الجمعه 19 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir
في كلمة خلال الملتقي الرابع "من اجل العدالة لفلسطين"

مسؤول ايراني: العدالة في فلسطين تتحقق عبر عودة اللاجئين واجراء استفتاء عام

قال نائب رئيس رابطة الثقافة و العلاقات الإسلامية ممثل الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة الفلسطينية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية«عباس خامة يار» ان البشرية وطيلة حروب ونزاعات مريرة أدّت إلي سقوط عشرات الملايين من الناس، وتهجير مئات الملايين؛ لم تشهد طغياناً كما شهدته فلسطين علي أيدي الصهاينة المجرمين.

قال نائب رئيس رابطة الثقافة و العلاقات الإسلامية ممثل الأمانة العامة للمؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة الفلسطينية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية«عباس خامة يار» إن البشرية وطيلة حروب ونزاعات مريرة أدّت إلي سقوط عشرات الملايين من الناس، وتهجير مئات الملايين؛ لم تشهد طغياناً كما شهدته فلسطين علي أيدي الصهاينة المجرمين.

 

و اضاف خامه ايار في كلمة القاها في الملتقي الرابع 'من اجل العدالة لفلسطين 'اقيم في بيروت مساء الاحد : إذا كان العدل من صفات الذات الإلهية، ومطاليب البشرية علي مدي التاريخ، تبقي قضية فلسطين في طليعة القضايا العادلة، منذ أوائل القرن الماضي. وإنّ طلب العدل وإنصاف الشعب الفلسطيني، وإن بعد قرن أو سبعين سنة، هدف إنساني وأخلاقي بامتياز لأنه ينهي الظلم والعدوان علي شعب شهد اغتصاب الأرض والتشريد واللجوء والفقر والحرمان وأبشع الجرائم، ولايمكن لأحد في العالم أن يطفيء شعلة المطالبة بالحرية لفلسطين أرضاً وشعباً، كما لايمكن القبول بالدعوة إلي التطبيع مع الكيان الغاصب، بل والادعاء بحقه وديمقراطيته لأنه كيان عنصري، ولا يُتوقّع من العنصرية أن تلتزم العدل والإنصاف.

 

ولذلك ظلّت قضية سلب الشعب الفلسطيني أرضَه التاريخية، وستظل، هي القضية الأولي والمركزية لأمتنا والتي تحظي بتعاطف شعوب العالم، وبتأييد الكثيرين من دوله، علي الرغم من دعم الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وتخاذل أنظمة عربية وإسلامية في مواجهة الكيان الغاصب لفلسطين.

 

ووصرح : اليوم، وبعد كلّ ما جري في هذه المنطقة التي شكّلت محور الأطماع الاستكبارية والصهيونية منذ عقود، من صراعات وحروب داخلية مدمّرة، ونهب لثروات الشعوب أو التفريط بها، وكان للحلف الصهيو أميريكي الرجعي الشيطاني دور بارز فيها؛ ومع اتضاح الأهداف الحقيقية من وراء إشعال هذه النزاعات، وفشل المستعمرين في تحقيق مطامعهم الخبيثة بفضل المقاومة الباسلة في المنطقة، فقد آن الأوان لإعادة توجيه البوصلة من جديد باتجاه فلسطين، لا سيما بعدما أثبتت تحولات المنطقة خلال الأعوام الأخيرة أن الكيان المحتل لفلسطين يقف وراء الكثير من هذه الأحداث والتطوّرات، كذلك وبعد ازدياد جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

وتابع : من هنا ينبغي علي كلّ الشعوب العربية والمسلمة أن تعيد توجيه طاقاتها وقدراتها باتجاه نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، ليس كتعبير عن التزام ديني وأخلاقي وإنساني من قِبل هذه الشعوب فحسب؛ وإنما لأن هذا الموقف بات مطلوباً، وبإلحاح، أكثر من أي وقت، في سبيل توحيد شعوب المنطقة، وإعادة تحصين الدول العربية والإسلامية من اختراقات التكفير والتدمير، والتصدي لمخططات الاستعمار، والسعي لتحقيق السيادة الكاملة لشعوبنا بعيداً عن المؤثرات والإملاءات الخارجية. من هذا المنطلق، تؤكد الجمهورية الإسلامية في إيران علي مواقفها الداعمة لفلسطين، مثلما كانت عليه دائماً بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة، قبل أربعة عقود من الزمن، رافعة شعار «اليوم إيران وغداً فلسطين»، محولة سفارة الكيان الصهيوني الغاصب في طهران إلي أول سفارة لدولة فلسطين، واستمر هذا الدعم حتي أفشل الكثير من مخططات أعداء الأمّة، ما جعل إيران في مواجهة مباشرة دفعت بالحلف الأميركي الصهيوني لإطباق الحصار علي إيران، والسعي لإسقاط نظامها الثوري لضرب خط المقاومة والممانعة في المنطقة.

 

واردف : علينا أن لا ننظر إلي 'الوجود الاسرائيلي ' علي أنه شكل من أشكال الاحتلال فحسب، أنه استعمار بامتياز ؛ فان مقولة 'من النيل الي الفرات' مشروع استعماري متكامل ومتواصل . وبالتأكيد فإن القراءة الاستراتيجية الإيرانية لقيام الكيان الإسرائيلي واستمرار هذا الوجود يقوم علي هذه النظرية، وهنا يطيب لي أن أعيد إلي الأذهان المفاهيم التي طرحها الإمام الخميني الراحل علي مدي خمسين عاماً من نضاله في هذا الاتجاه والذي اعتبر 'اسرائيل غدة سرطانية في جسد الأمة الإسلامية '. إن للكيان الاسرائيلي وداعميه استراتيجيات وطموحات ومخططات أعمق بكثير مما يتصوره جزء من النظام العربي الرسمي الذي يركز علي الواقع، ويكتفي بالقول بأن المشروع الاسرائيلي مشروع احتلالي للأراضي العربية أو لجزء منها، بينما تنظر جبهة المقاومة إلي الموضوع بأنه تهديد للوجود الاسلامي و العربي وليس استهدافاً لمنطقة أو أرض فحسب. إنه وجود استعماري ، استكباري، امبريالي في عمق العالم العربي، والفارق بين القرائتين كبير. ومن هنا فإن موقف إيران حكومة و شعباً وعلي رأسها قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي ، يؤكد دائماً أن الكيان الصهيوني هو العامل الاساس في تفجير الصراعات وتهديد استقرار المنطقة.

 

واضاف خامه يار : إن عملية التصدي للمشروع الاسرائيلي في المنطقة تعتبرها طهران مواجهة لمشروع الهيمنة الاستعمارية الشاملة وهذه رؤية استراتيجية قد لايتبناها أو لا يريد تبنيها النظام الرسمي العربي في مواجهة إسرائيل في كثير من الأحيان ، فيتم إساءة فهم الرؤية الايرانية إلي درجة كبيرة ، تصل بالبعض إلي اعتبارها تهديدا لبعض العرب. إنني وعبر منصة هذا الاجتماع الكبير والمبارك أدعو للتقارب فيما بيننا – أيرانيين وعرباً – في فهمنا لحقيقة وجوهر المشروع الاسرائيلي لتتبلور مبادرة فكرية حوارية إيرانية – عربية تستهدف المقاربة في الفهم وتعرية واقع العدو وإعادة الحق لأصحابه وتأكيد عدالة قضية شعبنا الفلسطيني المقاوم. إن الدق علي الوتر العرقي و الطائفي خدمة للمشروع الصهيوني أمر مرعب ومخيف ! لكنه لن لايثنينا عن مواصلة الدرب والاتجاه نحو الهدف المنشود ، وهو تحرير الأرض والإنسان، وإستمرار المقاومة حتي تحقيقه.

 

وصرح إن الفجوات الاجتماعية التي تفاقمت في إسرائيل، وانعدام القدرة علي ردع تيار المقاومة في المنطقة و لبنان وفلسطين، دفع بالكيان الصهيوني وحلفاءه للبحث المستميت عن حلول أمنية جديدة للحفاظ علي أمنه؛ حيث تشعر إسرائيل أن انتصارات جبهة المقاومة في الساحة قد وضعهاـ أمام إرباك كبير؛ فلم تعد قدرة الردع و التفوق العسكري صامدة أمام إيمان المقاومة وثباتها، لذلك عملت بكل جهدها لخلط الاوراق وبعثرة الأمن، ومنها التهديد والتآمر والعدوان الدائم علي المنطقة و الجمهورية الإسلامية.. فكيف يطلب من طهران أن تتقوقع داخل محيطها، ويسلب منها حق الدفاع عن مشروعها في دعم القضايا العادلة؟ بالعكس، إن علي الجميع، ومن حقهم، بما فيهم إيران، بل وكل الدول العربية، أن تملك رؤية دفاعية و رادعة ومشروعاً في ظل التحولات الكبري في المنطقة ، فعلي كل النخب الثقافية والسياسية أن تدرك هذا التهديد وتحث المعنيين للسير في اتجاه التأسيس لمنظومة أمنية دفاعية مشتركة تقيها شرور هذا الوباء.. والسؤال هو: أين مشروع مفكري الامة و نخبها أمام هذا التهديد الوجودي والتحدي القيمي؟! ماهي الاستراتيجية و المشروع التنموي؟ أين الديمقراطية ودور الشعوب في هذا المشروع؟.

 

واكد خامه ايار: انطلاقا من حرقة واهتمام إنسان مخلص أن جزءا من العقل العربي المسلم ربما يواجه أزمة البديل الاستراتيجي؟! هل المشروع التكفيري ! هو البديل؟! هذا ما حاولت بعض الأنظمة زرعه في مجتمعاتنا، وبالمقابل يحلو للبعض أن يتراجع عن دعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، بل وتخوينهم. فليتراجعوا ولكن ليس من حقهم أن يطلبوا منا التراجع عن مبدا دعم المقاومة.. ففيها عزتنا وكرامتنا .. ومستقبلنا المشرق .. والمشكلة هي في 'الوجود' غير المشروع للكيان الصهيوني وليست في المقاومة !.

 

وتابع إن مفهوم العدالة لفلسطين، كما تراه الجمهورية الإسلامية، يتجسد في تطبيق الحل الوحيد لهذه الأزمة وهو قطع جذورها إذ لا حل آخر لها، حتي لو بذلت الإدارة الأميركية ما لديها من قوة لدعم الكيان الصهيوني. إن عودة الفلسطينيين إلي وطنهم، وإجراء استفتاء عام يشارك فيه الفلسطينيون الأصلاء مسلمين ومسيحيين ويهوداً لاختيار نظام الحكم الذي يريدونه وفق أسس الديمقراطية ومراجعة آراء الشعب من خلال صناديق الاقتراع، وتأسيس نظام يقرّر مصير الوافدين إلي هذه الأرض، وأبقائهم أو ترحيلهم أو إسكانهم في مناطق خاصة يشكل الحل الوحيد لهذه القضية. ولكن .. اذا أراد العدو الصهيوني أن يتمادي في غيه وطغيانه وعنجهيته سوف

تستمر مقاومة هذا الشعب الذي يأس من دعم المحيط الإقليمي له في نضاله المقدس، والذي سيروي نهضته وثورته بدماء أبنائه حتي تحقيق النصر. إن مشروع تسوية القضية الفلسطينية لايمكن أن يتحقق من دون إعادة الحق السليب إلي أصحابه وليس أمامنا إلا خيارين: إما القبول بالواقع والتطبيع مع الوجود الاسرائيلي ما لاينتج إلا مشاريع التوطين والإستيطان و إلغاء حق العودة والقبول بحل الدولة اليهودية وإقصاء الفلسطينيين إلي ما وراء حدود أرضهم؛ أو الثورة علي الواقع وبناء مشروع يشحذ له كل الإمكانات الإقليمية والإسلامية لخدمة القضية الفلسطينية.

 

وتابع : إن تجاوز الواقع ليس مستحيلا وهذا ما أثبتته الثورة الإسلامية والمقاومة بانتصارتها المتعددة في كل الميادين إنه ممكن بشرط أن يكون اتفاق إقليمي – إسلامي يخرج من دائرة التبعية والوظيفية و التحالف مع الغرب إلي دائرة استقلالية القرار و من دائرة الخوف والرعب من المستقبل إلي الثقة بالنفس. وهذا لايتم بإرادة دولة واحدة في المنطقة بل يتم بوحدة وإرادة جماعية. وإلي من يدعي السلام وينتقدنا لمعارضته، قلنا و نقول دائماً: نحن نعارض عملية السلام، لكننا حتي إن لم نكن علي هذا الموقف لما تحقق السلام المزعوم، لأن القضية لا تتحمل أنصاف حلول مستوردة مفروضة، والكيان الصهيوني حتي لو وفي بما يُتفق عليه، سيمنح أربعة بالمئة من أرض فلسطين للفلسطينيين في مساحات متناثرة متوزعة متفرقة بلا سيادة كاملة‌ حقيقية. فهل يريد المطبعون ذلك . إن المطبّع سيجلب الخزي له، ولن يصل إلي ما يصبو إليه، لأن هذا الكيان سيزول، وستتحرر فلسطين من النهر إلي البحر موحّدة عاصمتها القدس.

 

واكد خامه يار إن تحرير الأرض المغصوبة واجب شرعي إسلامياً وحق مكفول في القانون الدولي. وهذه هي العدالة الحقيقية، ولن تتواني الجمهورية الإسلامية عن دعم المقاومة والانتفاضة والعمل علي تحرير فلسطين ودعم أبنائه المضطهدين. وإذ تحيّي الجمهورية الإسلامية كلّ الذين يسعون لنصرة فلسطين والقدس قضية وأرضاً وشعباً، تؤكد مجدّداً علي أهمية الدعم علي كافة الصعد السياسية والقانونية والإعلامية والإنسانية، وأن يتكامل كل ذلك مع العمل العسكري المقاوم داخل فلسطين تحديداً، تمهيداً للمعركة الكبري التي ستحقق العدالة الكاملة لفلسطين، ولشعبها المضحّي والعزيز.


| رمز الموضوع: 315494







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الحرب في اليوم 175 :شهداء بالعشرات والاحتلال يفرج عن اكثر من 100 اسير
  2. قائد حركة انصار الله: القوات المسلحة اليمنية استهدفت 86 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا
  3. “القسام” تعلن استهداف 3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركفاه، وجرافة عسكرية
  4. سانا: استشهاد وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين جراء عدوان إسرائيلي على ريف حلب
  5. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  6. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  7. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  8. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  9. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  10. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  11. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  12. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)