الثلثاء 14 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

أسباب عدم الاستقرار
السياسي في العراق

حسين رويوران

وكالة القدس للانباء(قدسنا)؛ حسين ريوران*؛ عقد البرلمان العراقي بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات والتجاذبات المختلفة، اول إجتماع له لكنه فشل في انتخاب رئيس للبرلمان.

 

 وفق الدستور العراقي يجب على المجلس في اول اجتماع له انتخاب رئيس البرلمان لتحظى الجلسات بالشرعية والقانونية ويتمكن من انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وبما أن انتخاب رئيس البرلمان يحدث في أخذ و رد في إطار أكبر تحالف ويضمن الانتخابات الثلاث أي انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، لذلك لم يتم تحديد رئيس البرلمان بسبب عدم تشكيل اكبر تحالف وتوافق شامل.

 

نواب البرلمان الجدد تركوا في اول مخالفة قانونية جلسات البرلمان مفتوحة وما كان يجب أن يحدث في الجلسة الاولى أي انتخاب رئيس البرلمان أجلوه الى الايام القادمة، السبب الرئيس لهذا الفشل السياسي في العراق هو عدم توافق المجموعات السياسية وحس المحاصصة السائد عليهم وتدخل العنصر الخارجي.

 

 بالرغم من الاحتجاجات الشعبية الواسعة والتي أدت للاسف الشديد الى وقوع قرابة 50 شخصاً بين قتيل وجريح (الاحتجاجات التي من المحتمل قد استغلها عنصر خارجي لزعزعة امن البلاد ونقلها الى مجال السياسة الخارجية والتأثير على العلاقات الاستراتيجية مع ايران كإحراق القنصلية الايرانية في البصرة) لكن البرلمان والمجموعات السياسية لاتزال مشغولة في التنافس والمحاصصة للسلطة! اذ يمكن مشاهدة الاوضاع ذاتها في لبنان وليبيا ايضاً وهي مؤشر على انتاج أنظمة عديمة الفاعلية وضعيفة على مستوى المنطقة.

 

وفي الوقت الراهن هناك تحالفان اساسهم الشيعة في العراق وكلاهما يزعم حصوله على الاغلبية البرلمانية:

 

1- التحالف الذي تشكل من قائمة سائرون بزعامة مقتدى الصدر وقائمة النصر بزعامة حيدر العبادي وقائمة تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم ويدعي انه يحظى بالاغلبية من خلال التحالف مع المجموعات الكردية والعرب السنة. 

 

2- التحالف الذي يضم قائمة الفتح بزعامة ابوحسن العامري وقائمة دولة القانون بزعامة نوري المالكي والذي يدعي انه شكل التحالف الاكبر وحصل على الاغلبية من خلال تحالفه مع الاكراد والعرب السنة. 

 

 وبحسب التقارير ان عدداً كبيراً من نواب قائمة النصر(29 شخصاً) قد اعلنوا انهم انسحبوا من تلك القائمة وجنحوا الى التحالف الثاني، لكن الحقوقيين العراقيين يرون أن الانشقاق في تحالف النصر لايهم في الوقت الراهن من أجل تشكيل الحكومة وما تحدد قبل الانتخابات يجب ان يكون الاساس والانشقاقات اللاحقة لها لامكان لها في حسابات المجموعة التي تمتلك الاغلبية، وبسبب هذه المشكلة لجأت كلا المجموعتين اللتان تدعي الاغلبية الى المحكمة الدستورية وتنتظران حكم هذه المحكمة ليتضح ان تحالف الاغلبية يجب ان يكون على اساس الاعلان السابق ام الاوضاع الراهنة؟

 

 ماهو واضح ان هذه المشاكل في العراق هي ليست نتيجة التنافس الداخلي وحسب بل تدخل العنصر الخارجي في هذا الشأن له الاثر الاكبر ايضاً، امريكا من خلال ارسال ماكغورك موظف الـ cia ووزارة الخارجية الى العراق تحاول تشكيل تحالف ضد ايران ليكون الحصار والعقوبات الاقتصادية على ايران اكثر وقعاً على طهران، كما ان رسالة السفير الامريكي في العراق التي بعثها الى النواب الجدد على جوالاتهم هي مؤشر مهم اخر على تدخل العنصر الخارجي في العراق.

 

 في المقابل ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى من خلال ارسال اللواء قاسم سليماني الى العراق لتحالف يكون مع ايران ويقق بالتزامن مصالح الشعبين وان لايتحول العراق ابداً الى اداة للقوى الخارجية لممارسة الضغط على ايران. لدى ايران والعراق اقل من 1000 كيلومتر حدوداً مشتركة وعلاقات البلدين واسعة ومتشعبة في ابعاد مختلفة، لايمكن لإيران ان تدع العراق يغرق في الاضرابات ليتحول الى مركز المؤامرة على امنها الداخلي او الى جزء من أدوات الحصار والضغوط على ايران، ولكن أمريكا تسعى وراء ان يكون العراق جزءاً من سلسلة القوى التابعة لها في المنطقة لتستخدمه مستقبلاً كقاعدة ضد سوريا وايران وتركيا، وبوصفها حليف لدول مجلس تعاون الخليج الفارسي تسعى لتعزيز السلسلة التابعة لأمريكا.

 

ويرى المحللون السياسيون ان العراق كجزء من منطقة غرب آسيا لم يتمكن من دون الدعم الاقليمي وخاصة من قبل ايران من الانتصار في حربه على داعش، بالتأكيد ان تحالف العراق مع دول المنطقة المستقلة امر طبيعي ويتماشى مع استقلال هذا البلد، بينما تحالف العراق مع أمريكا سيحول هذا البلد الى أداة ضد محيطه الجغرافي في المنطقة وستضاعف النفقات الامنية لهذا البلد.

 

من جهة أخرى المرجعية في العراق ولاسيما سماحة آية الله السيستاني اطلق تحذيرات مهمة بشأن الحكومة العديمة الفاعلية والتابعة، وبالنظر الى مكانة المرجعية في العراق لايمكن لأحد بعيداً عن هذا المحور الرئيس للقوة في العراق القيام بأي عمل ما.

 

*خبير في شؤون غرب أسيا

 




محتوى ذات صلة

ايران وعمان تطالبان بانهاء الجرائم الصهيونية ووقف اطلاق النار في قطاع غزة

ايران وعمان تطالبان بانهاء الجرائم الصهيونية ووقف اطلاق النار في قطاع غزة

أكد وزيرا خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان على ضرورة بذل الجهود الدولية لإنهاء جرائم الكيان الصهيوني والوقف الفوري لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.

|

اللواء صفوي: الكيان الصهيوني يخشى من صفعة ايران المرتقبة له

اللواء صفوي: الكيان الصهيوني يخشى من صفعة ايران المرتقبة له

أكد اللواء يحيى رحيم صفوي مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة الاسلامية، بان الكيان الصهيوني يخشى ويشعر بالهلع من انتقام وصفعة ايران المرتقبة له والتي تجعله يشعر بالندم على عدوانه على القنصلية الايرانية بدمشق.

|

خلال مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثاته مع وزير الخارجية الايراني في طهران 

النخالة: الشعب الفلسطيني هو المنتصر النهائي في هذه المعركة
خلال مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثاته مع وزير الخارجية الايراني في طهران

النخالة: الشعب الفلسطيني هو المنتصر النهائي في هذه المعركة

أكد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين "زياد النخالة"، بان المقاومة الفلسطينية سنحقق النصر النهائي في الحرب الراهنة على غزة، وان الشعب الفلسطيني سيقدم للعالم انموذجا يحتذي به من الصمود والمقاومة.

|

هنية يصل إلى طهران

هنية يصل إلى طهران

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى طهران للقاء مسؤولين في البلاد، وذلك مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 172.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  2. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
  3. الشيخ نعيم قاسم: اسرائيل لا يوقفها الا السلاح و المقاومة
  4. أمير عبد اللهيان: يجب على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي
  5. حماس تندد بتصريحات وزير الخارجية الامريكي وتصفها بانها تتناقض مع الحقيقة
  6. أنصار الله تدعو القوات المسلحة اليمنية الى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الصهيونية
  7. الرئيس الإيراني: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
  8. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,151 شهيدا و 77,084 إصابة منذ السابع من اكتوبر
  9. الجبهة الشعبية: الرد الايراني يعد حدث مفصلي وهام سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة في المنطقة
  10. السيد صفي الدين: المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة
  11. قيادي في الجهاد الإسلامي: المقاومة لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة
  12. ضابط سابق بالجيش الأمريكي يصف الهجوم الانتقامي الايراني بانه عملية عبقرية واستعراضا للذكاء التكتيكي والاستراتيجي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)