qodsna.ir qodsna.ir
(تحليل)

حرب غزة و تغيير سياسة الحرب الوقائية الاستباقية كاستراتيجية إسرائيلية ممنهجة

هناك سؤال يطرح نفسه في الوقت الراهن وهو لماذا وافق رئيس الوزرا الإسرائيلي علي اتفاق التهدئة مع غزة بالرغم من معارضة وزير الحرب في حكومته؟

وكالة القدس للانباء(قدسنا) «حسين رويوران»*: لازال موضوع موافقة نتنياهو علي التهدئة مع غزة هو العنوان أو المحور الرئيسي الذي تتطرق له وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث ربط الإعلام الإسرائيلي هذه القرار من قبل نتيناهو بأنه ناتج عن الحالة والظروف الداخلية التي تمر بها اسرائيل.


إن الأزمة التي يمر فيها نتنياهو حاليا تتمثل في قطع زيارته إلى فرنسا (عندما كان بباريس بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولي) و حين عاد لإدارة الأزمة الأمنية التي حدثت بعد فشل عملية جيش الإحتلال بخان يونس، ومن ثم موافقته علي اتفاق التهدئة مع غزة، الأمر الذي دفع وزير حرب الاحتلال إلي تقديم استقالته.

 

 

إن العديد من الخبراء والمحللين يطرحون اسئلة حول امكانية شن حرب جديدة ضد قطاع غزة، ويؤكدون بأن امكانية شن عدوان ضد غزة ضئيل جدا، لكن تصرفات نتنياهو في الأيام الأخيرة تعتبر جديدة وتحتاج ذلي تقييم جديد. إن اسرائيل و منذ قيامها انتهجت سياسة واحدة تتمثل في أنها كانت دائما في حالة هجوم. المجتمع الصهيوني ايضا يدعم الزعيم الذي ينتهج سياسة الحرب الوقائية الاستباقية كاستراتيجية ممنهجة. لذلك فان الزعماء الذين لا يعتمدون سياسة الحرب الاستباقية كاستراتيجية ليس لهم شعبية في المجتمع الصهيوني وبالتالي ستتم الاطاحة بهم.

 

بعد أن وافق نتنياهو علي اتفاق التهدئة مع غزة، نري بعض الأطراف الاسرائيلية تقود حملة شرسة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزب "الليكود" في الأونة الأخيرة، كما زادت وتيرة التهم التي وجهت له و لعائلته، وكل ذلك من أجل الاطاحة به والسبب هو عدوله عن سياسة الحرب الاستباقية.

 

ويري الخبراء بأن هناك اسباب دفعت نتنياهو للموافقة علي التهدئة، نذكر اهمها فيما يلي:

 

إن الخسائر التي تكبدتها اسرائيل في يومين كانت كبيرة وغير متوقعة حيث اعلنت بعض المصادر بأنه اطلق حوالى 480 صاروخا من غزة على إسرائيل خلال يومين. ففي حرب 2006 ضد لبنان، كان عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله خلال اليوم الواحد أقل من 100 صاروخ، لكن اليوم زادت قدرات المقاومة حيث اصبحت قادرة علي اطلاق أكثر من 240 صاروخ خلال عدة ساعات. هذا الأمر دفع العدو إلي اعادة حسابات لان ما حصل يتعارض مع تقديراته لقدرات المقاومة العسكرية والسياسية.

 

تطور سلاح المقاومة خاصة قدراتها الصاروخية. واستهدفت المقاومة في الأيام الأخيرة حافلة تقل جنوداً إسرائيليين شرق جباليا قرب موقع مفلاسيم العسكري. وكانت غرفة العمليات المشتركة للمقاومة، قالت في بلاغ عسكري: إن مجاهديها تمكنوا من استهداف حافلة صهيونية تقل عددا من الجنود في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخ كورنيت؛ ما أدى إلى إصابتها مباشرةً، ومقتل وإصابة من كان بداخلها.

 

استهداف المقاومة لمدينة عسقلان بصاروخ دقيق. وقالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء إنه تم قصف عسقلان برشقات صاروخية ردا على استهداف الاحتلال المباني السكنية في قطاع غزة، مؤكدة أن ضرباتها المقبلة لن تكون معهودة.

 

وهناك سؤال يطرح نفسه في الوقت الراهن وهو لماذا وافق رئيس الوزرا الإسرائيلي علي اتفاق التهدئة مع غزة برغم معارضة وزير الحرب في حكومته وايضا برغم علمه بأن ذلك يؤدي إلي تراجع شعبيته؟

 

في الختام يجب القول بأن نتنياهو يعرف جديداً بأن اليد العليا للمقاومة وانها طورت قدراتها بحيث اصبحت قادرة علي ردع اي عدوان إسرائيلي وإضافة إلي استهداف العمق الإسرائيلي والحاق خسائر واضرار كبيرة باسرائيل. ومهما يكن فان موافقة نتنياهو علي التهدئة مع غزة إثارت قضب الأحزاب اليمينية الإسرائيلية كالاحزاب الدينية الحرديمية و حزب الليكود نفسه. أن غالية الصهاينة كانوا يرون بأن نتنياهو هو الزعيم الأكثر صرامة في التعامل مع التهديدات لكن اليوم تغيرت الظروف حيث اصبح نتنياهو عاجزاً عن ادارة الأزمات الأمنية التي تحيط باسرائيل.

*كاتب ومحلل سياسي