الجمعه 17 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

مؤامرة أمريكا
الجديدة ضد سوريا

سعدالله زارعي

خلافاً للتقديرات الأمريكية، ان ايران لاتري نفسها أمام خيارين لاثالث لهما؛ اي الحرب والسلام. إن الخيار الوحيد الذي تتمسك به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو المقاومة، وانها مستمرة في هذا الطريق رغم جميع المؤامرات التي تحاك ضدها.

 

خلافاً للتقديرات الأمريكية، ان ايران لاتري نفسها أمام خيارين لاثالث لهما؛ اي الحرب والسلام. إن الخيار الوحيد الذي تتمسك به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو "المقاومة"، وانها مستمرة في هذا الطريق رغم جميع المؤامرات التي تحاك ضدها.

 

الكاتب والمحلل السياسي الإيراني وفي مقال نُشر في صحيفة كيهان في العدد الصادر اليوم(الأحد) وترجمته وكالة القدس للانباء(قدسنا) إلي العربية، أكد علي أن امريكا لازالت تخطط من أجل فرض سيطرتها علي سوريا، وفي إطار ذلك تسعي إلي تشكيل تحالفات لتغيير الوضع الراهن في المنطقة والمعادلات في سوريا. لاشك أن امام امريكا بالشأن السوري له عدة دلالت أهمها: الاهمية الاستراتيجية لسوريا وأهمية الظروف والانجازات التي حققها محور المقاومة السنوات الاخيرة. لذلك قامت بعض الاطراف في الاشهر الاخيرة باتخاذ خطوات معدلية لايران بهدف تغيير المعادلات وتوجيه ضربات سياسية أو اقتصادية لإيران ووضع ايران في أزمة بعدما أصبحت موازين القوي لصالحها.

 

 

ويطرح زارعي سؤالا حول خطة امريكا الجديدة للتعامل مع سوريا وكيفية تنفيذها علي ارض الواقع ويقول: إن امريكا تعلم جيداً بأنها لاتستطيع أن تحدث تغييرا دون احداث تغييرات في المعادلات العسكرية في الساحة السورية.

 

ويوضح هذا المحلل السياسي الايراني ويوقل: في الحقيقة أن امريكا تريد تنفيذ خطتها الجديدة للتعامل مع سوريا عن طريق عدة قوات متواجدة في سوريا وهي: قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، وائتلاف القوات الامريكية المتواجدة حالياً في سورية، وقوات الجيش التركي، والعناصر المتبقية من تنظيم داعش(عبر تحويلها إلي منظمات جديدة التاسيس)، وقوات الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي قوات بعض الدول العربية المتحالفة مع امريكا. إن الهدف الرئيسي من هذا الائتلاف الامريكي السداسي هو تأزيم الوضع في سورية ومنع استقرار الاوضاع هناك.

 

وكتبت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية مؤخرا: «إن اتفاقية جنيف للسلام المؤيدة من قبل مجلس الامن وامريكا وحلفاؤها، اقتربت من الانهيار، لان هذه الاتفاقية تؤكد علي عدم بقاء الرئيس السوري في السلطة،. كما تؤكد علي ضرورة تولي المعارضة مسؤولية الحكم في سوريا، في حين أن الاوضاع الراهنة في سوريا تقول غير ذلك، وحقيقة الامر هي ان موازين القوي تغيرت لصالح الحكومة السورية برئاسة الاسد، وهذا يعني أنه غير راغب في التفاوض مع احد، كما أن هناك سؤلا يطرح نفسه وهو: هل بقيت معارضة سورية إلي الآن؟»

 

 

 

ونشرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية مقالاً لرئيس احدي مراكز الدرسات الامريكية يدعي «جيمز هامسون»، أكد فيه: «ائتلاف امريكا الجديد قادر علي مواجهة الخطر الذي تشكله ايران، كما أنه قادر علي مواجهة طهران ومنع فرض سيطرتها علي المنطقة، وهذا امر يتفق عليه كافة اصدقاء امريكا.»

وهناك عدة نقاط تتعلق بقوة أمن الحدود السورية وهي قوات أمن الحدود مدربة من قبل الولايات المتحدة، نذكرها فيما يلي:

 

    خلافاً لما قيل، إن القوات الامريكية المتواجدة في عشرة نقاط في السورية (يبلغ عد القوات الأمريكية في سوريا يصل إلى 3000 فرد)، ليس لديها نية للخروج من هناك، بل تشير بعض التقديرات علي امكانية زيادة هذا العديد في الفترة المقبلة.

    جريدة «وول ستريت جورنل» مؤخرا بان صاحب شركة بل واتر الاميريكية«إريك دين برنس» بأنه يدرس امكانية ارسال قوات إلي سوريا. وهناك نقطة هامة في غاية الاهمية تتعلق بالتواجد العسكري الامريكي في سورية وهي أن الحديث عن تكثيف التواجد العسكري في سوريا لايعني ارتفاع عدد قواتها في هناك(خاصة وأنها تخاف علي ارواح قواتها)، بل تكيثف عملها في الاراضي السورية بهدف تحفيز الدول الاخري للدخول عسكريا في سورية.

 

2-إن امريكا مارست العديد من الضغوط علي بعض الدول العربية كمصر والسعودية وطلبت منها ادخال قواتها إلي الاراضي السورية بهدف اسقاط الحكومة السورية، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. ان التقارير تؤكد بأن مصر كانت اكثر الدول معارضة للطماطلب الامريكية. وقد ذكرت مصادر غربية اخباراً أكدت عقد لقاء كان قد جمع مستشار الامن القومي الامريكي برئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، حيث طالب الامريكان مصر بادخال قواتها الي مصر، لكن تلك المصادر لم تذكر شيئا عن الرد المصري علي هذا المطلب الامريكي.

 

إلي جانب ذلك، وفي إطار الحشد الامريكي لتقويض امن سورية، مارست واشنطن العديد من الضغوط علي السعودية وطلبت منها ادخال قواتها في سورية. وقد أكدت مصادر امريكية بأن امريكا تسعي إلي تحويل السعودية كحليف استراتيجي لامريكا خارج حلف النيتو.

 

السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه هو هل تقوم الدول العربية بارسال قواتها لسورية بهدف استرضاء امريكا؟ لاشك أن الدول العربية لامتلك خياراً سوي قبول المطالب الامريكية لذا ليس مستبعداً أن تقوم بعض الدول العربية كالسعودية والامارات وقطر والاردن بارسال قواتها إلي سورية(ولو بشكل رمزي). لكن مع ذلك ان الدول العربية تعلم جيداً بأن الخطط التي تقوم برسمها امريكا لايمكنها أن تنجح وتحقق انتصاراً ضد محور المقاومة.

 

3-لاشك ان امريكا بحاجة إلي تواجد قوات من الدول العربية في سورية، لان ذلك يساعدها علي ارسال قوات جديدة إلي هناك. إن امريكا علي علم بأن اسرال قوات اضافية إلي سورية من دون وجود قوات عربية، يؤدي إلي خلق اجواء معادية لامريكيا وايضا رفع تكلفتها. لذلك يشير رئيس قسم الدراسات القومية الامريكية إلي هذا الامر ويقول: إن ترامب يريد من حلفائه العرب الدخول في سورية لان ذلك يعطيه الشرعية للتواجد هناك، بسبب ان المتواجدين عرب ومسلمين، وذلك سيساعد علي تحقيق الأهداف المرجوة.

 

وعليه يري العديد من المحللين بأن خطوة امريكا الجديدة للتعامل مع سورية تتمثل في انشاء تحالف عربي- تركي. والمرحلة الاخري تتمثل ضم باقي الدول الإسلامية والغربية إلي هذا التحالف بهدف اسقاط الحكومة السورية ومواجهة الدول الجمهورية الاسلامية الايرانية. لكن هناك اشكاليات تواجه هذا المخطط الامريكي، اهمها أن امريكا جربت ذلك من قبل وبرغم حشد العديد من الدول لاسقاط الحكومة السورية.

 

4-إن هناك اهدافا استراتيجية ستتبعها تركية في سورية وهي ضمان تواجدها في الاراضي السورية من جهة وإضعاف أو اخراج دول محور المقاومة من الاراضي السورية، لكنها في نفس الوقت لاتريد خروج القوات العربية والسورية من هناك. لاشك ان امريكا لو قامت بتنفيذ خطتها المتمثلة بادخال قوات عربية إلي الاراضي السورية، فان تركيا ستستغل ذلك لتحقيق اهدافها هناك.

 

من جهة ثانية،امريكا لانشاء تحالف امريكي- عربي-تركي وربما كردي في شمال سورية

 

5- خلافاً للتقديرات الأمريكية، ان ايران لاتري نفسها أمام خيارين يتمثل الأول في التنازل للغرب وقبول السلام والثاني الدخول في حرب. إن الخيار الوحيد التي تتمسك به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو "المقاومة"، وان جميع المحللين والذين لديهم خبرة في القضايا الاستراتيجية يعلمون جيداً بأنه بعد انتهاء الحرب في سورية، يجب علي الدول الحفاظ علي النتائج التي حقيقتها خلال الحرب ضد سورية، وهكذا هي ايران.

 

 

من جهة أخري، أنه في الوقت الذي تسعي فيه تركيا وامريكا إلي ان تجرب حظها في سوريا، تقف الدول العربية عاجزة عن ارسال قوات لسوريا، لذا فان الخيار المناسب الذي تراه امريكا مناسباً هو دعم ماتبقي من عناصر داعش وجبهة النصرة، لكن ذلك لن يشكل تهديداً للمقاومة لان المقاومة اثبت بأنها قادرة علي افشال مخططات امريكا.

 

 


| رمز الموضوع: 311111







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. باقري امام اجتماع مجموعة "بريكس": مفتاح الاستقرار واستتباب الهدوء في المنطقة يتمثل في وقف جرائم الكيان الصهيوني
  2. قائد حركة انصار الله: الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني
  3. الفصائل الفلسطينية تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
  4. ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة إلى 141
  5. قيادي في حماس: عملية طوفان الأقصى حققت أبعادها السياسية والاستراتيجية والإنسانية
  6. القوات المسلحة اليمنية : استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي
  7. بعد استقالة حاليفا.. "تأثير الدومينو" يلحق قيادات الجيش الصهيوني
  8. بيان إيراني باكستاني مشترك ضد الكيان الصهيوني
  9. خلال استقباله حشدا من العمال في انحاء البلاد.. قائد الثورة الإسلامية: جميع الشعوب تدعم فلسطين / الارهابيون الحقيقيون هم من يقصفون الشعب الاعزل في غزة
  10. قيادي في "حماس" : لدى الحركة نحو 30 أسيرا من الجنرالات وضباط الشاباك
  11. تصاعد الهجرة العكسية في الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى
  12. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الكليات الأميركية وسط إضرابات جماعية وعشرات الاعتقالات
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)