الاثنين 5 ذوالقعدة 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

غَزّة تَنْتَصِر مَرَّةً أُخرَى

عبدالباري عطوان

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب عبدالباري عطوان: عندما تقرر غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة بدء الرد على جريمة الاحتلال التي تمثلت في اغتيال الشهيد نور بركة، فان التطبيق العملي لهذا القرار اطلاق مئتي صاروخ على المستعمرات الإسرائيلية في غلاف القطاع، واصابة عشرة مستوطنين للمرة الأولى منذ عدة اشهر، وانطلاق صفارات الإنذار، وإصدار تعليمات رسمية بفتح الملاجئ.

 

اذرعة المقاومة ترد بشكل موحد، ودون تردد، فالحكومة الإسرائيلية هي التي  اخترقت التهدئة، وارسلت قواتها الخاصة في عملية استعراضية فاشلة، عليها تحمل نتائج عملها، فالمقاومة اليوم غيرها بالأمس، وباتت اكثر قوة وصلابة، والقبب الحديدية التي كلفت المليارات باتت شبه عاجزة امام صواريخ المقاومة الأكثر تطورا.

 

ورغم حالة الغموض التي تحيط بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ليل الاثنين، وادت الى مقتل عميد في القوات الخاصة الإسرائيلية، واستشهاد سبعة من مقاتلي “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس″، الا ان ما يبدو واضحا مدى تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، الامر الذي يوضح أسباب احجام القيادة الإسرائيلية عن شن هجوم على القطاع، بالإشارة الى تهديداتها المتكررة في هذا المضمار.

 

***

بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان واضحا في تثبيت هذه الحقيقة، أي الخوف من نتائج غزو القطاع الباهظة ماديا وبشريا ومعنويا عندما قال في مؤتمر صحافي عقده في باريس “لن اتراجع امام حرب ضروس.. ولكنني أحاول ان اتجنبها اذا لم تكن ضرورية”.

 

تطور القدرات العسكرية للمقاومة في القطاع يمكن رصدها في امرين رئيسيين:

 

ـ الأول: ان الوحدة الخاصة التي تسللت الى شرق مدينة خان يونس في قطاع غزة في ثلاث سيارات مدنية، لم تصمد امام القوات الفلسطينية التي نجحت في رصدها، وتبادلت معها إطلاق النار مما أدى الى قتل العميد واصابة آخر، ولولا التدخل العسكري الإسرائيلي الجوي، والقصف المكثف من قبل الطائرات بطيار او بدونه، واستخدام الطائرات العمودية لإجلاء افراد هذه الوحدة لكانت الخسائر البشرية أكبر بكثير.

 

ـ الثاني: إطلاق كتائب القسام 200 صاروخا استهدف المستوطنات في غلاف غزة كرد انتقامي، لم تنجح القبب الحديدية الإسرائيلية الا في التصدي 60 منها، بينما وصلت الباقية الى أهدافها، الامر الذي سيشكل قلقا كبيرا للقيادة الإسرائيلية بشقيها السياسي والعسكري.

 

اهداف هذه العملية الحقيقية ما زالت غامضة، وقطعا ليس من بينها اغتيال الشهيد نور الدين محمد سلامة بركة، احد قادة جناح القسام الميدانيين، الذي استشهد وهو يطارد الوحدة الخاصة مع زملائه الآخرين، وفق بيان الناطق باسم القسام، الامر الذي يجعلنا نطرح عدة احتمالات:

 

ـ الأول: ان يكون الهدف الرئيسي لهذه العملية محاولة اختطاف شخصية كبيرة في حركة حماس، يرجح البعض انها السيد يحيى السنوار، زعيم حركة “حماس” في القطاع الذي يعتبر من ابناء المنطقة المستهدفة، او قيادي آخر، بهدف استخدامه كورقة ضغط على حركة “حماس” للانخراط في مفاوضات تبادل للاسرى.

 

ـ الثاني: محاولة جمع معلومات، او اطلاق سراح اسيرين إسرائيليين موجودين لدى حركة “حماس″، او جمع المعلومات عنهما.

 

ـ الثالث: تخريب التفاهمات التي توصلت اليها حركة “حماس” مع الجانب الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية “غير مشتركة” للتوصل الى اتفاق تهدئة، وهناك نظرية تتحدث عن صراع اجنحة داخل السلطة الإسرائيلية، بين جناح مؤيد لهذه الصفقة وآخر معارض لها.

***

الامر المؤكد ان الأداء الفلسطيني القوي والمتميز في التصدي لهذه العملية وافشال مهمتها أصاب اسرائيل وقيادتها بحالة من الرعب والهلع، انعكستا في قطع نتنياهو زيارته لباريس والعودة فورا الى تل ابيب وعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر.

 

رجال المقاومة في القطاع الذين توحدوا طلبا للانتقام المشرف يثبتون مجددا، وللمرة الالف انهم ما زالوا على العهد، وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وتطوير قدراتهم الدفاعية والهجومية في الوقت نفسه.

 

انه رد قوي من ابرز محاور المقاومة بشقه الفلسطيني على الهجمة التطبيعية الرسمية العربية مع دولة الاحتلال، والتذكير بأن المقاومة ما زالت حية، وقوية، وتستطيع تغيير كل المعادلات على الارض.

 

“صفقة القرن” لا يمكن ان تمر، ورجال المقاومة في فلسطين المحتلة ما زالوا على العهد، ولم يخدعهم السلامان الاقتصادي والإنساني، وسيتصدون حتما، ومعهم كل الشرفاء العرب والمسلمين لهذا الزحف المخجل نحو التطبيع مع الملطخة أيديهم بدماء اهل الرباط، والمدافعين عن المقدسات العربية والإسلامية في القدس المحتلة.. والأيام بيننا.




محتوى ذات صلة

طوفان الأقصى.. المقاومة تواصل دك المستوطنات وتنفذ عمليات نوعية في أرجاء قطاع غزة

طوفان الأقصى.. المقاومة تواصل دك المستوطنات وتنفذ عمليات نوعية في أرجاء قطاع غزة

تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات "جيش" الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مختلف محاور التقدم من جباليا شمالي قطاع غزة، إلى حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة، ومدينة رفح جنوبي القطاع، وتصطاد جنود الاحتلال وآلياتهم.

|

رئيس كولومبيا يطالب باعتقال نتنياهو.. وملاسنة تغريدات بينهما

رئيس كولومبيا يطالب باعتقال نتنياهو.. وملاسنة تغريدات بينهما

دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بترو، الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي لاتهامه إياها بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. حرب الإبادة متواصلة.. (45,091) شهيدًا ومفقودًا في غزّة منذ الـ 7 من أكتوبر
  2. السيد نصر الله: أهمّ مشهد يعبّر عن انتصار للمقاومة هو رفع مندوب الاحتلال صورة يحيى السنوار
  3. الشرطة الأمريكية تعتقل 2400 طالب / الحراك الجامعي يتواصل في الجامعات الامريكية
  4. مجلس الأمن يدعو إلى اجراء تحقيقات فورية ومستقلة بشأن المقابر الجماعية في غزة
  5. مسيرة حاشدة تجوب شوارع "طوكيو" نصرة لغزة وتنديدا بالعدوان الصهيوني
  6. طوفان الأقصى تطيح مجدداً بأحد المسؤولين الصهاينة
  7. المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الكيان الصهيوني يعيش اكثر الظروف عزلة في تاريخه المزيف
  8. تظاهرات حاشدة في مختلف مدن العالم نصرةً لغزة ورفضاً لعدوان الاحتلال الصهيوني
  9. حماس تثمّن قرار انضمام ليبيا لدعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال بمحكمة العدل الدولية
  10. جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا لمكافحة الفصل العنصري الإسرائيلي
  11. نصرة للشعب الفلسطيني.. مسيرات مليونية تجوب العاصمة صنعاء
  12. الرئيس الكولومبي يطالب الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)