تحليل ونقد كتاب اختراع الشعب اليهودي لشلومو ساند

اقيمت بعد ظهر اليوم(الثلاثاء) الدورة السادسة من سلسلة ندوات في اقليم الكتب بحضور عدد من الخبراء والمحللين والنشطاء في مجال القضية الفلسطينية والدراسات الصهيونية.
 

وافادت وكالات القدس للانباء(قدسنا) ان هذه الدورة خصصت لنقد وتحليل كتاب« اختراع الشعب اليهودي» لشلومو ساند.

وحضر الندوة عدد من الاكادميين والاساتذة منهم الكاتب و الباحث، الدكتور حسين رويروان، والمحلل السياسي عليرضا سلطانشاهي، و الاكاديمي والمحلل السياسي الدكتور هادي برهاني.

في البداية تحدث عليرضا سلطانشاهي عن الكاتب ومواقفه السياسية.و قال: إن شلومو ساند هو بروفسور تاريخ إسرائيلي بجامعة تل أبيب ومؤلف كتاب اختراع الشعب اليهودي. كما ألف كتاب اختراع أرض إسرائيل، وكتاب "كيف لم أعد يهودياً".
 

بعد ذلك تحدث الاكاديمي والمحلل السياسي الدكتور هادي برهاني، عن مؤلف الكتاب وشخصيته المثيرة للجدل، وقال: ان شلومو ساند من انصار حل الدولتين لكنه بنفس الوقت يرفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلي ديارهم التي هجروا منها.

واضاف: مع ان ساند يري بان اقتراح تشكيل دولة واحدة في فلسطين يبدو منطقيا لكنه لايمكن ان يصبح حقيقة اي غير قابل للتنفيذ.

وفي جابن من كلمته وضمن حديثه عن محور ابحاث ساند، قال برهاني: ان التاريخ اداة يستخدمها اليهود لتبرير سياساتهم في الاراضي الفلسطينية.

وأوضح برهاني: ان المؤرخين اليهود عكفوا علي كتابة التاريخ وقصص للتأثير علي اليهود الرين جاؤوا بهم من مختلف دول العالم و استوطنوهم بالأراضي الفلسطينية. ومع الاسف الشديد استطاعوا من خلال ذلك ان يحققوا نتائج حيث اصبح البعض يستند إلي هذه الادعاءات ويقول بأن اليهود كانوا هناك منذ القدم لذا يحق لهم ان يعودا إلي أراضيهم.

اما عن آراء شلومو ساند في هذا الكتاب قال برهاني: إن ساند يقول أنه ليس هناك وثائق تاريخية تثبت طرد الرومان للشعب اليهودي في أي وقت من الأوقات، حيث أنه من المستحيل لوجيسيتيا في ذلك الوقت ترحيل مئات الآلاف من مكان لآخر.و اليهود المعاصرون لا ينحدرون من أصول اليهود القدامى الذين عاشوا في أرض إسرائيل القديمة، ولا يوجد ما يسمى "العرق" اليهودي، واليهود لا ينتسبون لمنبع واحد، بالضبط مثل المسلمين والمسيحيين المعاصرين. كما انه لم يتم ترحيل اليهود خارج البلاد على أيدي الرومان خلال القرن الثاني الميلادي، و أغلبهم ظل يعيش في البلاد حتى أزمنة "الفتح الإسلامي- القرن السابع والثامن الميلادي"، وقد تحول الكثير منهم إلى الإسلام، واستوعبتهم الأمة الإسلامية، مما يعني أن العديد من أسلاف فلسطينيي اليوم كانوا يهودا.
 

وختم برهاني بالقول: الآراء التي تقدمت هي أهم آراء ساند في كتابه بالاضافة إلي تأكيد علي أن أسطورة "الشتات" اليهودي بدأت مع عصور المسيحية الأولى، لجذب اليهود للديانة الجديدة. كما يؤكد علي انه ظهرت في ألمانيا مجموعة من المثقفين اليهود الذين تأثروا بالحماس المتقد للقومية الألمانية، وأخذوا على عاتقهم مهمة "اختراع" قومية يهودية.