الخميس 9 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

صفقة القرن؛محاولة لشطب
مفاهيم الصراع مع اسرائيل

عبد الحسين شبيب

في تصريح خاص لوكالة القدس للانباء(قدسنا) أشار الكاتب و الإعلامي اللبناني «عبد الحسين شبيب» إلي واجب الدول الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية وقال: إن  الدول الاسلامية مسؤولة تجاه القضية الفلسطينية ومدينة القدس من عدة اتجاهات:

 

الاتجاه الاول ديني اسلامي يلزمها بان ترفض اي اعتراف باسرائيل كدولة قائمة على ارض اسلامية محتلة لا يجوز لاحد ان يتنازل عنها او يفرط بها  تحت اي اعتبار سيادي او سياسي او نفعي، باعتبار هذه الدول لا تملك حقا يخولها القيام بخطوة من هذا النوع. وبالتالي فان استمرار حالة الانكار والرفض من منظور ديني لقيام دولة غاصبة على ارض اسلامية  هو الضمانة الاولى لابقاء حق تقرير المصير وحق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه الاصلي والاساسي قائمين وفعالين وممكنا التطبيق مع لزوم سعي هذه الدول الاسلامية الى دعم الفلسطينيين بجميع الوسائل لتنفيذ حقهم في استعادة وطنهم فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف بشطريها الشرقي والغربي.

 

أما من زاوية قانونية ايضا فتستطيع الدول الاسلامية أن تحتج بمندرجات الشرعية الدولية التي ترفض اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل نظرا للوضع الخاص الذي انشأته الامم المتحدة عام 1947 ضمن قرار تقسيم فلسطين والذي اخرج المدينة المقدسة من التبعية لاي من الدولتين اليهودية والعربية اللتين انشأهما ووضع لها نظاما خاصا خاضعا لاشراف دولي. ومع رفضنا المطلق لقرار التقسيم وقرار ادراج القدس الشريف ضمن وضع خاص واخراجها من السيادة العربية، فان الدول الاسلامية المهرولة نحو شطب القضية الفسطينية وانهاء قضية القدس بحسب الرؤية والمصالح الاسرائيليتين تستطيع ان تتذرع بالشرعية الدولية لفرملة اندفاعها نحو الاستسلام الكامل للضغوط الاميركية، مع تحفظنا على ما يسمى الشرعية الدولية التي لعبت دورا قذرا في دعم الكيان الصهيوني وتمكينه بطرق مختلفة.

 

وتابع شبيب قائلا: بالتأكيد فان هذا الكلام موجه للدول الاسلامية التي تتذرع بالواقع وبعدم قدرتها على مواجهة المشروع الاميركي او الصمود في وجه الضغوط الاميركية وهي تستطيع المواجهة والصمود لو ارادت ولكن هذا المسار القانوني هو من باب القاء الحجة وتحميلها المسؤولية وتعريفها على كيفية الافلات من الضغوط الاميركية لو ارادت ولكن الاعمال بالنيات وهذه الدول قد ادمنت التبعية للولايات المتحدة وتخلت عن سيادتها على اقليمها ولم تعد فلسطين ولا شعبها ولا القدس الشريف يعنون لها شيئا.

 

وعن الخطوات العملية التي ينبغي علي الدول الاسلامية ان تقوم باتخاذها قال الاعلامي اللبناني: إن الدول الاسلامية التي تنتمي فعليا الى عالم الاسلام السياسي والجهادي والانساني وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية فانه يقع على عاتقها دوما احباط مشاريع التسوية ورفض الخضوع للهيمنة الاميركية والصهيونية، وتبقى هي مسؤولة مع فصائل واطراف محور المقاومة في الاعداد لمواجهة اي خطة او صفقة لشطب القضية الفلسطينية وقضية القدس وتسخير جميع الوسائل لهذه الغاية النبيلة، ودعم الشعب الفلسطيني ومساعدته للصمود امام الضغوط والاغراءات الغربية لكي يبقى متمسكا بوطنه الأم مع عاصمته القدس الشريف كما كانت قبل قرار تقسيم فلسطين عام 1947. وبالتالي فان مهمة هذا المحور الاسلامي حاسمة في نزع اي شرعية مدعاة او يمكن ان تمنح من اطراف المحور الاميركي للصهاينة في ارض فلسطين والمدينة المقدسة. وهذا الصمود في رفض الاعتراف بالامر الواقع سيكون حاسما ان شاء الله في تحفيز الفلسطينيين وعدم تيئييسهم من مستقبل مشرق باذنه تعالى.

 

ورداً علي سؤال حول محاولات التقارب بين بعض الدول العربية والاحتلال الاسرائيلي، أكد شبيب، أن التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني فشل رغم مرور عقود متتالية على اتفاقيات كامب دايفيد واوسلو ووادي عربة بسبب الرفض الشعبي لهذه التسويات المذلة والمجحفة بحق الفلسطينيين والعرب، ولأن هناك عامل ديني اسلامي ومسيحي يؤدي دورا فعالا في الممانعة، من هنا يحاول العدو الالتفاف على تجربة التطبيع الفاشلة التي انتجتها الاتفاقيات الآنفة الذكر والتوجه نحو من يعتبرونه دول مؤثرة دينية وفي مقدمها السعودية تستطيع بحكم طبيعتها الدينية الاسلامية ونظامها ااسلطوي ان تفرض على رجال الدين عندها استخراج فتاوى تشرعن وتجيز التطبيع مع العدو الاسرائيلي كما هي حال الفتاوى التي تواكب حاجة ولي عهد المملكة محمد بن سلمان لوضع خطته التغييرية موضع التتفيذ، بما تضمنه من حالات صدامية متوقعة داخل المجتمع السعودي الذي تجري الآن محاولات لنقله من ضفة التشدد الديني الذي رعاه النظام السعودي العائلي السياسي والديني طوال العقود الماضية الى ضفة اللبرلة والانفتاح بلا حدود او ضوابط، لا بل التفلت القيمي الذي تم التعبير عنه في عدة مناسبات من مواطنين سعوديين. لذا فان رهان اسرائيل على بعض الدول العربية لفتح مسارات تطبيعية بات هو الارجح في سياق تتنظيم ادوار جديدة لهذه الدول والبداية من خلال اسقاط حرمة التطبيع وادخاله تدربجيا من خلال شخصيات دينية وسياسية وثقافية واعلامية الى ساحة النقاش النظري والتطبيق العملي واعتباره ليس عملا محظورا كما كان في السابق بل بوصفه حاجة جديدة لمواجهة الخطر الايراني انطلاقا من التصالح التام مع المشروع الصهيوني.

 

وأما فيما يخص صفقة القرن، اعتبر الكاتب و الإعلامي اللبناني هذه الصفقة بأنها الصيغة الاحدث لانهاء القضية الفلسطينية واقفال ملف الصراع العربي الاسرائيلي بكل مندرجاته.

 

وعن أهداف هذه الصفقة، رأي بأنها تهدف إلي فتح مسارات متزامنة تشتغل كلها على هدف استراتيجي واحد هو انهاء الصراع مع اسرائيل وجعلها كيانا سياسيا ودينيا قائما بذاته دون اي حالة اعتراض وتحويلها الى جار صديق بعد تحويل ايران الى دولة عدوة، ثم جعل التطبيع معها مسارا طبيعا في كل المجالات بحيث تشطب جميع نظريات ومفاهيم ومفردات الصراع مع اسرائيل لصالح انتاج نظريات ومفاهيم ومفردات جديدة لا يعود فيها الفلسطيني كائنا قائما بذاته لديه حقوق تقرير المصير والعودة واستعادة وطنه الام او اقامة دولته المستقلة، ويختفي هذا الكائن بعد ان تكون المسارات الثنائية والمتعددة الاطراف العربية والصهيونية قد اصبحت هي السائدة في منطقة الشرق الاوسط بناءا على فتاوى وتفاسير دينية وتاريخية لما اسماه البعض من القادة العرب حقا تاريخيا دينيا لبني اسرائيل في فلسطين دون غيرهم، الى ما هنالك من تحولات في اللغة السياسية والخطاب الاعلامي تجعل من الصهيوني صديقا وشريكا في بناء شرق اوسط جديد مسرحه كل المناطق التي يشتغل فيها التاثير السعودي بالمال والدين والابتزاز ..الخ.


| رمز الموضوع: 314894







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. تعقيبا علي الهجوم المركب بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية إعلام الاحتلال يقر بصعوبة تعامل جيش الاحتلال مع مسيّرات حزب الله
  2. حزب الله يستهدف مقر قيادة في "عرب العرامشة".. والاحتلال يعترف بإصابات بالغة
  3. الرئيس الايراني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي: سنرد على أي عمل ضد مصالح إيران بقوة أكبر وأوسع وأكثر ايلاما مقارنة بردنا السابق
  4. المرجع الديني آية الله جوادي آملي يشيد بعملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني
  5. الكشف عن مقبرة جماعية بغزة / قوات الاحتلال أعدمت الشهداء ودفنتهم في باحة مجمع الشفاء
  6. "الجهاد الإسلامي" تشيد بالرد العسكري الإيراني واستهداف مواقع عسكرية داخل الكيان الصهيوني
  7. في اتصال هاتفي مع وزير خارجية بريطانيا امير عبداللهيان: لو اقدمت "اسرائيل" على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلا وأوسع وأكثر اقتدارا
  8. المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: الكيان الصهيوني سيتلقى ردا أقوى بـ10 أضعاف إذا واصل ممارساته الشريرة
  9. انعقاد ندوة "تداعيات وأبعاد معاقبة الكيان الصهيوني" الرد الإيراني العقابي على الكيان الصهيوني كان تطورا كبيرا ومصيريا وستتضح آثاره مع مرور الوقت / إسرائيل أصبحت عبئاً على الغرب وأمريكا
  10. تفاصيل رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
  11. تقریر.. تداعیات الرد الإیرانی تلقی بظلالها على إعلام العدو الصهیونی
  12. حزب الله: الرد الإيراني حقق أهدافه العسكرية المحددة بدقة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)