qodsna.ir qodsna.ir

ورشة المنامة؛ بداية
اقتصادية لمؤامرة سياسية

حسين رويوران

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) حسين رويوران*:  تنطلق اليوم جلسات ورشة البحرين في العاصمة البحرينية المنامة. إن هذه الورشة تقام باقتراح امريكي للتمهيد لتمرير خطة السلام التي طرحتها الادارة الأمريكية والتي تعرف اعلاميا بصفقة القرن.

 

وبحسب جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انه من المقرر أن تجذب الخطة التي تعقد الورشة من اجل تمريرها استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار، لصالح الفلسطينيين وإيجاد مليون فرصة عمل لهم في غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان و الاردن ومصر.

 

 وتشمل الخطّة، بحسب مصادر اعلامية، ، بناء 179 منشأة ومشروعًا تجاريًا، جميعها خارج القدس المحتلّة، بشقّيها المحتل عام 1948 والمحتلّ عام 1967.

 

وبحسب الوثائق التي اطّلعت عليها "رويترز"، فإنه سيتم استثمار 27 مليار دولار في الأراضي الفلسطينيّة خلال العقد المقبل، بينما سيتم استثمار 23 مليار دولار في مصر ولبنان والأردن، على أن تقام بعض من مشاريع تشغيل أهالي قطاع غزّة في شبه جزيرة سيناء المجاورة، "بسبب الاكتظاظ في القطاع". كما تسعى الخطّة الأميركيّة إلى استثمار مليار دولار لبناء قطاع سياحي فلسطينيّ.

 

يري العديد من المحللين بأن صفقة القرن و ورشة البحرين التي تعتبر مقدمة لهذه الصفقة، ستغير مسار حل ايجاد حل للقضية الفلسطينية ذلك لأنها ستمهد الطريق لجعل الحلول الاقتصادية والاستثمار في الاراضي الفلسطينية كبديل للحلول السياسية والحقوقية الضامنة لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. ان صفقة القرن الأمريكية لاتلتزم بأي قرارات ولا اتفاقيات وحتي أنها تنسف ما تم الاتفاق عليه خلال اتفاقية اوسلو.

 

ثم ان "صفقة القرن" تسقط قرار مجلس الامن الرقم 194/48 الخاص بحق العودة بالضربة القاضية، ويصبح معها توطين الفلسطينيين قدرا. كما تنهي القرارين الدوليين 242 و338. وتشمل الصفقة اعلان ضم الضفة الغربية للاراضي التي تسيطرة عليها اسرائيل مع إعلان دولة فلسطينية فى سيناء.

 

في ظل تضاربات ردود الفعل الفلسطينية ما بين مؤيد ومعارض، توجد اطراف اقليمية ودولية داعمة واخري رافضة للصفقة الأمريكية. فموقف دول كالسعودية والإمارات واضح فموقف تلك الدول هو قبول صفقة القرن وإن كانت لا تلبي مطالب الفلسطينيين.

 

اما دول محور المقاومة كايران تري بأن صفقة القرن هي مقدمة لخيانة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وعليه فان ورشة البحرين هي مقدمة لتلك الخيانة الكبري، فالمشاركة في هذه الورشة يعتبر مساهمة في تمرير السياسات الأمريكية الهادفة لضمان المصالح الإسرائيلية.

 

وختاما يمكن القول إن استضافة النظام البحريني إضافة إلي أنها محاولة تطبيعية مع الكيان الصهيوني علي حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ هي بداية مؤامرة رامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.