المقاومة مستعدة للرد
على العدوان الصهيوني

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أمل شبيب/ لبنان

بين التصعيد والتهدئة التي تعيشها غزة، والمعادلة التي ثبتتها المقاومة الفلسطينية وغرفة العمليات المشتركة في غزة الى ملف الأسرى الفلسطينيين والمفاوضات حول إدارة قطاع غزة وغيرها من المواضيع كان لوكالة القدس للانباء(قدسنا) لقاء خاص مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان "إحسان عطايا".

بداية اللقاء كانت من غزة ودلالات التصعيد والتهدئة التي تعيشها غزة اليوم، هذا الأمر كما قال عطايا يدل على الإرباك الكبير والتخبط الذي يعيشه الكيان الصهيوني، وهذا لم يعد خافياً على أحد، وذلك بسبب مواصلة مسيرات العودة السلمية التي تعبر عن تمسك الشعب الفلسطيني في غزة بحقه في العودة وتحرير فلسطين، والتي باتت تؤرق الكيان الصهيوني ولا سيما المستعمرات المحيطة بغلاف غزة، من جهة. ومن جهة أخرى إصرار المقاومة على معادلة القصف بالقصف،  وثباتها على مواقفها، وصمودها الأسطوري أمام تهديدات العدو وعدوانه المستمر.

وردا علي سؤال قدسنا حول ما اذا كانت هذه الحالة هي بديل عن المعادلة التي ثبتتها المقاومة الفلسطينية القصف مقابل القصف، يجيب عطايا: لا أظنها بديلاً عن معادلة القصف بالقصف، بل هي محاولة لكسر هذه المعادلة، والعدو يراهن على ذلك، إلا أن قدرة المقاومة على التعامل في الميدان مع الاعتداءات الصهيونية بحكمة وخبرة ودراية وحنكة، والردود المدروسة، تمنع العدو الصهيوني من تحقيق هدفه، ولذلك حين يلجأ العدو الصهيوني إلى التصعيد فهذا يدل على مدى عجزه عن تغيير قواعد الاشتباك، من جهة، ومن جهة ثانية يريد أن يوجه رسالة إلى جبهته الداخلية ومجتمعه المستاء من عجز الحكومة الصهيونية عن وقف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ومسيرات العودة،  ومن جهة ثالثة هو غير قادر حاليّاً على الذهاب نحو حرب، يدرك تماماً أنه غير قادر على حسم نتائجها، نظراً لتنامي قدرات المقاومة، ولعدم امتلاكه خطة واضحة لما بعد العدوان.

وحول تقييم عمل غرفة العمليات المشتركة في غزة قال عطايا:تعتبر غرفة العمليات المشتركة تجربة رائدة وفعالة، ونموذجاً ناجحاً للعمل الوطني المشترك يحتذى به، ويستحق الاهتمام والتطوير الدائم، للمحافظة على هذا المشهد الوحدوي الذي لم تشهد الساحة الفلسطينية مثيلاً له خلال مسيرة نضالها الطويلة، وقد أثبتت هذه الغرفة قدرتها على تطوير وسائلها النضالية في مقارعة العدو، واستطاعت توحيد المواقف الميدانية، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية للمقاومة.وكذلك أثبتت قوى المقاومة قدرتها على تنسيق العمليات الميدانية بأفضل الطرق وأنجع الوسائل، واستثمار ذلك التنسيق لمنع العدو من تحقيق أهدافه في تغيير قواعد الاشتباك، وإفشال مخططاته.

وبالإنتقال الى ملف الأسرى الفلسطينين كان لقدسنا سؤال عن عدم وصول الرواتب الى الإسرى ومن يتحمل تبعات هذا الموضوع أجاب ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان بأن المسؤولية المباشرة عن وصول الرواتب إلى الأسرى تقع على عاتق منظمة التحرير الفلسطينية، فهي المسؤولة، عبر المؤسسات ذات الصلة، عن تأمين وصول هذه الرواتب إلى الأسرى وإلى عائلاتهم أيضاً. ولكن منظمة التحرير الفلسطينية قد تخلت عن هذه المسؤولية وأحالتها إلى السلطة، وبذلك أصبحت خاضعة للتجاذبات السياسية ولاعتبارات التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، ولشروط المانحين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية.

وحول دور السلطة الفلسطينية في هذا الموضوع أضاف عطايا بأن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تحل محل منظمة التحرير الفلسطينية في موضوع وطني كموضوع الأسرى، للإعتبارات التي ذكرتها آنفاً،  ولذلك نرى أن على السلطة الفلسطينية أن تعيد ملف الأسرى إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والتي يقع على عاتقها وضع الآليات الكفيلة بحل هذه المشكلة لجزء كبير وعزيز من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقدمون زهرة شبابهم في سجون العدو الصهيوني ومعتقلاته.

وفي ملف المفاوضات حول إدارة قطاع غزة بين السلطة الفلسطينية وبين حركة حماس الى اين وصلت، وما هو أفقها، أكّد عطايا أن ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس هو في عهدة الإخوة المصريين الذين يجرون مباحثات معمقة مع وفدي الحركتين، ويبدو أنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية حتى الآن، لوجود عقبات كثيرة وشائكة. من جهتنا في حركة الجهاد نتمسك بموقفنا الثابت حول ضرورة إجراء المصالحة بين فتح وحماس، على قاعدة الحفاظ على الوحدة الوطنية، على أساس التمسك بالمقاومة، وصياغة إستراتيجية موحدة تلتزم بها كل الفصائل والقوى الفلسطينية لمواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها مؤامرة ترامب الكبرى (صفقة القرن).

كما أشار عطايا الى أن موقف حركة الجهاد الإسلامي واضح لجهة العمل على إسقاط هذه الصفقة، وعدم السماح بتقديم تنازلات سياسية مقابل فك الحصار الظالم عن قطاع غزة، ولا بفصل القطاع عن الضفة، ولا التخلي عن أي جزء من أرض فلسطين، وتحقيق ذلك يتطلب إجماعاً فلسطينياً على أساس واضح ومتين، ما دام الكل متفقاً على رفض الصفقة وضرورة العمل على إسقاطها.

وحول منع الكيان المحتل لوسائل الإعلام من البث من الضفة الغربية والحملة المنظمة ضد الصحفيين وسبب هذه الحملة وتأثيرها على الإعلامي الفلسطيني قال عطايا: يريد العدو الصهيوني أن يخفي اعتداءاته وجرائمه عن عيون المشاهدين في العالم، وذلك بفرض تعتيم إعلامي، وإرهاب منظم حتى على وسائل التواصل، لأنه يعلم أن صورته الحقيقية باتت تظهر أكثر فأكثر للعالم على أنه كيان عدواني مجرم. وما اعتقال الصحفيين مؤخراً والتنكيل بهم وإرهابهم إلا دليل على ذلك. هذا وقد جاءت هذه الاعتقالات بالتزامن مع إقرار قانون قومية الدولة العنصري، ما يعني أن العدو يستعد لفرض وقائع جديدة على الأرض تتعلق بالتطهير العرقي، وتوسيع الاستيطان، وسرقة الأرض، وتزوير التاريخ، وهدم كل المعالم والآثار المتعلقة بالحضارة الفلسطينية. وهو بذلك يريد أن يقوم بما يحلو له من دون شهود (إعلاميين) يوثقون جرائمه.

من هنا فإننا ندعو العالم إلى التنبه لما يسعى له العدو الصهيوني من تمرير جرائمه خارج نطاق المشهد الإعلامي والصورة الحية، وألا يسمح له بتنفيذ مخططاته التعسفية بحق أهل الأرض الحقيقيين.

وختم اللقاء مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا بالسؤال: في حال ارادت اسرائيل التصعيد او الذهاب الى حرب في غزة الى اي مدى يمكن لصواريخ المقاومة ان تصل؟

خلال عدوان 2014، وصلت صواريخ المقاومة إلى قلب عاصمة الكيان الصهيوني، مستوطنة "تل أبيب" التي هي بمثابة "بقرة بني صهيون المقدسة"، كما وصفها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلح، وقد كانت رسالة واضحة إلى الكيان الصهيوني بأن المقاومة مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في الرد على العدوان الصهيوني. اليوم راكمت المقاومة قدراتها، وأعادت تقييم تجربتها، وطورت إمكاناتها، وعززت استعداداتها، ما يسمح لها بالذهاب إلى أبعد مدى ممكن في ردع العدو ومعاقبته على أي عدوان قد يجرؤ عليه.