الثلثاء 14 شوال 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

السقوط الفرنسي
في حرب الكذب

حسن عبدالله

كانت فرنسا من أكثر الدول وضوحاً وإصراراً على إمتلاكها أدلّة تثبت مسؤولية سوريا عن الهجوم الكيميائي المزعوم في الغوطة الشرقية، لكن ما كشفته الخارجية الفرنسية بهذا الشأن يقارب الفضيحة المدوّية، بحيث تبيّن أن اتهامها للقوات السورية إعتمد على صور ومقاطع فيديو، وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الالكترونية وفي الصحافة.

 

دولة عظمى مثل فرنسا تبرر قرارها بالعدوان على سوريا بأدلة مستقاة من مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية تديرها وتوجهها مجموعات مسلحة، ليس إلا دليل على إستخفاف إدارة إيمانويل ماكرون بعقل الفرنسيين أولا، كما يعني إصراراً مذهلا على التحايل على القوانين التي تحكم العلاقات بين الدول.

 

فرنسا التي رفضت في العام 2013 المشاركة في الغزو الأميركي – البريطاني للعراق، لعدم قناعتها بالأدلة التي قدمتها واشنطن وبريطانيا على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، فرنسا هذه تتخلى عن بعض حكمة ميزتها عن غيرها في الموقف من رفض تدمير العراق، لا بل تتبنّى منطقاً واهناً من دون أسس ثابتة أو إسناد قضائي، لتضع شعبها ومؤسساتها في مسار حرب على دولة أخرى، بسبب فيديو أو صورة وصلاها عبر المجموعات المسلحة وجمعياتها الإعلامية / التي تقودها كما هو مثبت/ أجهزة مخابرات أجنبية ولا سيما البريطانية منها حسبما كشفت موسكو أخيراً.

 

عالم من دون توازن

 

ما الذي يتبقّى من القانون الدولي والمؤسسات التي تحرسه، حين تهاجم ثلاث دول كبرى أعضاء في مجلس الأمن بلداً مستقلّاً وعضواً في الأمم المتحدة؟ طبعاً الجواب معروف، وهو أن العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي، وجّه طعنة خطرة في قلب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ووضع مفهوم التعاون والتفاهم لحلّ الأزمات الدولية في مهبّ الريح.

 

قائدة حلف العدوان على سوريا الولايات المتحدة الأميركية، أثبتت عبر التاريخ أنها دولة مارقة، لا تقيم وزناً للمنظمات الأممية والشرائع الدولية، إلا إذا خضعت لمشيئتها وتوجهاتها. الرئيس دونالد ترامب وهيئة أركانه الحرب المعيّنة في مفاصل الدولة، بعد العدوان الخطير على سوريا، يقضي على آخر أمل بالاحتكام إلى المنطق والقانون الدوليين، أمل أبدت موسكو وقوى عالمية أخرى تمسكها بهما حتى ما قبل اللحظات الأخيرة للعدوان.

 

بناءً على ما تقدّم ربما يكون العالم قد دخل في حالة عدم توازن، لا تحكمه ضوابط أو تشريعات تعالج بؤر الصراع المتفاقم. ولم يعد هناك ما يمنع هذه الدولة أو ذلك التحالف، من أخذ ما يعتبره حقا له بيده أي بـ " البلطجة"، بغض النّظر عن نتائجه على استقرار السلام والأمن الدوليين.

 

منطق الغابة وفرض إرادة القوي يمثلان عودة دراماتيكية إلى المواجهة المفتوحة بلا حدود.


| رمز الموضوع: 310479







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك بشدة مستوطنات غلاف غزّة
  2. الصحة بغزة : 34183 شهيدا و77143 إصابة منذ بدء العدوان
  3. الشيخ نعيم قاسم: اسرائيل لا يوقفها الا السلاح و المقاومة
  4. أمير عبد اللهيان: يجب على الاتحاد الأوروبي ان يفرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي
  5. حماس تندد بتصريحات وزير الخارجية الامريكي وتصفها بانها تتناقض مع الحقيقة
  6. أنصار الله تدعو القوات المسلحة اليمنية الى تصعيد عملياتها ضد الملاحة الصهيونية
  7. الرئيس الإيراني: الصهاينة يستغلون الخلافات بين الدول الإسلامية
  8. الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان إلى 34,151 شهيدا و 77,084 إصابة منذ السابع من اكتوبر
  9. الجبهة الشعبية: الرد الايراني يعد حدث مفصلي وهام سيؤسس لقواعد اشتباك جديدة في المنطقة
  10. السيد صفي الدين: المقاومة في غزة رغم المعاناة ما زالت قوية ومقتدرة
  11. قيادي في الجهاد الإسلامي: المقاومة لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة
  12. ضابط سابق بالجيش الأمريكي يصف الهجوم الانتقامي الايراني بانه عملية عبقرية واستعراضا للذكاء التكتيكي والاستراتيجي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)