qodsna.ir qodsna.ir

الاستفتاء العام..استراتيجية
لإزالة إسرائيل

محمد جواد روحي

وكالة القدس للانباء(قدسنا) محمد جواد روحي*: خلال استقباله حشدا من الأساتذة والنخب والباحثين في الجامعات، وصف قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، السيد علي الخامنئي، رئيس حكومة الكيان الصهيوني بشمر الزمان الذي يتظلّم أمام الأوروبيين الذين يتناسون جرائمه في القدس وغزّة ويؤيّدونه وعرض سماحته مشروع الجمهورية الإسلامية المنطقي والديموقراطي فيما يخصّ تحديد مصير فلسطين.  


وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الجمهورية الإسلامية تنتهج الأسلوب المنطقي في كافّة القضايا وتابع سماحته متحدّثاً في الشأن الفلسطيني وقال: تتصرّف الجمهورية الإسلامية بأسلوب منطقي حيال كافة قضايا المنطقة. فيما يخصّ الكيان الصهيوني كان جمال عبد الناصر يهتف بأنّنا سنلقي اليهود في البحر. لم نتحدّث بهذا المنطق منذ اليوم الأوّل، بل قمنا منذ اليوم الأول بالإعلان عن مشروعٍ وقلنا أنّ الديموقراطية أسلوب حضاري يتقبّله الجميع في العالم؛ قلنا بأن إلجأوا للشعب الفلسطيني من أجل تحديد مصير البلد التاريخي فلسطين. وقد تمّ تسجيل هذا المشروع في الأمم المتحدة على أنّه رأي الجمهورية الإسلاميّة. أولئك الفلسطينيون الحقيقيون والذين عاشوا في فلسطين منذ ٨٠ عاماً ومنذ ١٠٠ عام -إن كانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيين- أينما كانوا، في الأراضي المحتلّة وخارجها، فليتمّ إجراء استفتاءٍ لهم. وليحدث ما يقولونه هم.

 

إن اقتراح اجراء استفتاء عام في فلسطين من قبل الجمهورية الإسلامية يعود إلي ثمانية عشر سنة. وقد أكد قائد الثورة الإسلامية علي هذا ضرورة اجراء هذا الاستفتاء عدة مرات.

 

إن البعض قد فسر تصريحات قائد الثورة الإسلامية فيما يخص اقتراح اجراء استفتاء عام في فلسطين علي أنها نوع من التراجع في السياسية الخارجية لنظام الجمهورية الإسلامية والتي عرفت بأنها سياسة تقوم علي مقارعة الاستكبار العالمي والدفاع عن القضايا العادلة.

 

أن هؤلاء يزعمون بأن تراجع الانظمة العربية عن مبدأ الدفاع عن القضية الفلسطينية ومحاولات تلك الانظمة لاقامة علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني دفعت الجمهورية الإسلامية للتراجع عن موقفها من القضية الفلسطينية.

 

وسيتند البعض منهم إلي اقوال الرئيس الأمريكي الذي ادعا بأن السلطات الإيرانية غيرت نهجها السياسي الذي تتبعه في المنطقة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

 

تلك التصريحات التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، حيث قال ترامب: أن الإيرانيين "لا ينظرون، كما كان الحال في السابق، إلى منطقة المتوسط أو إلى ما يحدث في سوريا واليمن وأماكن أخرى".

 

واعتبر أن إيران "أصبحت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلدا آخر تماما"، معربا عن أمله بأن يجلس الإيرانيون إلى طاولة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق مرض لجميع الأطراف المعنية، بما فيها طهران.

 

 ما يمكن قوله هو ان هذه الادعاءات ما هي إلا محاولات تدخل في إطار عمليات الحرب النفسية ضد ايران ومحور المقاومة.

 

وهنا لابد من الاشارة إلي نقطة هامة وهي أن الأبعاد المتعددة لمقترح قائد الثورة الإسلامية لم تفهم من قبل الجهات المعنية كما انها لم تفهم من قبل وسائل الاعلام الأمر الذي دفعها ان تفسر الأمر بشكل خاطئ.

 

 ان التفسيرات الخاطئة لمقترح الجمهورية الإسلامية الإيرانية لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، دفعت قائد الثورة إلي الاشارة إلي هذا المقترح من جديد وذلك استقباله جمعاً من مسؤولي الجمهورية الإسلامية وسفراء البلدان الإسلامية في إيران، في أول أيام عيد الفطر السعيد، حيث أكد سماحته:

 

"مثل كل البلدان الحرة في العالم، ينبغي سؤال الشعب الفلسطيني ـ الفلسطينيين الحقيقيين ـ سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً، أولئك الفلسطينيون منهم لا الذين دخلوا فلسطين من أماكن أخرى. ينبغي الرجوع لأصوات الذين هم فلسطينيون واستفتاؤهم وهم الذين يحددون النظام الحكومي في أرض فلسطين، وهذا النظام الحكومي سوف يتخذ قراره بشأن الذين دخلوا هذه المنطقة أي الصهاينة ورؤسائهم والباقين. ليس لفلسطين حلٌ سوى هذا الحل، وهذا هو القضاء على الكيان الصهيوني الباطل الزائف الذي يتولى الأمور اليوم وزواله، وهو الأمر الذي سوف يتحقق بشكل مؤكد في المستقبل غير البعيد ـ ولا يمكن تحديد الزمن، في المستقبل غير البعيد كثيراً ـ بحول الله وقوته. وإذا كان هذا فسوف تستطيع الشعوب المسلمة في هذه المنطقة أن تكتسب وحدتها إن شاء الله."

 

اذن ان اقتراح قائد الثورة الإسلامية لاجراء استفتاء عام في فلسطين هو عبارة عن استراتيجية لايجاد حل ديمقراطي يؤدي إلي زوال "اسرائيل".

 

*خبير في الشؤون السياسية


| رمز الموضوع: 314427