الخميس 16 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

مرحلة مابعد خروج
أمريكا من الإتفاق النووي

وكالة القدس للأنباء

كما كان متوقعاً فقد سحب ترامب نفسه من الإتفاق النووي 1+5. الإتفاقية التي اجمع جميع خبراء و نخبة السياسة في الغرب على أنها كانت ذات قدرة دبلوماسية على حل الأزمات الإقليمية بأقل التكاليف و أفضل النتائج. ولكن ترامب بخروجه من هذه الإتفاقية خلق عوائق كبيرة أمام الغرب، عوائق ستظهر نتائجها في المستقبل.

 

ولاشك ان الصهاينة المخالفين لوجود تعاون إيراني غربي، كان لهم دوراً مهماً في إيجاد المزيد من القيود على هذه الإتفاقية، إلا أن نزاهة الحكومة الإيرانية في التعامل مع الغرب أبعدتها عن العزلة و خلقت اجواء من الثقة و التوازن بين الغرب و الحكومة الإيرانية. إلا أن ذلك لم يكن مناسباً للصهاينة الذين فرحوا بداية بهذا الإتفاق و ظنوا أنه سيكون حامياً لهم من التهديد الإيراني على الأقل ل 25 سنة أخرى.

 

وبناء على ذلك ، أثيرت مسألة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي كمطلب جدي من الإدارة الأمريكية الجديدة. وقد تم تسليم المسؤولية الرئيسية لهذا المشروع إلى جيرالد كوشنير ، وهو إسرائيلي ، وبالطبع ، من رئيس الولايات المتحدة ومستشاره الأقدم. كما كانت العروض التي قام بها بنيامين نتنياهو ، ولا سيما عرض الوثائق المزعومة ، بمثابة الألغاز التكميلية و التمهيدية للانسحاب الأمريكي.

 

والسؤال هنا أنه بعد خروج أمريكا من معاهدة الإتفاق النووي كيف ستكون المعادلة بين إسرائيل و إيران؟

 

يعتقد المحللون السياسيون بأن خروج أمريكا من الإتفاق النووي سيزيد من الحضور المؤثر الإيراني في المنطقة و أن إيران لن تسمح لإسرائيل أن تتجاوز مجال النفوذ الإيراني دون رد كما في السابق، وهو مايفسر اليوم العمليات السورية في إسرائيل حيث منذ حرب تشرين في عام 1973 والسلوك السوري تجاه الهجمات الإسرائيلية دفاعي فقط، ولأول مرة تتبنى سورية سلوكاً هجومياً ضد إسرائيل.

 

ونظراً لفشل الصفقة النووية مع إيران في تلبية مطالب بعض الأنظمة العربية ، فإنه كان من المتوقع أن نرى زيادة في التعاون السياسي الصهيوني مع الأنظمة العربية التي تحكم في السعودية والإمارات والبحرين وغيرها.  إذ يجب على هذه الأنظمة أن تسير وفقاً للتعليمات الأمريكية الصهيوينة التي وضعها ترامب خلال قمة الرياض. لذلك بعد الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي مع إيران ستزداد مجالات التعاون الإسرائيلي العربي.

 

قد يظن النظام الصهيوني أن إنسحاب أمريكا من الإتفاق النووي سيعيد إيران للعزلة و هنا ستكون إسرائيل قادرة على تصفية حساباتها مع إيران و قوى المقاومة في المنطقة و بالتالي إشعال نار الحرب من جديد في المنطقة.

 

ولكن نظراً للإرادة القوية لإيران في حماية مجال نفوذها وإنجازاتها الإقليمية ، لا شك في أن أي مغامرة صهيونية سترافقها استجابة حادة من محور المقاومة. كالهجوم الصاروخي السوري على فلسطين المحتلة الذي يعد مؤشر مهم في هذا الصدد.

 

كما أن "صفقة القرن" التي رسمتها الولايات المتحدة من خلال إعترافها بالدولة اليهودية و معارضة عودة اللاجئين الفلسطينيين و بالتالي خلق موجة جديدة من الهجرة الفلسطينية إلى الدول الأوروبية سيزيد من حدة توتر العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، ففي الواقع معارضة أوروبا للخطة الأمريكية الصهيونية لايقوم على رغبتها بنصرة الحق و إزهاق الباطل، إنما سببها علمها المسبق لما ستخلقه هذه الخطة من أضرار على مصالحها و أمنها.


| رمز الموضوع: 312197







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  2. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  3. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  4. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  5. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  6. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  7. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  8. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
  9. تصاعد الهجرة العكسية في الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى
  10. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الكليات الأميركية وسط إضرابات جماعية وعشرات الاعتقالات
  11. أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك حسابات العدو الصهيوني
  12. خلال زيارته لجامعة كراتشي.. رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني مني بالفشل الذريع في غزة رغم جرائمه غير المسبوقة
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)