أسلوب الرد على
إتهامات نتنياهو

في تصريح لوكالة القدس للأنباء (قدسنا) أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «بهروز كمالوندي» أن الإيرانيين دائماً يتوقعون هكذا تصرفات من شخص مثل نتنياهو و الذي كان يسعى دائماً لإفشال برنامج الإتفاق النووي. إذ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طالما سعى سابقاً لإفشال الإتفاق النووي و الإبقاء على حالة الأزمة السياسية في المنطقة  و كذلك العقوبات الإقتصادية المفروضة على الشعب الإيراني، لذلك ماتفوه به نتنياهو مؤخراً هو أمر عادي و متوقع منه.

واضاف: في عام 2012 ادعى نتنياهو أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال ورقة عليها صورة قنبلة بأن الإيرانيين يقومون بتخصيب اليورانيوم و أنهم عما قريب سيكونون قادرين على صنع قنابل نووية. و طلب من المجتمع الدولي بمنع حدوث ذلك، ثم توالت زياراته لأمريكا و خطاباته أمام مجلس الكونغرس الأمريكي التي بذل فيها قصارى جهده لمنع إحراز أي تقدم في برنامج الإتفاق النووي.

وتابع بهروز كمالوندي:" حتى أنهم اتهموا جمهورية إيران الإسلامية بانتهاك بنود الإتفاق النووي ، ولكن كان هناك أكثر من عشرة تقارير صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت فيها أن إيران ملتزمة ببنود الإتفاق. و أسلوب نتنياهو الجديد هو أسلوب رث و بالي تم استخدامه مرات عديدة سابقاً كالعروض الإعلامية التي يقوم بها بالعادة.

ونوه المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن الإتهامات التي توجه لإيران حالياً هي نفس الإتهامات التي تم ادعاؤها في الماضي والتي قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقيق بخصوصها تحت مايعرف باسم "pmd" و أثبتت عدم صحتها و تم إغلاق القضية بعدها. إلا أن هناك من يسعى دائماً لإعادة فتح القضية مجدداً و بشكل مستميت و هذا يعد دليلاً على أنه لم يبقَ لديهم إلا هذه الوسيلة القديمة لإنقاذ أنفسهم.

و أشار كمالوندي إلى أن وزير الخارجية الإيراني"محمد جواد الظريف" صرح علناً بأن مثل هذه التصرفات تدعو للسخرية، إذ لايمكن خداع الرأي العام العالمي من خلال إعادة طرح مواضيع متكررة ، و من خلال متابعة وسائل الإعلام اليوم يمكن أن نلاحظ بأن تصريحات نتنياهو لم يكن لها أي أثر يذكر.

و تابع المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية مؤكداً بأن أحد الأهداف التي يسعى نتنياهو إليها اليوم هي صرف نظر الرأي العام العالمي عن الجرائم التي ترتكب كل يوم بحق الشعب الفلسطيني و لكنه فشل في ذلك أيضاً. أما عن طريقة التعامل مع هذه الإدعاءات فهو أمر بسيط للغاية إذ أنه في الماضي تعاملت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الموضوع و حققت فيه و خلصت إلى إغلاق الملف لعدم وجود أدلة على صحة الإدعاءات.

ووضح بأن السبب من وراء هذا السيناريو المكرر هو فتح المجال لبدء العمل على نقل العاصمة الصهيونية من تل أبيب إلى القدس المحتلة و لذلك يمارسون الضغط على الدول الأوروبية للمساهمة في هذا الأمر، و مع ذلك نحن واثقون بأن الأمم المتحدة و المواثيق الدولية لن تسمح بمرور أمر مخالف للإتفاقيات الدولية كهذا الأمر و إلا ستفقد مصداقيتها بين الأمم ، و على الجميع أن يعلم بأن هذه الجهود المسيئة لن تفلح حتماً.

و يقول كمالوندي بأن بعض الخبراء يعزون تصريحات نتنياهو إلى السياسة الصهيونية القائمة على إبقاء حالة النزاع وانعدام الأمن في المنطقة و صرف أنظار الرأي العام العالمي عن قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأضاف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية في إيران : إلى جانب ماسبق فإن نتنياهو يسعى للتغطية على قضايا الفساد التي تلاحقه هو و بعض أفراد عائلته عن طريق خلق بلبلات جديدة و لكنه سيفشل حتماً مثلما فشل سابقاً، عندما أثبتت تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن البرنامج النووي الإيراني كان سلمياً تماماً و أن طهران لم تنحرف عن التزاماتها .

وخلال حديثه صرح كمالوندي بأنه على ترامب و نتنياهو أن يعلموا بأن إيران ليست كالعراق إن كانوا يظنون أنهم يستطيعون تكرار سيناريو العراق و أسلحة الدمار الشامل في عام 2003م فهم واهمون. و إن كانوا يبحثون عن عذر لمهاجمة إيران كما فعلو في العراق فأنا أؤكد لهم أنهم سيفشلون و لن يجدوا عذراً واحداً.

و ختم المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية حديثه بأن نتنياهو و ترامب يسعون للمضي قدماً بقرار نقل العاصمة اليهودية من تل أبيب إلى القدس و تطبيق الإتفاق المجحف على أرض الواقع إلا أن الإنتفاضة الأخيرة للشعب الفلسطيني كشفت ادعاءاتهم الكاذبة أمام الرأي العام العالمي و ستفشل خططهم.