أهداف الهجوم على
السفارة الإيرانية في لندن

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) قام مجموعة من الأشخاص بمهاجمة السفارة الإيرانية في لندن يوم الجمعة الماضي و إنزالوا العلم الإيراني كما رددوا هتافات تمس ببعض الشخصيات الإيرانية المهمة. و أثناء الهجوم الذي استمر أكثر من ساعتين لم تتدخل الشرطة البريطانية  و هنا لابد من  تسليط الضوء على بعض النقاط، و أهمها أن هذا الإعتداء تزامن مع زيارة وزير الدفاع السعودي عبد الله محمد بن سلمان للندن، الزيارة التي تم مقابلتها بطريقتين مختلفتين: الطريقة الأولى هي الإستقبال و الترحيب بزيارة عبد الله محمد  بن سلمان بعد أن دفعت السفارة السعودية مبالغ ضخمة في لندن من أجل حملة إعلانات، و الطريقة الثانية كانت عن طريق تجمع عدد كبير من البريطانيين المسلمين و غير المسلمين المحتجين على دعم السعودية للإرهابيين التكفيريين و الإبادة الجماعية للشعب اليمني في اليمن.

و خلال هذه الزيارة وقع بن سلمان اتفاقاً عسكرياً ضخماً مع الحكومة البريطانية تضمن شراء 45 طائرة مقاتلة من طراز تورنادو ليستخدمها النظام السعودي في قصف اليمنيين. هذه الصفقة التي تخالف الإتفاقات الدولية، لاقت اعتراضاً من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى قيام احتجاجات ضد الحكومة البريطانية من قبل العديد من الهيئات الدولية و البريطانية. وعلى الرغم من جميع هذه التحذيرات رحبت بريطانيا بولي العهد السعودي و أمواله.

إن تزامن الهجوم على السفارة الإيرانية مع زيارة بن سلمان سيؤدي حتماً إلى تسليط الضوء على العلاقات العسكرية البريطانية السعودية ليس فقط في الغرب بل وفي العالم الإسلامي.

اذ ربط  كثير من المحللون السياسيون زيارة بن سليمان بالإعتداء على السفارة الإيرانية كما  فسروا عدم استجابة الشرطة البريطانية لحماية السفارة لأكثر من ساعتين من الإعتداء ضمن هذا السياق.

إن وجود مايعرف بحركة صادق الشيرازي لها أبعاد و أهداف مختلفة و منها: إدارة الإختلافات داخل الدين الإسلامي و توسيع المسافات بين المذهبين السني و الشيعي من خلال التفريط الذي تقوم به حركة الشيرازي ضد بعض الشخصيات السنية المهمة و بالتالي الحرص على عدم وحدة العالم الإسلامي و أيضاً استخام النظام الوهابي لهذه الحركة كذريعة لإلصاق أي تصرف شاذ نابع منها بالنظام الإيراني كوسيلة لتشويه صورة النظام الإيراني في المجتمع الدولي.

واحدي أهداف حركة صادق الشيرازي و الشيعة البريطانيين هو إضعاف مكانة ولاية الفقيه في إيران و إيجاد اختلافات مذهبية داخل سطوح القيادة الشيعية الإيرانية و بالتالي زعزعة موقف ولاية الفقيه في المجتمع الإيراني و هو مايفسر شغف شبكة ال بي بي سي في تسليط الضوء على مثل هذه الأحداث و تضخيمها و إدارتها بطريقة تهدف لخلق الإنقسامات و الأزمات في العالم الإسلامي بطريقة واضحة.

كما أنه من البديهي أن تقوم الشرطة البريطانية بحماية الأماكن الدبلوماسية لديها و من ضمنها السفارة الإيرانية دون قيد أو شرط، إلا أن تدخل الشرطة بعد مرور ساعات من الإعتداء دليل على تواطئ المخابرات و الشرطة البريطانية مع المعتدين و بذلك لايجب أن تقبل الحكومة الإيرانية اعتذار السفير البريطاني في طهران عن هذا الحدث لأنه في حد ذاته إهانه للشعب الإيراني.