فشل ولي العهد
السعودي في اختبار الكبار

يتخيل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني سيجعل منه شخصية تتخذ القرار النهائي بشان القضية الفلسطينية، لكن انطلاق مسيرة العودة الكبري في قطاع غزة، افشلت مخططاته كما فشلت مخططاته في العراق من قبل وذلك عندما خرج أهالي العراق في تظاهرة مناهضة لزيارته لبغداد. إن هذا الامر وضع السعودية واسرائيل أمام تحديات كبيرة ماكانت تؤخذ بالحسبان.
 

وكالة القدس للانباء(قدسنا)- مصطفي مطهري: إن محمد بن سلمان ومنذ أن عين ولي للعهد في السعودية قام باتخاذ خطوات أراد من خلالها أن يثبت بأن الرجل الذي يمكن أن يتعامل من القضايا الكبري. بعبارة أخري حاول بن سلمان أن تبرز نفسه كشخصية كبيرة قادرة علي مواجهة الأزمات. وقد بدأت تلك المحاولات بـ"انقلاب القصر"، والذي أفضى إلى الإطاحة بولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، لصالح ولي ولي العهد السابق، وولي العهد الحالي، محمد بن سلمان.

وقد قام باتخاذ خطوات اخري منها الضغط علي سعد الحريري لتقديم استقالته وايضا احتجاز يقارب الخمسين من الأمراء والوزراء والشخصيات الرفيعة بتهمة الفساد، الأمر الذي أثار موجة من الصدمة وتساؤلات من قبل المشككين حول السبب الرئيسي لها، حيث قال معارضون إنها تأتي في إطار اخلاء الساحة لتولي محمد بن سلمان الحكم.

حقيقة الأمر هي أن بن سلمان كان يتخيل بأنه يستطيع أن يستمر في سياساته ومخططاته علي المستوي الداخلي والاقليمي. بعبارة أخري أن بن سلمان كا يتخيل بانه يستطيع أن يمرر سياساته عن طريق الدولارات التي سيدفعها لبعض الجهات التي تمهد له الارضية لتنفيذ سياساته علي ارض الواقع، لكن التوطرات الاخيرة لاسيما في العراق وفلسطين قد اثبتت عكس ذلك، وافشلت مخططاته.

إضافة إلي ذلك، أن بن سلمان انطلاقاً من سذاجته وعدم خبرته، أخذ يعول كثيراً علي الدعم الامريكي حيث أنه دفع للامريكان من أجل الحصول علي الود الامريكي، كما أخذ يسعي إلي تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني عن طريق التأكيد علي حق اليهود في العيش في فلسطين، وما ذلك إلا محاولة لاسترضاء الصهاينة والتحالف معهم من أجل تمرير سياساته المشؤومة.

لكن في الاسابع الاخيرة وانطلاق مسيرات العودة التي تعتبر واحدة من كبرى ملاحم المقاومة الشعبية أو السلمية عبر تاريخ المقاومة، وقبلها المظاهرات التي شهدتها المدن العراقية وضعت حداً لمحمد بن سلمان وعثرت مخططاته.

أن بن سلمان قام باتخاذ خطوات من اجل الأثير علي الساحة العراقية، لكن مخططاته فشلت عندما تظاهر آلاف الأشخاص ببغداد معلنين رفضهم "التطبيع" مع السعودية التي حملوها مسؤولية "الإرهاب" الذي عاشه العراق.

هذه التظاهرات دفعت الرياض إلي إصدار بيان تعلن فيه عدم نية بن سلمان لزيارة العراق، في حين كانت مصادر برلمانية عراقية قد أعلنت قبل انطلاق التظاهرات بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يستعد لزيارة بغداد خلال الأيام المقبلة، للقاء عدد من المسؤولين الحكوميين والقيادات السياسية.

إن تظاهرات مسيراة العودة الكبري هي تظاهرات مدعومة من قبل حركات المقاومة الفلسطينية التي وقف إلي جانب الشعب في صف واحد ، حيث أكدت أن التطبيع يشكل تشجيعا للاحتلال على جرائمه، ويساعد في محاولته تحسين صورته أمام العالم، خاصة بعد جريمته ضد المتظاهرين السلميين في مسيرة العودة الكبرى. كما أكد هذه الحركات رفضها لكل أشكال التطبيع التي يمارسها البعض مع الاحتلال الإسرائيلي.
 

ومهما يكن فان التطورات الأخيرة في العراق منها خروج أهالي العراق في تظاهرة معارضة لزيارة بن سلمان إلي الاراضي العراقية، وايضا التطورات علي الساحة الفلسطينية كانطلاق مسيرة العودة الكبري، وضعت بن سلمان أمام تحديات كبيرة لأنها أحداث تؤثر علي مخططاته في المنطقة.