الاربعاء 15 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir
داوودشهاب لـ«قدسنا»: إتفاقية أوسلو لم تولّد سوى المآسي للشعب الفلسطيني

الذكرى الـ 25 لاتفاق أوسلو.. أوسلو المشؤوم أسس للقضاء على حق العودة

تمر اليوم الذكرى الـ 25 لاتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل" حين صافح رئيس المنظمة آنذاك ياسر عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين يتوسطهما الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 1993، وتم بمقتضاه اعتراف المنظمة بإسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية .

وكالة القدس للانباء(قدسنا) تمر اليوم الذكرى الـ 25 لاتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل" حين صافح رئيس المنظمة آنذاك ياسر عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين يتوسطهما الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 1993، وتم بمقتضاه اعتراف المنظمة بإسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية دون اعتراف إسرائيل بالحقوق الفلسطينية على أن يكون الاتفاق مرحلياً لمدة خمسة أعوام ومن ثم يتم البت في القضايا النهائية، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، واتخذ الاحتلال من الاتفاقية وسيلة للتوغل الاستيطاني والقضاء على حل الدولتين، وكبل الفلسطينيين ووصف مقاومتهم المشروعة بالإرهاب، وصولاً إلى إقدام المنظمة بإلغاء ميثاق تحرير فلسطين خلال زيارة كلينتون لقطاع غزة عام 1998.

 

ومن أبرز القضايا التي تم التوافق عليها في الاتفاقية التي رفضتها معظم الفصائل الفلسطينية من داخل وخارج منظمة التحرير، تسليم الفلسطينيين بأن قرار العودة إلى الأراضي المحتلة مرهون بقرار إسرائيلي، وصولاً إلى عدم اعتراف إسرائيل بأي فلسطيني جديد لا تسجل بياناته الأساسية منذ ولادته لديهم، وهو ما عدها البعض بأنها خطيئة جسيمة من قبل الموقعين على الاتفاق بحق أنفسهم، وهو ما عبر عنه أحد كبار المفاوضين في الاتفاقية نبيل شعت عندما قال في اليوم التالي لتوقيع الاتفاقية عندما سئل عن شعوره قال:" أستطيع القول أن 80% من فلسطين التاريخية أصبحت لليهود، ولا أستطيع أن أعد أولادي بإقامة دولة لهم على ما تبقى من فلسطين 20%.

محطات كثيرة مرت بها القضية الفلسطينية منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، اعتبرها البعض أن أوسلو هي سبب الوضع العصيب الذي تمر به القضية، والتي أعطت الاحتلال فرصة للتوسع وفرض سياسة الأمر الواقع، ورفض حق العودة مطلقاً، وأن إصرار الإسرائيليين على رهن حق العودة بموافقتهم يأتي في إطار التسويف وإضاعة الوقت على الفلسطينيين تمهيداً للقضاء على هذا الحق وهو ما أثبتته الإجراءات الإسرائيلية لاحقاً لهذا الاتفاق، حيث تعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة على توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم للقضاء على هذا الحق الذي يعد أحد الثوابت الرئيسية للشعب الفلسطيني، كذلك تسبب هذا البند من الاتفاقية بكوارث إنسانية لدى آلاف الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل ولم يصدر لهم الاحتلال ما يعرف بجمع الشمل.

 

عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، أكد في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، أن أوسلو كان يهدف إلى تحقيق ما هو أكثر من إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين عندما رهن قرار عودتهم بموافقته، وأن أعداؤنا حاولوا إلغاء حق العودة طوال الوقت لأنه من العناصر الأساسية في هذا الصراع ويذكر دائما بالمأساة التي حدثت منذ 70 عاماً. وأوضح أن أوسلو يهدف إلى إدخال إسرائيل لنسيج المنطقة، وتكون جسراً للتطبيع مع المنطقة العربية والحوض الإسلامي، وأن يكون تدشينيا لمرحلة جديدة تصبح إسرائيل شريكا حقيقا في هذه المنطقة، وصولاً إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني واغتيال الأمل بالعودة واستعادة ما ضاع.

 

وشدد القيادي عزام أن أوسلو بعد ربع قرن قد فشل في كل أهدافه، وأوسلو لم يحول "إسرائيل" لصديق على المستوى الشعب والجماهيري، ولا في نظر الشعوب العربية والإسلامية حتى ولو وجدت علاقات سرية وأحيانا في العلن مع بعض الدول؛ لكن على المستوى الشعبي والجماهيري لم تصبح إسرائيل صديقاً على الاطلاق وشريكا حقيقا في هذه المنطقة، ولم تتصرف ككيان طبيعي وبالتالي فشل أوسلو في تحقيق أهم وأخطر مهماته وهو إدخال إسرائيل لنسيج المنطقة وتحويلها من عدو إلى صديق، كما فشلت أوسلو في كسر إرادة الفلسطينيين، بل ظل الفلسطينيون متمسكون بحقوقهم سواء حق العودة أو كامل الأحلام التي حملها الآباء والاجداد وناضلوا من أجل تحقيقها.

 

وحول تمسك السلطة بالعملية السلمية في ظل هذا الواقع المرير الذي سببه اتفاق أوسلو للقضية الفلسطينية، قال القيادي عزام:" نحن نتصور أن السلطة تدرك تماما الوضع الخطر الذي تمر به القضية الفلسطينية، ومعظم أركان السلطة يدركون أن الاتفاق كان وهماً كبيراً وفشل في تحقيق أي من أهدافه بالنسبة للفلسطينيين.

 

وأشار إلى من وقع الاتفاق وناصره، كانوا يقولون أن هذا الاتفاق يمكن أن يمثل نقطة ليبدأ الفلسطينيون رحلة جديدة لاستعادة حقوقهم، يمثل موطئ قدم بدل التشتت في العواصم العربية.

 

وقال:" اليوم نظن أن معظم أركان السلطة يدركون الآن عدم استطاعتهم تحقيق أي من تلك الأهداف، وأدركوا أن أوسلو لم يعطهم أي شيء، بل جعلهم رهينة في أيدي الاحتلال، والكيان الذي حلموا به لم يتحقق على الاطلاق، (كيان مستقل يمثل تواصلاً مع الشعب والأمة وتاريخها وهويتها)، وإسرائيل لم تسمح ولن تسمح به على الاطلاق.

 

وأضاف أن أركان السلطة يدركون فشل أوسلو تماما، وما تقوم به الإدارة الامريكية يمثل عدوانا جديدا على الشعب، وكأن أوسلو لم يكن على الاطلاق، والخيارات أمام السلطة محدودة طالما أنها تعلن تمسكها بما يسمى مسيرة السلام والحلول التي تتردد كثيرا في وسائل الاعلام.

 

وأوضح أن خيارات السلطة محدودة طالما أنها لا تريد أن تعلن صراحة أن التسوية قد فشلت وأن أي محاولة للوصول لاتفاق جديد سيكتب له الفشل.

 

وينادي الفلسطينيون اليوم بالتخلص من اتفاق أوسلو الذي قبره الاحتلال الإسرائيلي في مهده ولم يلتزم بشيء منه، إضافة إلى أن الاحتلال اتخذه وسيلة للانقضاض على الحقوق والثوابت الفلسطينية، والاعلان بالتمسك بخيار المقاومة لاسترداد الحقوق وما مثلته أوسلو من كارثة على القضية الفلسطينية.

 

من جهته أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، «داوودشهاب» في حديث خاص لوكالة القدس للانباء(قدسنا) أن سنوات أوسلو حملت عبئاً ثقيلاً على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، أوسلو كان اتفاقاً مشؤوماً وما تبعه من اتفاقات ايضاً لا تقل عنه شؤماً.

 

وردّاً على سؤال مراسلة وكالة القدس للانباء(قدسنا) في لبنان، حول كيفية مساعدة هذه الاتفاقية على تكريس واقع سلطة وهمية تحمي الاحتلال ، قال شهاب: إن الوقائع المفزعة التي اسلفت الحديث عنها في إجابتي على سؤالكم السابق تضع بين أيدينا إشارات واضحة حول المشروع المشوّه الذي جاءت به اتفاقية أوسلو وهو مشروع السلطة الذي يعتبره البعض انجازاً يجب الحفاظ عليه، بمعنى أن اصحاب هذا المشروع لا يريدون الإقرار بالفشل ولا يريدون اجراء أي مراجعة لمسيرة ربع قرن من مسيرتهم التي واكبها كل هذا التآكل للأرض والحقوق، تلك المسيرة التي جلبت الاستيطان والتهويد والجدار !!

 

وعن تأثير الاتفاقية على الانقسام السياسي والجغرافي في فلسطين أكّد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأن أوسلو شكل نقطة تدشين المأزق الداخلي في الساحة الفلسطينية الذي تطور بشكل دراماتيكي وصولا إلى الانقسام وما بعده من فرض عقوبات ومن تهتك العلاقات الوطنية حتى بين فصائل المنظمة.

 

ويضيف شهاب بأن أوسلو خلق حالة اختلال في كل شيء وأحدث تشوش خطير في الرؤية وسبب في تشتيت الاولويات وتراجع الأهداف الكبرى لصالح قضايا هامشية.. أوسلو لم يجلب لنا كارثة الانقسام فحسب بل خلق انقلاباً خطيراً التعاطي مع العدو الصهيوني الذي لم يعد عند البعض يسمى عدواَ بل جاراَ أو .... مسميات وأوصاف لا أستسيغ ابدا طرحها على لساني...

 

 

 

 




محتوى ذات صلة

الجهاد الإسلامي: معركة جنين تؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلال

الجهاد الإسلامي: معركة جنين تؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد للخلاص من الاحتلال

  وكالة القدس للانباء(قدسنا) أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن معركة جنين البطولية تجربة ساطعة على الوحدة الوطنية التي شكلت نموذجا يدلل على أن المقاومة سبيل الوحدة وسبيل الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.   وقال القيادي شهاب في تغريدة له على تويتر: ...

|

تخلي عن قيم العروبة والاسلام...

قيادي في حركة الجهاد الاسلامي: مليارات أبو ظبي في خدمة الاستيطان خزي وعار وخذلان للقدس
تخلي عن قيم العروبة والاسلام...

قيادي في حركة الجهاد الاسلامي: مليارات أبو ظبي في خدمة الاستيطان خزي وعار وخذلان للقدس

قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب، إن مليارات حكام أبو ظبي التي تصب خدمة الاستيطان والتهويد تحت عنوان "الاستثمار"، خزي وعار وخذلان للقدس والأقصى.

|

تعقيبًا على استشهاد شاب في القدس المحتلة

قيادي في حركة الجهاد الإسلامي: "إرهاب" الاحتلال لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة
تعقيبًا على استشهاد شاب في القدس المحتلة

قيادي في حركة الجهاد الإسلامي: "إرهاب" الاحتلال لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب، الاثنين، أن "الاٍرهاب الإسرائيلي" المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني في الضفة القدس المحتلتين لا يمكن مواجهته إلا بالمقاومة الشاملة، وذلك تعقيبًا على استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  2. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
  3. الشيخ نعيم قاسم: اسرائيل لا يوقفها الا السلاح و المقاومة
  4. أمير عبد اللهيان: يجب على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي
  5. حماس تندد بتصريحات وزير الخارجية الامريكي وتصفها بانها تتناقض مع الحقيقة
  6. أنصار الله تدعو القوات المسلحة اليمنية الى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الصهيونية
  7. الرئيس الإيراني: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
  8. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,151 شهيدا و 77,084 إصابة منذ السابع من اكتوبر
  9. الجبهة الشعبية: الرد الايراني يعد حدث مفصلي وهام سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة في المنطقة
  10. السيد صفي الدين: المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة
  11. قيادي في الجهاد الإسلامي: المقاومة لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة
  12. ضابط سابق بالجيش الأمريكي يصف الهجوم الانتقامي الايراني بانه عملية عبقرية واستعراضا للذكاء التكتيكي والاستراتيجي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)