من الممكن أن تقضي  الولايات المتحدة - بما تمتلك من أسلحة نووية وغير نووية - على إيران؟ وهل ستوجّه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران؟ الواقع يقول إن ذلك لم يحدث لهذه الأسباب العشرة:

 

    الرأي العام الشعبي الأميركي لا يوجد فيه إجماع على توجيه ضربة عسكرية لإيران، ويتضّح ذلك من استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأميركية.

    هناك دول تعارض ضرب الولايات الولايات المتحدة لإيران (الصين – روسيا – الهند – الاتحاد الأوربي).

    قد تخترق أجواء أربع دول عربية لإيران نفوذ بها (لبنان – سوريا – العراق – اليمن) ما يهدّد أمن إسرائيل الذي هو في مقدّمة أولويات السياسة الأميركية.

    توضع الولايات المتحدة في الحسبان القدرة الصاروخية الإيرانية وصدّ ومواجهة أية طائرات أو صواريخ تطلق عليها وأن هزيمة الولايات المتحدة قد تكون بداية انكسارها وتراجع قوّتها.

    اشتعال الحرب في ثماني دول في الشرق الأوسط ، الدول الداعمة لضرب إيران (السعودية – إسرائيل – البحرين – الإمارات) والحليفة للولايات المتحدة الأميركية والدول المؤيّدة لإيران (العراق – اليمن – لبنان – سوريا).

    توقّف صادرات النفط العربية وتعطّل حركة السفن في الخليج(الفارسي) ما يؤثّر على الاقتصاد الدولي.

    تأثّر التجارة الدولية كون المنطقة الخليجية ومنطقة المحيط الهندي في مُلتقى طرق التجارة الدولية .

    من الممكن انتقال الصراع إلى شرق أفريقيا بين الفريقين في الصومال وجيبوتى حيث مناطق النفوذ الأميركية والإيرانية وحلفاء كلاهما.

    توقّف الملاحة في البحر البحر الأحمر وقناة السويس والبحر المتوسّط ما يُحدِث شللاً عاماً في طُرق التجارة الدولية .

    تدهور الاقتصاد عالمياً واحتمالية قيام حرب عالمية ثالثة تقضي على الأخضر واليابس لأنه قد  يُستخدَم فيها السلاح النووي.

 

هل تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة؟ الواضح أن إيران لن تتفاوض وهي تحت الحصار الإقتصادي والعسكري الأميركي حيث ترى رفع الحصار والعقوبات الأميركية عنها لبدء التفاوض. ما المكاسب الأميركية من وراء ذلك؟ تسعى الولايات المتحدة إلى تدويل مضيق هرمز عن طريق مجلس الأمن لكن ذلك ستعارضه الصين وروسيا. ظهرت مكاسب الولايات المتحدة من استعراض قوّتها العسكرية في العالم، وتحقّق المزيد من ابتزاز بعض دول الخليج بحجّة الحماية من إيران. ولعلّ يفيق العرب وإيران ويعلمون أن عدوّهم الحقيقي واحد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ما قد يدفعهم نحو مصالحة مستقبلية تقودها سلطنة عُمان والعراق.

 

 




محتوى ذات صلة

قائد الثورة الإسلامية: قوى الاستكبار لا تروق لها قدرة ومكانة ايران في العالم

قائد الثورة الإسلامية: قوى الاستكبار لا تروق لها قدرة ومكانة ايران في العالم

اعتبر قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، أن جزءاً مهماً من مكانة إيران العالمية يعود إلى التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته وقال: يجب علينا إثراء البلاد علمياً من خلال الحفاظ على هذه المكانة، رغم أن قوى الاستكبار لا تروق لها هذه القدرة والمكانة لإيران.

|

وزيرا خارجية إيران ومصر يبحثان آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية

وزيرا خارجية إيران ومصر يبحثان آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية

استعرض وزيرا خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية مصر العربية التطورات الإيجابية في الأشهر الأخيرة في العلاقات الثنائية ، وبحثا سبل تطوير العلاقات بناء على إرادة القادة السياسيين في البلدين على ضوء نتائج الاجتماع المهم الأخير للوزيرين في جنيف.

|

بمناسبة يوم الجمهورية الاسلامية الايرانية؛

وزارة الدفاع الإيرانية: الجمهورية الإسلامية تعتبر آلية عملية للديمقراطية الدينية في العالم
بمناسبة يوم الجمهورية الاسلامية الايرانية؛

وزارة الدفاع الإيرانية: الجمهورية الإسلامية تعتبر آلية عملية للديمقراطية الدينية في العالم

أعلنت وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الايرانية في بيان لها بمناسبة يوم الجمهورية الإسلامية،انها تسعى دوما لأداء دور هام في تعزيز جذور الجمهورية الإسلامية على الساحة الوطنية والدولية .

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المتحدث باسم الحرس الثوري يفند مزاعم الحاق اضرار بمفاعل ديمونة جراء الرد العسكري الايراني
  2. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  3. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  4. حماس: الرد الإيراني يؤكد أن وقت عربدة الكيان الصهيوني كما يريد بلا حساب قد انتهى
  5. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  6. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  7. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  8. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  9. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  10. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  11. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  12. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)