الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

التآمر السعودي- الإماراتي
لتطبيق صفقة القرن

خالد الجيوسي

 

في حديث لوكالة مهر الإيرانية، شدد الكاتب والصحافي الفلسطيني خالد الجيوسي علي أن الموقف العربي حيال مواجهة «صفقة القرن» مخجل ومتآمر علي القضية الفلسطينية كما أن التآمر السعودي- الإماراتي، مكشوف وعلني ومُساند لتطبيقها.

 

وفي شأن بنود صفقة القرن أكد الكاتب والصحافي الفلسطيني خالد الجيوسي علي أنه "لا يبدو أن البُنود الرئيسيّة لصفقة القرن واضحة المعالم بعد، وفيما بدا أنّ هُناك تلكؤ من عرّابيها الأمريكيين، وحُلفائهم العرب، فنحن كُنّا على موعد لإعلانها بشهر فبراير الماضي من العام الجاري، لكن تطوّرات على الصّعيدين الأمريكي والإسرائيلي، كانت قد رفعت الآمال، بسُقوطها، برحيل دونالد ترامب ضمن اتّهامات التدخّل الروسي بالانتخابات، كما نهاية وشيكة لبنيامين نتنياهو ضمن اتّهامات بالفساد، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السّفن الفلسطينيّة، ويبدو أننا أمام حقيقة مُرّة سيتم إعلانها بعد شهر رمضان".

 

وتابع بأن "تحفّظ الفصائل الفلسطينيّة، يأتي من ذات الخُطوط العريضة التي تتمسّك فيها منذ لحظة التخطيط للصفقة أو "صفعة" القرن بالأحرى، وهي بند إعلان الدولة الفلسطينيُة منزوعة السّلاح، والتنازل عن الأرض، وحق العودة، وتوطين الفلسطينين كُلٌ في أوطان الاغتراب والشّتات، وهي مواقف تتعلّق بفصائل المُقاومة، ولا تتعلّق بالسلطة بقيادة محمود عباس، فالتنسيق الأمني عالي المُستوى الذي يُشرف عليه الأخير، وتحديداً كمثال أخير، مُشاركته أو قواه الأمنيّة بتسليم الشهيد عمر أبو ليلى، الذي اختار المُقاومة، والاستشهاد في موقعه الذي تحصّن فيه، وكان لقوّات الأمن الفلسطينيّة يد في سقوطه شهيداً، ولذلك لا يُعوّل على سلطة رام الله بالشيء الكثير".

 

وصرح بأنه "لا أعتقد أن ثمّة مصالح تُذكر للعرب، والفلسطينيين، من الصفقة المشؤومة تلك، فهي وإن صحّت بعض تفاصيلها المُسرّبة، فهي تقوم على إنهاء الوجود الفلسطيني حتى بالضفّة الغربيّة، كما تقوم على تنازل بعض الدول العربيّة على بعض من أراضيها، أو استبدالها بأراضٍ مع بعضها، لإقامة دولة فلسطينيّة مزعومة، على غير أرض فلسطين التّاريخيّة، من النهر إلى البحر، أي أننا أمام حتى إنهاء لمُعادلة حل الدولتين، والاعتراف بالقدس الشرقيّة عاصمةً لها، وهو حل مرفوض بالنّسبة لمن يُؤمنون بعدالة قضيّة تحرير فلسطين، وسموها، والمُستفيد الأمير من كُل هذا، هو الكيان المُحتل الإسرائيلي، وتنفيذ حلمها بدولة النيل إلى الفرات، ولعلّ التعويل في مُواجهة هذا، يظل على عاتق دول محور المُقاومة، التي يجري مُحاصرتها، والتّضييق عليها، لمواقفها الثابتة، والنّبيلة من فِلسطين، والمُقاومين فيها، وعلى رأسهم الجمهوريّة الإيرانيّة الإسلاميّة، وهي الإجابة النموذجيّة إذا ما كُنّا سنتحدّث عن دور إسلامي لافت في مُواجهة صفقة القرن".

 

وفي شأن موقف الدول العربية حيال صفقة القرن شدد علي أن "الموقف العربي للأسف باهت، ومُخجل، بل هو بالأحرى مُتآمر على فلسطين، وداعم لبيعها، والتنازل عنها، وتسليم مُقدّساتها للعدو الإسرائيلي، ولا بُد هُنا إلى الإشارة لموقف الأردن الثابت حتى الآن، من نيّة مُصادرة وصايته الهاشميّة على المُقدّسات، وكم الضّغوط الهائلة التي يتعرّض لها عاهله الملك عبد الله الثاني، بالإضافة إلى التضامن الشعبي مع موقفه، وكان لافتاً تلك المُبادرات العشائريّة التي حرقت العلم الإسرائيلي، وأضاءت آلاف الشّموع بعنوان القدس عربيّة، وهذه المواقف تُعد لافتة، لأنّ حرق العلم الإسرائيلي في الأردن، يُعتبى تُهمة تعكير صفو علاقات مع حكومة "صديقة" أو يجمعها معه مُعاهدة سلام، كما أننا نُعوّل على انتفاح أردني نحو إيران الإسلاميّة، التي نُؤمن أنها ستُمد له يد المُساعدة إذا ما قرّر خوض المعركة لنهايتها، والدّفاع عن المُقدسات الإسلاميّة، والمسيحيّة، ورفض التوطين، والوطن البديل، والتنازل عن الوصاية، هذا بالإضافة إلى سورية، ولأن مصلحة الأردن مُتضرّرة قبل مصلحة فلسطين، فيما إذا تم إعلان الصفقة وتطبيقها، فيما يتردّد عن استدعاء أمريكي للزعماء العرب، وإجبارهم على المُوافقة العلنيّة بعد إعلانها".

 

وفي شأن دور السعودية والإمارات في دعم الخطة الأمريكية أكد علي أن "التآمر السعودي- الإماراتي، مكشوف، وعلني، ومُساند لتطبيق صفقة القرن، وكلا البلدان يقومان بمُمارسة ضعوط ماليّة، وأخرى سياسيّة على الدول القليلة الرافضة للصفقة، وربّما من الجيّد أن ننظر إلى مُحاولات تدخّلاتهم في ثورتي كل من السودان، والجزائر، وربّما نجاحهم في مُصاردتها بالسودان، وتقديمهم مساعدات ملياريّة، لمجلس الحكم العسكري في الأخيرة، كما تمنعهم عن تقديم المُساعدات الماليّة للأردن، ورفع مُستوى تأزيم العلاقات مع كُل قطر، وتركيا، وحتى تعبير المغرب عن استيائه من علاقة تقوم معهم على ما وصفها بتحت الطلب، وربّما يُطرح التساؤل الإكثر إلحاحاً، ما هو المُقابل الذي ينتظره ولييّ عهد السعوديّة، والإمارات من هكذا تنازلات تاريخيّة عن القدس، والوصاية، وحتى فلسطين، هل هو تربعهم على عرش بلادهم، "بمُباركةٍ ترامبيّة"، وحدهم المُقاومون من لهم القدرة على إفشال مساعي المُتآمرين برأينا".




محتوى ذات صلة

وزارة الامن واستخبارات الحرس الثوري تصدران بيانا مشتركا حول الاحداث الاخيرة:

الدور الرئيسي للـCIA بتآزر وتعاون وثيق مع جهاز مخابرات بريطانيا والموساد وجهاز المخابرات الخارجي لآل سعود
وزارة الامن واستخبارات الحرس الثوري تصدران بيانا مشتركا حول الاحداث الاخيرة:

الدور الرئيسي للـCIA بتآزر وتعاون وثيق مع جهاز مخابرات بريطانيا والموساد وجهاز المخابرات الخارجي لآل سعود

اصدرت وزارة الامن الايرانية واستخبارت حرس الثورة الاسلامية بيانا مشتركا شرحت فيه تفاصيل خطة "مشروع تدمير ايران" الذي مني بهزيمة مدوية ، وتفاصيل عمليات الاجهزة الامنية المعادية بقيادة وكالة المخابرات المركزية الاميركية CIA للتمهيد للاضطرابات.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)