السفير الايراني في بيروت: إيران ستبقي بجانب لبنان لإجهاض كل المؤامرات ضده

أحيت حركة 'أمل'، 'الذكري السنوية لاستشهاد القائد المسؤول التنظيمي العام للحركة الدكتور مصطفي شمران'، خلال احتفال حضره السفير الإيراني محمد فتحعلي و نجل الامام السيد موسي الصدر السيد صدرالدين الصدر وممثل مفتي صيدا والجنوب سليم سوسان و مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله و عدد اخر من المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين.

وكانت كلمة لفتحعلي شكر في مستهلها للحركة ورئيس مجلس النواب نبيه بري 'إتاحتهما فرصة المشاركة في الذكري السنوية لاستشهاد القائد المقاوم الفذ الدكتور مصطفي شمران'، وقال: 'منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران علي يد الامام الخميني بدأ تاريخ جديد لهذه الامة، وبدأت معه نهضة المستضعفين ترنو ابصارهم وتخفق راياتهم انتصارا بعد انتصار، فكان نصر عام 2000 والانتصار الالهي عام 2006 ودحر الارهابيين التكفيريين في السنوات الاخيرة فاتحة لعصر انتصارات الشعوب. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي ظل القيادة الحكيمة للامام السيد علي الخامنئي وحكومة الرئيس الشيخ حسن روحاني ستبقي علي الدوام الي جانب لبنان في السراء والضراء لاجهاض كافة المؤامرات التي تحاك ضد لبنان وضد الامة الاسلامية وفي أي بقعة من هذا العالم التزاما بالتكليف الشرعي والواجب الاسلامي الذي تعلمناه من امامنا الراحل الامام الخميني'.

وختم: 'للمقاومة انجازات بفضل تضحيات ودماء بذلها المقاومون وفي مقدمها الشهيد شمران، وبفضل قيادات حكيمة متمثلة بدولة الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله وهذا الجمهور الطيب والوفي، فالمطلوب المحافظة علي هذا الارث الكبير من التضحيات والانجازات'.

وألقي خليل حمدان، ممثل حركة 'الجهاد الاسلامي'كلمة قال فيها: 'التحية لامام الوطن والمقاومة الامام المغيب السيد موسي الصدر وأخويه وجميع شهداء المقاومة الأبرار الذين استحالوا نصرا وحرية وعزة وكرامة علي مساحة أمتنا العربية والإسلامية، الشهداء الذين رسموا وصاياهم علي شكل الأمل المتجدد، متوعدين باندحار الارهاب الصهيوني والتكفيري وواعدين بنصر متجدد مع صلاة الفجر وآذان المغيب، أوليس الصبح بقريب'.

أضاف: 'اسمحوا لي بداية أن أنقل لكم تحيات أخي رئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري الذي كان يحلو له الجلوس الي الإمام القائد السيد موسي الصدر والقائد مصطفي شمران المسؤول التنظيمي الأول والعلامة الفارقة في مسيرة أفواج المقاومة اللبنانية أمل العسكرية والتنظيمية. الرئيس بري كتب مرة: من نبيه بري الي شمران: 'كنا نحب أن يحدثنا قليلا لكنه كان يظل عليه التهيب ولكن صمته وتسمر عينيه كانا يجعلاننا نعتقد أنه ذهب بأفكاره الي مكان آخر والمكان ايران، أزعم أنني عرفته وصدقته حتي حين كان يتهامس شمران والامام الصدر بالفارسية يبادرني الامام الصدر بأن جمرة الثورة المموهة بالرماد علي مساحة ايران قد آن أوان اندلاعها. أيقنت منذ تلك اللحظة أن الخنوع يجعل الوقت عنكبوتا من الوهم في ذلك الوقت، قلت مرة في نفسي أنه ليس من قبيل المصادفة أن يمتد الصحابي سلمان الفارسي فجرا في حياة المسلمين الأوائل كما أنه ليس من قبيل الصدفة أن يمتد مصطفي شمران الفارسي برقا مضيئا في حياة المقاومين الأوائل الذين نهضوا في الجنوب والبقاع ومن أحزمة البؤس وأعلنوا قيامة أفواج المقاومة اللبنانية أمل، أجل من هنا كانت البداية وهنا لم تكن النهاية بل حيث تكون القضية قضية حق نحن نكون. كلمات قالها الامام الصدر والإمام يبقي القضية قالها الإمام والشهيد علي عباس نفذ الوصية حيث استشهد قبيل استشهاد الشهيد شمران بأيام مدافعا ومعطاء حتي اليوم، علي عباس قضي شهيدا في ايران تلك الأرض التي أحب طالما لثمها حبا وعبادة علي مقربة من شمران في حياته ومماته. ولم يكن الشهيد علي عباس وحيدا من أمل بل كان الشهيد عبد الرضا الموسوي ومعظم الذين واكبوا الشهيد شمران في جبهات القتال في ايران استشهدوا غيلة وحقدا علي يد جلاوزة صدام المقبور، من الشهيد صادر كفل وكفل كفل وطه حسين وسواهم ومن الأحياء كثيرون يبتغون رحمة الله والله يحب المنتظرين'.

وتابع: 'الشهيد شمران كلمة سر الامام الصدر وهو رجع صداه، أحب الناس هذا القادم من البعيد الي رحلة العذاب في البقاع والجنوب في الضاحية والجبل والنبعة. لا داعي للشرح والتحليل لهذه الشخصية، نقول مصطفي شمران يعني ثقة الامام الصدر يعني الرجل المقدام، يعني الرجل العالم، يعني الجندي المجهول، يعني هذا المسكون بحب الفقراء، قال عن نفسه: ليتني أكون تراب أحذية الفقراء. كان القريب الي قلوب الجميع، فإذا أردت أن تذكر كل صفات الجهاد والعطاء المضيء، تقول مصطفي شمران وكفي. مصطفي شمران الذي يحلو له الجلوس في الظلام علي ضوء شمعة أو شعاع نجم يترنم بآيات من القرآن الكريم: وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وبشر الصابرين انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب، ويدعو: رباه أطلب إليك الصبر في سيري اليك رباه أغثني. يطرق باب الجنان كدحا ليلاقي ربه. قال مرة: ان منزلة الصابرين عظيمة يوفون أجرهم بغير حساب لا ينشر لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان'.

واوضح : 'في مؤسسة جبل عامل المهنية عاش مع طلابها وأساتذتها وعمالها كواحد منهم يرفق بالضعيف ويسمع لشكوي الأيتام يضفي عليهم طيف الأبوة ويغدق عليهم علما وتوجيها يكفيهم زاد السنين، لخص أمله وألمه في كلمات يقول: 'أسعد لحظات حياتي سقوط شاه ايران، وأكبر أمل عندي هو تحرير القدس الشريف، وأكبر ألم عندي هو تغييب الامام السيد موسي الصدر وأخويه. أجل هي الأطروحة السياسية وخريطة الطريق لكل متحفز لنصرة الحق، فشاه ايران المقبور بسقوطه سقط مشروع الانحياز لاسرائيل والانتصار لها بل قلب المعادلة من دولة الشاه المقبور الحريص علي رفع علم العدو الصهيوني في طهران الي مشروع الدولة المنتصرة للقضية الفلسطينية ليرتفع علم فلسطين في طهران. إن ذلك شكل انقلابا في التوازنات، يحق للشهيد شمران أن يكون سعيدا عندما يري علم فلسطين علي انقاض علم اسرائيل يرفرف في طهران وتزداد جرعة الأمل عند الشعوب بأن النصر آت وفلسطين ستبقي لأهلها ليأتي الأمل الذي يعقده الشهيد شمران علي تحرير القدس الشريف معراج رسالتنا وملتقي قيمنا بتعبيـر الامام الصدر، وأكبر ألم عند الشهيد تغييب الامام الصدر هو ألمنا جميعا، ونحن إذ نؤكد أن هذه القضية لن تطويها السنون بل في اعتقادنا ان الامام الصدر وأخويه أحياء والمطلوب تظافر الجهود بتحمل الجميع المسؤولية الكبري لتحريرهم، كما أن مسؤولية القذافي المجرم عن اخفائهم تبقي المسؤولية اليوم علي المسؤولين الليبيين الحاليين والعمل لتحريرهم وهذا ما نؤكده في حركة 'أمل' أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تقدم في العلاقة مع ليبيا بقيادتها الحالية قبل اتخاذ الخطوات المطلوبة التي تؤدي الي تحرير الامام الصدر وسماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين'.

وأضاف: 'ان مسيرة الجهاد طويلة والمتآمرين يوزعون خططهم علي مساحة الوطن العربي والاسلامي في كل مكان فيه علامات التحرر والخلاص من وطأة المستعمرين والمستثمرين والمستغلين، وان مسيرة الجهاد لن تتوقف، خصوصا أن قاع الأزمة غير منظور بفعل الارهاب التكفيري والصهيوني والخطط الأميركية التي تجوب العالم. كل ذلك لترويض الدول والشعوب تحت وطأة القتل والذبح والسحل ونهب الثروات، إن الهجمة علي سوريا الأسد ما كانت لتتم لو رضخت سوريا وقيادتها وجيشها وشعبها لاملاءات المتآمرين وسهلت صلحا مع اسرائيل ولو فعلت ذلك لوجدت سوريا تنعم بالأمن والرخاء، ولكن خيار المواجهة والاصرار علي تحرير الارض المحتلة والتمسك بحق الشعب الفلسطيني. كل ذلك كان سببا كافيا للارهابيين ليعيثوا في الأرض قتلا وذبحا وتدميرا ونهبا ولكن كل المؤامرات تتكسر عند ارادة الصمود لجيشها وشعبها وقيادتها. وكذلك نسأل لماذا كل هذه الهجمة الكبيرة ومحاولات الحصار بل الحصار علي الجمهورية الاسلامية الايرانية؟ فلو كانت ايران الشاه هل تحاصر؟ هل تسطر في حقها كلمة واحدة؟ نعم لأنها ايران الثورة، ايران الامام الخميني، ايران الامام السيد علي الخامنئي، ايران المنتصرة لفلسطين لشعيها لقضيتها، تحاصر من قبل من يفترض أنهم أصدقاء، ولكن لا نعجب إذا علمنا أن تفاصيل صفقة العصر تعد والمطلوب ارغام الجمهورية الاسلامية وشعبها علي القبول وترك خيار المقاومة ومفردات تحرير فلسطين والقدس ودعم المقاومة. لذلك لا يسعنا إلا أن نحيي الجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادتها علي المواقف المشرفة في هذا الزمن العربي الرديء ونحيي المواقف الريادية للامام السيد علي الخامنئي التي تصنع نصرا وعزة في زمن التآمر والاهمال'.

وتابع: 'لبنان ليس بمنأي عما يجري، والخطر الصهيوني والتكفيري ليس احتمالا بل حقيقة ماثلة، لذلك المطلوب مزيد من المواقف التي تحاكي الواقع لتفادي هذه المخاطر أو التخفيف من وقعها وذلك ليس بالتمني انما بالتأكيد علي القاعدة الماسية الجيش والشعب والمقاومة، وهذا ليس علي سبيل التكرار انما هي المعادلة التي تصنع نصرا في ظل تصاعد نبرة قادة العدو اتجاه لبنان بتحويله وإعادته الي القرون الوسطي. لذلك نؤكد كل ما يعزز دور الجيش اللبناني للقيام بدوره في الداخل وعلي حدود لبنان وكذلك التمسك بالمقاومة التي هي حاجة وطنية بامتياز وكل الأبواق المأجورة التي تشكك بدور المقاومة هذه الوجوه لم تكن يوما مع خيار المقاومة حتي عندما استباح العدو المدن والقري ولبنان حتي عاصمته. فنحن في حركة 'أمل' نؤكد دور هذه المقاومة وان كانت حاجة في السابق فهي اليوم أكثر من ضرورة وكذلك فإن استمرار عمل المؤسسات في الدولة اللبنانية أمر واجب وضروري، من هنا نؤكد ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية لتفادي مزيد من الهفوات في مرحلة ما قبل التأليف وان التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة سيسهم في مزيد من تأزم الوضع الاقتصادي في ظل الخلل الموصود لطريقة الأداء السياسي لا سيما لجهة عودة النازحين السوريين الي ديارهم والعديد من المواقف التي تعبر عن تشظي الموقف اللبناني في الوقت الذي نحتاج فيه الي مزيد من التماسك الداخلي وخصوصا علي المستوي الحكومي كل هذا لا يعفي السلطة من القيام بواجبها لحفظ الأمن علي مساحة الأراضي اللبنانية وخصوصا في البقاع الذي لم يغب عن الوطن لحظة واحدة انما هو تقصير الدولة المقصود أو قصورها. ويهمنا أن نؤكد ان اهلنا في البقاع كما قال الامام السيد موسي الصدر ومن قبله الامام السيد عبد الحسين شرف الدين، انهم لم يخرجوا علي جماعة ولم يشقوا طاعة بل إن من أهلنا في البقاع الشهداء والمضحين وركيزة الجيش اللبناني ومن أهلنا في البقاع نخبة الشعراء والأدباء والعلماء والوجوه المعطاءة والذين يعملون ليل نهار لتأمين العيش بكرامة وعزة وشرف، ونحن نسأل أين هي الزراعات البديلة والخطط الموعودة والحماية للزراعات الموجودة وتأمين أدني مقومات البقاء في أرضهم العزيزة بدل الهجرة الي بيروت؟ إن ما قاله الرئيس نبيه بري برسم الجميع ويضعهم أمام مسؤولياتهم علي قاعدة الأمن والانماء فلا يوجد شعب يرفض الأمن بل هناك سلطة تتجاهل دورها، ولا يوجد منطقة مهملة دون وجود سلطة مستقيلة من واجباتها، فاليوم الجميع أمام مرحلة مفصلية لا داعي فيها لأي تبرير لعدم تطبيق الأمن والانماء'.

وختم: 'أخيرا في ذكري الشهيد مصطفي شمران تحية لكل شهيد وأسير في لبنان وفلسطين وكل العالم، تحية للصابرين الصامدين الذين يولد طفلهم فجرا ليرتد شهيدا عند المساء'.

وتخلل الاحتفال تسليم درع تكريمي من الجمعية للسفير الايراني.