السيد حسن نصر الله: كلام ترامب عن أيران يعني أنها دولة عظيمة بنظره

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أمل شبيب/ لبنان

أحيا حزب الله في لبنان حفل تأبين أم الشهداء الحاجة أم عماد مغنية في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية بحضور حشد واسع وكبير من النواب والوزراء وفعاليات وشخصيات سياسية ودينية وإعلامية وثقافية وعوائل الشهداء والجرحى ووفود علمائية عديدة من مختلف المذاهب والأديان وبعض القيادات والقوى الوطنية والأحزاب والفصائل الفلسطينية.

البداية كانت مع القرآن الكريم ثم قصيدة عزائية مع فضيلة الشيخ علي سليم بعدها كانت الكلمة لأمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مقدماً التعازي الى العائلتين العزيزتين آل سلامة وآل مغنية بمناسبة رحيل الحاجة ام عماد، ثم توقف السيد نصر الله للحديث عن مرحلة الصبا عند الحاجة أم عماد التي أنعم الله عليها بنعمة الايمان والهداية وحس المسؤولية تجاه العائلة والرسالة وقضايا الامة، التي عملت منذ البدايات بالعمل الخدماتي والثقافي والديني لا سيما تواصلها مع العلماء وخصوصاً مع سماحة السيد محمد حسين فضل الله وسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين وعلماء آخرين.

 وحول دور الحاجة أم عماد في تأسيس العمل المقاوم والمؤسساتي والمنظم أكّد سماحته أن ما يُسجل لأم عماد هو نجاحها في صنع الانسان المؤمن والمجاهد والمقاوم، فقد قدّمت هذه المرأة ثلاثة شهداء وزاد في الأبناء حفيداً هو الشهيد جهاد، لذا كانت هذه المرأة نموذجاً للمرأة المؤمنة والصابرة والمسلمة لأمر الله بل المفتخرة لما اختاره الله تعالى لأبنائها، كيف لا وهي التي  قدمت للحركة الجهادية لهذه الامة قائداً إستثنائياً هو الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وهي الأم التي واكبت شخصية الحاج عماد بشكل دائم خاصة في البعد الايماني والجهادي والحث على تحمل المسؤوليات، وكانت حاضرة في مختلف القرارات والخيارات المصيرية التي اتخذها، كما كان لها الحضور الكبير والقوي بعد استشهاد الحاج عماد رغم كبر سنها، فقد كانت تخوض  وفي موقع متقدم معركة الحرب النفسية والاعلامية وذلك من خلال حضورها القوي خلال السنوات القليلة الماضية في بيوت الشهداء تشد العزائم وتقوي الهمم والإرادات، وهنا يتجلى دور المرأة المقاومة في قلب الحدث، لما تتطلبه المرحلة من وعي، لذا معركة الوعي حول هذه الخيارات المتعلقة بالمقاومة هي معركة كبيرة وعظيمة، والخيارات في معركة الوعي من النوع المكلف الذي يقدم فيه الدماء وخيرة الشباب لأنها تتعلق بالمصير والوطن وبقاء شعب في أرضه، والحاجة أم عماد هذه المرأة  الفاعلة في معركة التثبيت قي مقابل تثبيط العزائم هي رمز من رموز المقاومة والجهاد والصمود والإنتصارات وستبقى كذلك فهي المرأة النموذجية بكل ما للكلمة من معنى، كما وجّه السيد نصر الله لعوائل الشهداء رسالة قال فيها إن مسؤوليتكم  كبيرة لأنكم من الموقع الانساني والعاطفي لما لكم من تأثير في هذه الاجيال تتحملون هذه المسؤولية الزينبية. 

بعدها تطرق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله للحديث عن الواقع الحالي الذي تعيشه المنطقة سيما ترامب قائلاً: انا واستمع الى ترامب كنت اتذكر كل ما اسمعه من السيد الخامنئي حول ما أطلقه عن الادارة الاميركية بأنهم ناهبوا الشعوب، وهذا ما نشاهده اليوم، فترامب اليوم ينهب بطريقة علنية مكشوفة مع استكبار واستعلاء وجشع، ونحن أمام ادارة اميركية وحكومة ورئيس خلافاً لرؤوساء سابقين، إدارة لا تملك معايير إلا معايير المالي فقط، ولا مكان للديمقراطية ولا لحقوق الانسان في كل خطابات هذا الرئيس الأميركي الذي يمارس الاذلال اليومي والتهويل بحق اعدائه واصدقائه، وهذا الإذلال لا يقابله إلاّ صمت رهيب وإبتسامة، وما كلام ترامب بأن ايران تسيطر على الشرق الاوسط في 12 دقيقة دليل على عظمة ايران بنظره، وما تكشفه لنا خطابات ترامب من خلال خطابه أن الكثير من دولنا العربية والاسلامية اليوم تدفع الجزية لأميركا مقابل بقائها في عروشها، وهنا نتساءل: على من يراهن هؤلاء الحكام؟ على ترامب والادارة الاميركية التي تأخذ أموال الدول وتهينهم في كل يوم؟ اذا كان يأخذ أموال بعض الدول العربية والإسلامية ويهينها في كل يوم فكيف اذا لم يكن لديها أمول تدفعها فكيف كان سيتصرف؟

ودعا السيد نصر الله حكام دول الدول العربية الى المصالحة والتعاون والإستماع الى مطالب شعوبها ومعالجة المشاكل، ودراسة الخيارات بين إهانات ترامب والعيش في عزّة.

وفي ختام كلمته تطرق سماحة السيد نصر الله الى الشأن اللبناني محذراً بداية من الحرب النفسية والإعلامية التي يشنها العدو الإسرائيلي خاصة في ما يطرحه نتنياهو أو غيره داعياً وسائل الإعلام كافة الى الحذر في التعامل مع ما يثيره وينشره العدو، مؤكداً ان سياسة المقاومة الإسلامية لحزب الله في ما يتعلق بالامور العسكرية وسلاح وامكانات المقاومة هو الغموض البنّاء، وصمت هادف.

وفيما يخص تشكيل الحكومة اللبنانية حثّ سماحته على تشكيل الحكومة لما فيه  مصلحة الناس، مشيراً الى ضرورة مسارعة وزارات الدولة لتحمل مسؤولياتها ازاء ما جرى في بعلبك الهرمل بسرعة دون تلكؤ بنمط يتناسب مع ما يحصل.