الخميس 16 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

المحطة الأخيرة في
المواجهة الغربية الإيرانية

مهدي شكيبائي

وكالة القدس للانباء(قدسنا) «مهدي شكيبائي»*: الخطوات التي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الخيرة تدل علي أن المواجهة الغربية الإيرانية حول القضية الفلسطينية وصلت إلي محطتها الأخيرة. ويكن الإشارة إلي عدة نقاط تتعلق بالخطوات التي تقوم الدول الغربية وعلي رأسها امريكا لالحاق الضرر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفيما يلي أهمها:


الأول: أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يوم امس(الإثنين)،ما اسماها استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة للتعامل مع إيران، وذلك في خطاب موسع القاه بمؤسسة «هيريتيج» في واشنطن. وقال بومبيو إنه مستعد للتفاوض مع النظام الايراني على "اتفاق جديد" أوسع بكثير لكن أكثر صرامة.

وحدد الوزير الأمريكي قائمة تضم 12 شرطا للتوصل الى "اتفاقية جديدة" تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم وإغلاق مفاعل الماء الخفيف، ومنح المفتشين الدوليين حق الوصول غير المشروط إلى جميع المواقع في البلاد، بجانب وضع حد للصواريخ البالستية او تطوير صواريخ ذات قدرات نووية، إضافة إلي شروط أخري تتعلق بناهضة إيران للسياسات الإستعمارية.


لاشك ان شروط واشنطن هذه –وهي شروط مرفوضة تماماً- تهدف إلي تضييق الخناق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلي جانب منعها عن التعامل مع دول الجوار، وبهذا تريد أن تواجه أهداف الثورة الإسلامية الإيرانية. ان واشنطن تقول بأن تلك الخطوات ستؤدي إلي احتواء ايران ووقف توسعها(حسب زعمها).

 

الثاني: إن أفضل تعليق علي قائمة الشروط التي حددتها امريكا للتوصل إلي اتفاقية جديدة مع طهران، كان تعليق رئيس تحرير جريدة رأي اليوم،«عبدالباري عطوان»، حيث لخص تلك الشروط في اربعة محاور تَخدِم الهَيمنة الإسرائيليّة على المِنطقة برمَتها وكتب:

«إن الجَوهر الأساسيّ للشُّروط الـ12 التي حَدَّدها بومبيو يُمكِن اختصارها في أربعة: إنهاء برامِج الصواريخ الباليستيّة كمَرحلةٍ أُولى، وتدمير كل مَخازِن إيران وترسانَتها العَسكريّة مِنها لاحِقًا. والثاني هو وَقف دعم إيران للمقاومة أي الأَذرُع المُسلَّحة التَّابعةِ لها، أو المُموَّلة مِنها، وهذه إشارة واضِحة لـ”حزب الله” في لبنان، وحركة حماس والجِهاد الإسلامي في فِلسطين، والحَشد الشعبيّ في العِراق. والثالث هو وَقف التَّدخل في نِزاعات “الشَّرق الأوسط” وهذا يَعني قضيّة فِلسطين بالدَّرجةِ الأُولى، ولبنان وسورية والعِراق بالدَّرجةِ الثَّانِية. ويتمثل الرابع بالانسحاب كُليًّا من سورية، وإنهاء أي تواجد عَسكري على أرضِها.»

 

 كما هو واضح، ان تلك المحاور لايفهم منها اي قلق أمريكي من الملف النووي الإيراني، الأمر الذي يؤكد لنا حقيقة واضحة وهي ان خروج امريكا من الإتفاق النووي هو مقدمة لاتخاذ خطوات صارمة ضد ايران بهدف ايقاف الدعم الإيراني للمقاومة والقضية الفلسطينية. تلك هي القضية الرئيسية التي طالما أكد عليها الأمريكا بشكل غير صريح، لكنهم اليوم اظهروها للعلن وجعلوها علي رأس اهتماماتهم. وقد قامت الدول الغربية بعد مؤامرات تهدف إلي الحاق الضرر بايران كدعم نظام صدام حسين لشن حرب ضد ايران، وتشكيل مجلس تعاون للدول العربية المحاذية لايران، بالاضافة إلي فرض عقوبات اقتصادية وخطوات اخري. كل تلك الإجراءات جاءت بهدف اخضاع ايران وتغيير موقفها من قضايا المنطقة لاسيما دفاعها عن الشعوب المظلومة.

 

 

ثالثا: إن الإمام الخميني(رض) وفي إطار تأكيده علي ضرورة ارساء دعائم الوحدة بين الدول والشعوب الإسلامية، اعلن بان مستقبل العالم الإسلامي مرتبط بهذه القضية المصيرية؛ اي وحدة الأمة. للحصول علي اجابة عن سؤال يرتبط باسباب تركيز الإمام الخميني محورية القضية الفلسطينية وضرورة الدفاع عنها، لابد من العودة إلي نظريته القائلة بضرورة وحدة الأمة.

 

 إن الإمام الخميني كان يعتبر وحدة الأمة الإسلامية كضرورة ومعتقد كما انها طاقة سياسية واجتماعية يمكن من خلالها تحقيق مصالح الامة. وبناء علي نظرية الامام، يمكن القول بأن جميع الخلافات المجودة بين العالم الاسلامية ما هي إلا خلافات تتعلق بالحدود الجغرافية وان العدو الرئيسي للامة هو العدو المحتل للاراضي الفلسطينية. لذلك كان الإمام يدعو إلي الدفاع عن الشعب الفلسطيني مقدماً دعم فلسطين علي قضية الخلافات الهامشية بين العالم الإسلامي.

 

 رابعاً: لقد مرت اربعة عقود علي انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي تعتبر ثورة المستضعفين. تلك الثورة التي سميت بأعظم ثورة في القرن العشرين، تتميز بميزات عدة اهمها: احياء الفكر الديني في إطار الحضارة الإسلامية، وبث روح الحرية في نفوس الشعوب الإسلامية. إن هذه الثورة الهمت الكثير من المستضعفين ودفعهم لمواجهة الظلم والطغيان، كما انها مهدت الطريق للذين يريدون محاربة الهيمنة الغربية. لذلك تبرز امريكا نفسها كمعارض لسياسات الجمهورية الإسلامية. وعليه يمكن القول بأن تضفية القضية القضية الفلسطينية ووقف الدعم الإيراني لحركات المقاومة هي الجَوهر الأساسيّ للشروط الـ12 التي حَدّدتها وزير الخارجية الأمريكي للتعامل مع ايران.

 

 

 *المدير العام لوكالة القدس للانباء(قدسنا)

 

 


| رمز الموضوع: 312277







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  2. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  3. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  4. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  5. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  6. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
  7. تصاعد الهجرة العكسية في الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى
  8. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الكليات الأميركية وسط إضرابات جماعية وعشرات الاعتقالات
  9. أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك حسابات العدو الصهيوني
  10. خلال زيارته لجامعة كراتشي.. رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة
  11. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  12. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)