الخميس 18 رمضان 1445 
qodsna.ir qodsna.ir

لماذا يُقتل الصحفيون
في مسيرة العودة؟

إبراهيم المدهون

 

مع كل جريح وشهيد يرتقي بمسيرة العودة قصة ما وتفاصيل كثيرة، أب وأم وأخوة وأبناء أصحاب وجيران، بطولة وإقدام أحلام وآمال، ولهذا من الصعب تحويل شهدائنا لأرقام، وعلينا التعمق في قصصهم وآهاتهم وتفاصيل أنفاسهم التي انقطعت بسبب توحش الاحتلال الغازي، الذي يقابل سلمية الشباب بالقتل والتدمير، ورفع العلم بدانات المدافع، وكاميرات التصوير برصاصات القناصة، ومع هذا ينهزم الجيش ويستنزف وتعلو فلسطين والقضية وكأن هذا الدم المدفوع لا يذهب هدرا بل يتراكم في سفح ليملأ الوادي أصواتا تنادي باسم فلسطين وحق العودة وحتمية الانتصار.

 

لا تكاد تمر مسيرة أو مواجهة سلمية شعبية إلا ويصاب عدد من الصحفيين ويغتال أحدهم بطريقة وحشية، ورغم معرفة الاحتلال ماذا يعني قتل صحفي بوضح النهار إلا أن القناص الإسرائيلي موجه باستهداف عدسات الكاميرات وبإسكات الحقيقة وكتم صوت الإعلام، لهذا اغتال العدو ياسر مرتجى بدم بارد وبأوامر عليا، اعترف خلالها ليبرمان ان جيشه قتل ياسر بسبب عدسته الطائرة، فهم يخافون الصورة كما يخافون القنبلة، وربما صورة ياسر أخطر عليهم في ظل محاولات الخداع والتضليل الذي يمارسه جيش يتكئ على أقدام من زيف وقش.

 

اغتيال ياسر مرتجى عامد ومتعمد ومتقصد وإصابة صحفيين كثر وإعلاميين في مسيرة العودة السلمية دليل واضح أننا في حرب إعلامية مفتوحة، وأن الاستهداف لمن ينقل الحقيقة ويكشف جرم الاحتلال اللا انساني.

 

محبة ياسر الواسعة دليل آخر أننا أمام شعب واع يعرف أبعاد المعركة وقادر على التمييز، وهناك التفاف حقيقي حول حراس الحقيقة ورجال الصورة وهو تكريم لياسر ولمن خلفه من المقاتلين على تماس الكلمة واللقطة الحية والفيديو المباشر والكاميرا الحادة.

 

تعتمد مسيرة العودة على سلاح الإعلام والعدسة ونقل الصورة وتحشيد الجمهور، لهذا يتوسع الاحتلال في استهداف الصحفيين والنشطاء وناقلي الحقيقة، فكل صورة هي رصاصة في صدره، وكل تقرير ومقال قذيفة تفتت روايته، وكل قلم صاروخ يدك معاقل كيانه الكاذب، الاحتلال اكثر هشاشة وضعفا من الصمود أمام إعلام حقيقي ينقل ما يحدث بمهنية ووطنية، فبنيت (إسرائيل) على الاكاذيب وقامت على الاشاعات وتزوير الوقائع، والإعلام حارس للحقيقة والصحفي احد جنودها الأوفياء يقوم بكشف الواقع وإظهار الحق وتوعية الجمهور، لهذا الحرب اليوم ما بين عدساتنا وبنادقهم، وإن كان قتل ياسر وأصاب عشرات الصحفيين فإننا امام جيش لا يقهر بكلماته وصورته ونقله للحقائق.


| رمز الموضوع: 310289







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. المخابرات الإسرائيلية: إسرائيل قد لا تكون قادرة على تدمير حماس
  2. اصابة 3 مستوطنين بعملية إطلاق نار على حافلة شمال أريحا
  3. الخارجية الإيرانية تدعو الاوساط الدولية لوقف الممارسات الجنونية للصهاينة
  4. تجمع قرآني حاشد بطهران تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة
  5. امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني يستقبل اسماعيل هنية وزياد النخالة
  6. خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. الرئيس الإيراني: الجمهورية الاسلامية تعتز وتفخر بدعمها للقضية الفلسطينية
  7. وزارة الصحة بغزة: 32490 شهيدًا و 74889 إصابةً منذ السابع من أكتوبر
  8. في اليوم الـ 173.. قصف "عنيف" على رفح وتدمير "مكثف" للمنازل السكنية بغزة
  9. اليمن يدشن عاشر أعوام الصمود بست عمليات ضد ثلاثي الصهيونية في البحر والبر
  10. دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.. حزب الله يستهدف 10 مواقع للاحتلال الصهيوني بالصواريخ والأسلحة المناسبة
  11. قياديان في حركتي الجهاد وحماس: اسرائيل فشلت في العدوان / أبدينا مرونة في المفاوضات لكن لا تراجع عن ثوابتنا
  12. تحت شعار "طوفان الاحرار".. اقامة يوم القدس العالمي هذا العام
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)