حركة النجباء العراقية: الضغوط الأميركية على محور المقاومة فاشلة

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أكدت حركة "النجباء" العراقية أن الولايات المتحدة تزيد من ضغوطاتها على محور المقاومة في حين أن المنطقة تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك "صفقة القرن" وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مشددا على أن جميع هذه الضغوطات باءت بالفشل.

وفي مؤتمر صحفي عقده امس السبت في مبنى وكالة أنباء "فارس" صرح الناطق باسم الحركة السيد هاشم الموسوي ان النتائج والآثار التي خلفتها السياسات الأميركية حتى الآن دلت على همجيتها، مضيفا أن واشنطن تحاول منذ ثماني سنوات الإطاحة بالدولة السورية، واستبدالها بنظام موالٍ لها لنهب ثرواتها إلا أنها باءت بالفشل وبدأت بالانسحاب من أراضي هذا البلد.

وأضاف: إن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستغادر سوريا وتسعى لإقامة منطقة عازلة لإبقاء جزء من قواتها فيها بهدف قيادة الجماعات المسلحة الإرهابية.

ونوه الى أن أميركا فشلت في لبنان في فصل المقاومة عن الحكومة، مضيفا بأن حزب الله يمثل جزءاً لا يتجزأ من لبنان وشعبه، مؤكدا أن القرار الظالم للحكومة البريطانية لن ينجح.

وأشار الموسوي إلى فشل سياسات أميركا في العراق الذي يتحلى شعبه بالوعي، موضحاً: إن ما يحدث في العراق بشأن إقامة حكومة عاجزة وذات دستور ضعيف جزء من السياسات الفاشلة للولايات المتحدة.

وأردف: نحن قاومنا الولايات المتحدة، وفقا للقوانين الإلهية والدولية التي تشرع المقاومة أمام أي دولة معتدية، وحركة النجباء، بقيادة الشيخ أكرم الكعبي، جزء من المواجهة الحاسمة ضد الغزاة الأميركيين ولن نتراجع أمام أي دولة تريد انتهاك السيادة العراقية ولن نساوم على حقوقنا، ونفخر بأن التاريخ سوف يسطر ملاحم إلحاق الهزيمة بالأميركيين وأرغامهم على الانسحاب.

ونوه الى أن العقوبات الاقتصادية والحصار السياسي والتغطية الإعلامية الأميركية في السعودية بهدف الحرب النفسية لن تثني حركة النجباء من الكفاح ومواصلة الطريق وكانت الولايات المتحدة تسعى إلى استنزاف القوى ومحور المقاومة في الحرب ضد تنظيم داعش والمجموعات التكفيرية في العراق وسوريا، ووصفت المعركة بأنها استنزافية، لكننا أعلنا أننا سنكون أكثر خبرة كل يوم و أقوى من الماضي في مختلف الجبهات الاعلامية والميدانية.

وتابع الموسوي: نعتقد أن القرارات الأميركية هي مجرد حرب نفسية وليس لها أي تأثير على ساحة المعركة، ولن يكون لها أي هيمنة على العراق حكومةً وشعباً والحكومات المنتخبة الأخرى، في حين تدّعي الحرب ضد الإرهاب، لكنّها الراعي الأول لها، وتزود السعودية بالاسلحة التي تستخدم ضد اليمن وساندتها في قتل خاشقجي.

وتساءل عن المستخدم للقنبلة الذرية في اليابان وارتكاب المجازر في فيتنام وسوريا وأماكن أخرى في العالم؟ فكيف تتحدث الولايات المتحدة عن حقوق الإنسان بهذه الخلفية؟ .

وصرّح قائلاً: تدعي أميركا أن حركتنا تتصرف ضد الحكومة ونحن جزء من الجماعات الإرهابية، ولكن هذا غير صحيح لأننا اتخذنا إجراءات لإنقاذ العراق من من هذه الجماعات. فحركة النجباء قاتلت الى جانب الجيش والمؤسسات العراقية الأخرى ضد داعش، ولن تستطيع واشنطن تأجيج الخلافات بين الفصائل العراقية وسنواصل دعم الحكومة وخدمة الشعب ومواجهة الإرهابيين.

وقال الموسوي: ان الولايات المتحدة تدّعي إن السبب الثاني لتسميتنا إرهابيين يعود الى وجودنا العسكري القانوني في سوريا. حيث دخلنا هذا البلد من أبوابه بشكل شرعي ، خلافا للولايات المتحدة، بهدف الدفاع عن حدود العراق، متسائلا عن سبب منح واشنطن حق التدخل لنفسها في المنطقة وسوريا فيما ترفض دفاع الآخرين عن أمنهم القومي؟ .

ولفت الى: إن القرار الأميركي لا يختص بحركة النجباء. فإنها ليست مجرد مجموعة عابرة ولكنها حركة شعبية وجزء من الشعب العراقي، وهذا الادعاء الاميركي يعني أن يكون الشعب العراقي إرهابيا برمته. ومن الأسباب الأخرى لوضع حركة النجباء على قائمة الإرهاب الأميركية هو موقفنا حيال وجود القوات الاميركية في العراق بصورة غير شرعية ونسعى لإزالته عبر البرلمان العراقي. كما أنشأنا كتيبة الجولان، ومن ناحية أخرى، رفضنا صفقة القرن. لذلك أدرجتنا أميركا على قائمة الإرهاب إرضاء للكيان الإسرائيلي.

وتابع الموسوي: "إن السبب الآخر لحظرنا يتمثل بفرض الحصار علينا داخل حدود العراق، لكننا نعتقد بضرورة مساعدة قوى المقاومة ونحن جزء من الأمن القومي لبلدنا وشعبنا فيما تشعر الولايات المتحدة بالهلع من أن يسفر وجود قوات المقاومة في سوريا إلى فرض الحصار على الكيان الإسرائيلي لذلك تسعى إلى إشعال نيران النزاعات والخلافات الدينية، فيما نعتبر إطفاءها جزءا من مسؤولياتنا.

وأكد أن النجباء لم تسمح للولايات المتحدة بتأسيس قاعدة عسكرية دائمة لها في العراق كما فعلت في السعودية أو قطر أو الدول الأخرى. فالعراق سيبقى محافظا على استقلاله ولن يخضع للآخرين.

واعتبر أن فرض الحظر بمختلف اشكاله السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية لا جدوى منه لأنه لن يمنعنا من التصدي للإرهاب و"سنواصل طريقنا ونؤكد للشعب ومؤيدي المقاومة أن الحصار الأميركي لن يضعف حركة النجباء وستواصل أداء مهامها في محور المقاومة".

ووصف الحظر الأميركي بأنه لم يكن مفاجئاً للحركة بل هو وسام لها وللشعب العراقي، و"اليوم الذي صنّفت فيه اميركا الحركة بالارهاب نعتبره يوم الله حيث دلّ على شعورها بالألم من نشاطاتنا وسنواصل هذا النهج ولا قيمة لأي حظر على حركة النجباء".

وردا على سؤال عمّا إذا كانت للولايات المتحدة خطة لمواجهة إيران، وتغادر سوريا، ومراقبة إيران من العراق، ومن جهة أخرى تقوم بتسليح داعش في أفغانستان، قال: إن العراق لا يهتم بالخطط الأميركية ولن يكون أبداً بوابة  لتآمر الآخرين على الشعب الإيراني. فيما ترعى بعض الدول، كالسعودية، الإرهابيين للمساس بأمن إيران، كالاعتداء الأخير الذي تسلل فيه الإرهابيون من باكستان.

وردا على سؤال صحفي آخر حول جهود العراق في إحباط الحظر الاميركي على إيران لفت الى أنه منذ زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى العراق، فتحت أبواب جديدة في توطيد العلاقات، وأعدت خطط بهذا الشأن وإن تاريخنا ووجودنا لا يسمح لنا بتاتا باتخاذ موقف عدائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وحول ما إذا كان دعم الحركة لإيران من أسباب حظرها قال الموسوي: نحن لسنا دولة أو أداة عسكرية وإنما شعب مستقل. ولكن إذا أراد بلد ما احتلالنا، فسوف نتصدى له. ويكررون باستمرار أنهم سيقطعون أذرع إيران، لكننا اعتدنا على مثل هذه التهديدات. فأميركا تريد معاقبة كل من يقف إلى جانب إيران ولكن ليس من حقها صنع القرارات للآخرين.