الثلثاء 14 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

الآثار الإستراتيجية
لإنتفاضة العودة

سعد الله زارعي

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أكد الكاتب والمحلل السياسي الايراني، سعد الله زارعي، انه وخلافا لتوقعات النظام الإسرائيلي ، فإن الحركات الجهادية والجماعات الجهادية  الفلسطينية لم تتخلَ عن مقاومتها المسلحة ضد أعمال جيش العدو ، ولم يتم الضغط عليها من قبل شعب غزة المضطهد لقبول شروط النظام الإسرائيلي.

 

وفي مقال له نشر في صحيفة كيهان، وترجمته وكالة القدس للانباء(قدسنا) إلي العربية، قال زارعي: إن انتفاضة العودة سيكون لها آثار استراتيجية على القضية الفلسيطينية، والتي يمكن اعتبارها تغييرًا نوعيًا في "تحرير الأرض الفلسطينية بأكملها".

 

و بناء على ذلك فإن النظام الإسرائيلي لم يتمكن من إطفاء شعلة هذه الإنتفاضة، رغم قوى القمع الشديدة التي استخدمها و توجيه الرصاص الحي تجاه صدور المتظاهرين، فإن الجيش الإسرائيلي يعترف بأن مقتل المدنيين العزل هو هزيمة كبيرة لإسرائيل. وفي هذا الصدد هناك بعض الملاحظات:

إن الجانب الفلسطيني لديه رسالة واضحة يريد توصيلها من خلال إنتفاضة العودة و هي أن هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الخارج من حقهم العودة إلى ديارهم و بيوتهم و ممتلكاتهم و هذا الموضوع تم التأكيد عليه مراراً في المعاهدات الدولية.

منطق الحركة الفلسطينية هو أن الحدود غير الشرعية هي وحدها التي تمنع عودة اللاجئين  في الخارج، وسنزيل هذه العقبة. وبعبارة أخرى ، إذا لم تكن هناك إرادة في الأمم المتحدة وبين البلدان العربية الإسلامية ، وكذلك في البلدان المضيفة للاجئين الفلسطينيين لإعادة اللاجئين، فنحن بانفسنا سنعيد الحق الذي يقبل به الجميع.

 

النقطة الثانية هي أن الفلسطينيين يقولون إن الحصار الذي دام 11 عاما على قطاع غزة غير قانوني ، ومن واجب جميع البلدان ، وخاصة بلد مثل مصر ، إزالته بحكم الجوار، إذ أن هناك حوالي مليوني مواطن فلسطيني في غزة تحت الحصار ولا أحد يسأل عنهم.

 

النقطة الثالثة هي أن سكان غزة يسألون ما هي المؤسسة أو القانون الذي سمح للنظام الإسرائيلي بحجز الناس في قطاع غزة بواسطة الجدار أو الأسلاك الشائكة وقطع علاقتهم بالعالم الخارجي. خاصة وأن هذه الحواجز تمنع سكان القطاع  من رؤية أقاربهم في المدن المجاورة.

 

إن منطق الفلسطينيين في إطلاق "انتفاضة العودة" ، التي أصبحت الآن سبعة أسابيع منذ يدايتها ، إنساني تمامًا ، وفي الوقت نفسه ، ذكي . على هذا الأساس ، على الرغم من أن الفلسطينيين مجهزين بأسلحة دفاعية ، بما في ذلك صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ، فإنهم لم يستخدموها خلال هذه الأسابيع ، بل وحتى انهم لم يستخدموها خلال الأيام الأربعة الماضية التي تعرضوا خلالها لهجمات جوية عنيفة من الجانب الصهيوني.

هنا نرى بأن هناك حلان أمام النظام الإسرائيلي؛ إما أن يواصل قتل الفلسطينيين العزل و يضع نفسه تحت ضغوط أكبر، أو ان يظهر نوعاً من المرونة أمام التظاهرات الفلسطينية.

 

و من مظاهر هذه المرونة أن يتم إزالة الجدار العازل منذ 11 عاماً يتمكن سكان  القطاع من التواصل مع أقاربهم في الجوار، أو إنهاء الإحتلال الفلسطيني للأراضي الفلسطينية و بذلك تكون الإنتفاضة قد نجحت بالوصول إلى الأهداف الأولية و بإمكانها الإستمرار للوصول للأهداف النهائية.

 

منذ حوالي 11 سنة - بعد الحرب التي دامت 22 يوما - عندما بدأ حصار النظام الإسرائيلي  لقطاع غزة ، كان يأمل في نزع سلاح المقاومة في غزة.و اعتقد قادة النظام الصهيوني أن حصار حماس وحكومته سيضعه  تحت الضغط  لقبول هدنة دائمة مع إسرائيل من أجل حل المشكلة والحفاظ على دولته. وخلال هذه السنوات ، كانت الحكومات الصهيونية تنتظر الناس الذين كانوا في حصارهم الطويل أن يجبروا  جماعات المقاومة على قبول شروط العدو. لكن خلافاً لتوقعات النظام الإسرائيلي ، فإن حركات الجهاد والحركات النضالية  لم تتخلى عن المقاومة المسلحة للأعمال العسكرية للعدو ، كما لم يتم الضغط عليها من قبل شعب غزة المضطهد لقبول شروط النظام الإسرائيلي.

 

من ناحية أخرى سعى سكان قطاع غزة و الذين يتجاوز تعدادهم المليوني نسمة إلى مبادرة جديدة و تشكيل (إنتفاضة العودة) في سبيل الوصول لأهداف استراتيجية أكبر و منها إزالة الحصار عن قطاع غزة. ومن ضمن أهداف إنتفاضة العودة هذه هو إحباط "صفقة القرن" الأمريكية الصهيونية العربية في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس و جعل القدس الشريف عاصمة للنظام الصهيوني.

 

و هنا يمكن استنتاج نقطتين مهمتين، الأولى أن الشعب الفلسطيني لن يضع حكومته تحت الضغوط من أجل سد بعض النواقص لديه، بل على العكس إنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل حقهم بالأرض. و الثاني أن إسرائيل تعلم بأن صواريخ المقاومة في غزة قادرة على إحراقها و إبادتها تماماً من عسقلان إلى حيفا.

 

و هنا يقول المتحدث باسم القوات المسلحة الإسرائيلية بأن إسرائيل فقدت السيطرة على الوضع و بأنها غير مخططة لمواجهة عسكرية.


| رمز الموضوع: 312276







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  2. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
  3. الشيخ نعيم قاسم: اسرائيل لا يوقفها الا السلاح و المقاومة
  4. أمير عبد اللهيان: يجب على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي
  5. حماس تندد بتصريحات وزير الخارجية الامريكي وتصفها بانها تتناقض مع الحقيقة
  6. أنصار الله تدعو القوات المسلحة اليمنية الى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الصهيونية
  7. الرئيس الإيراني: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
  8. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,151 شهيدا و 77,084 إصابة منذ السابع من اكتوبر
  9. الجبهة الشعبية: الرد الايراني يعد حدث مفصلي وهام سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة في المنطقة
  10. السيد صفي الدين: المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة
  11. قيادي في الجهاد الإسلامي: المقاومة لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة
  12. ضابط سابق بالجيش الأمريكي يصف الهجوم الانتقامي الايراني بانه عملية عبقرية واستعراضا للذكاء التكتيكي والاستراتيجي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)